تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


خصوم روسيا يعترفون !

لوفيغارو
ترجمة
الخميس 4/9/2008
ترجمة:سراب الأسمر

بالنسبة للصحافة الغربية, كان يوم الثامن من آب الحالي- يوم افتتاح الألعاب الأولمبية في بكين يوماً غير عادي إذ نشبت الحرب

في جورجيا وهي أحد الأقاليم في القوقاز, والتي يقودها رئيس يتحدث الانكليزية والفرنسية وأتم دراسته في جامعة كولومبيا بالولايات المتحدة. والحال أنه حتى خصوم موسكو الأكثر ضراوة مضطرون اليوم للاعتراف أن القوات العسكرية الجورجية هاجمت الإقليم الانفصالي أوسيتيا الجنوبية وقصفت وقتلت عدداً من الجنود الروس هناك.‏

وسواءً أكان مطلب استقلال أوسيتيا وأبخازيا طلباً شرعياً أم لا فإن ذلك يستحق النقاش وليس ضربة عسكرية.‏

وكما يزعم الجورجيون, إذا كان الروس استعدوا لضرب جورجيا منذ زمن, إذاً لما هذه المبادرة من ميخائيل ساكاشفيلي?‏

هل بادر من نفسه بذلك أم بالتواطؤ مع الولايات المتحدة?‏

وليس المقصود من هذا الكلام الدفاع عن الروس, لكن محاولة فهم إستراتيجية وأهداف الرئيس ساكاشفيلي الذي تسبب بحرب أتاحت للروس المبررات لضرب الجيش الجورجي خلال ثلاثة أيام.‏

يقول كاتب المقالة: ذهلت من موقف الرئيس الأميركي عند الإعلان عن معارك أوسيتيا الجنوبية والخبر المتعلق بفلاديمير بوتين, فكلا الخبرين تساير مع افتتاح الألعاب الأولمبية .‏

رئيس الوزارء الروسي صعد الطائرة باتجاه القوقاز دون المرور بموسكو, أما الرئيس الأميركي فاكتفى ببث بعض التصريحات الوقحة نوعاً ما من بكين.‏

لا بدّ من التذكير أن بوش- منذ استلامه الحكم- لم يتوقف عن العمل لعزل روسيا على الصعيد الاقتصادي والجغرافي على حدٍ سواء.‏

فالحرب لم تنته بين هاتين القوتين للسيطرة على العالم.‏

لوقت من الأوقات وثق بوتين بصداقة بوش, وحاول تقديم عربون عن صدق إرادته, فألغى القواعد العسكرية الروسية في كوبا وفي فيتنام, وأدمج منظمة الأمن والتعاون الأوروبية .‏

ألم يخب أمل روسيا وغضبت حين شاهدت الولايات المتحدة تموضع قواعدها العسكرية في آسيا الوسطى وجورجيا والشيشان وبولونيا?‏

بالعودة إلى أوروبا, فإنها تشهد صراعاً ثانياً على قارتها بعد الصراع الذي أشعل يوغسلافيا السابقة, ويعود لأوروبا أمر حلّه.‏

وهكذا فهمها نيكولا ساركوزي إذ عاد مباشرة إلى الساحة .‏

لكن أمام هذه المواجهة, يجب أن نقول بشكل مغلوط ماذا بإمكان أوروبا أن تعمل بين روسيا وأميركا?‏

أولاً إثبات وجودها, ولكي تكون موجودة هل يمكنها أن تتدبر أمرها على أرضها حيث توجد قوات الناتو التي أسستها واشنطن عام 1949 بهدف الحيلولة دون المساعي التوسعية للاتحاد السوفييتي ?‏

من الممكن, عدم معارضة أميركا واعتبار استقلال أوروبا لا يتوافق مع انتمائها للناتو فمصالحها ليست متماثلة دوماً مع أميركا, ولنذكر على سبيل المثال الحرب على العراق.‏

بالمختصر, ماذا يريد جورج بوش من جورجيا? أعتقد أن ضرب ساكاشفيلي لأوسيتيا الجنوبية كان قد تم التحضير له بالتشاور مع المستشارين الأميركيين وصدقت عليه كونداليزا رايس عند زيارتها الأخيرة لتبليسي.‏

إذاً لم تفاجئ ردة روسيا العنيفة لجورج بوش ولا ساكاشفيلي, فاستراتيجتها راهنت على جواب روسيا وعلى التحرك المباشر الذي أثارته.‏

حتى اجتماع القادة الروس,و البولونيين والأوكرانيين والبلطيق الذي التأم في 12 آب الحالي بتبليسي كان مبرمجاً.‏

وأراهن أنه في الأيام القادمة)الخطر الذي تشكله القوة العسكرية والاقتصادية لدول غاز بروم على جاراتها سيستخدم بقوة, هذا الخطر سيبرر الوجود الأميركي المسبق في هذه المناطق , على حساب تضامن واندماج أوروبا.‏

فلاديمير بوتين ليس لاعب شطرنج كسائر رؤساء روسيا السابقين , إنه لاعب جيدو, ولاعب الجيدو لا يحتاج أن يكون الأقوى ليربح , عليه أن يعلم مقدار قوة خصمه ليسقطه أرضاً.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية