تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


طفلك ..صانع قرار

مجتمع
الخميس 4/9/2008
إعداد: ياسر حمزة

حتى في اعقد القضايا , يستطيع طفلك ان يتخذ القرار, وتزداد ثقته بنفسه وهي اولى الخطوات لتعويده تحمل المسوؤلية .

فالوجود الإنساني البشري, يكاد يتساوى بصنع القرار, فنحن جميعاً صٌناع لقراراتنا وسواء اكنا ماهرين أم لا فمسؤولية صنع القرار لا يؤديها الا صاحبها.‏

وهذه العملية تبدأ من تنشئة الطفل منذ نعومة أظفاره وتعويده على ذلك حتى تصبح طبعا من طباعه يطورها كلما كبر وزادت خبراته ولهذا يجب علينا أن نتيح الفرصة ونفتح المجال أمامه , ونشركه في عملية صنع القرارات داخل الأسرة.‏

وحتى يكون طفلك صانع قرار ماهرا يلزمنا تجنب إعطائه حلولا جاهزة , بل تزويده بمصادر لعملية جمع المعلومات , والتي تعد من العمليات الأساسية في عملية صنع القرار, وتعريفه بالمهارات اللازمة لعملية جمع المعلومات بالإضافة إلى مصادرها ومن ثم تقديم التوجيهات وصولا الى مرحلة انجاز القرار.‏

ومن المهم أن نتحلى بالصبر والتدرب على كيفية تطوير مثل هذه المهارات عند الطفل.فضلاً عن التشجيع على التفكير و البحث ,وتحديد البدائل والخيارات والمفاضلة بين هذه البدائل أي تعليم الطفل قانون الاحتمالات, وإن الأخطاء واردة في كل شيء.‏

فالطفل لابد أن يتعود أن في الدنيا خطأ وصوابا, وأن ارتكاب الأخطاء لا يعني نهاية الحياة, فليس هناك ( صانع قرار) لا يخطئ.كما أن تمكين الطفل من مهارات الاتصال تدعم من مشاركته بالأنشطة بفاعلية مع رفاقه الأطفال الآخرين , فيصبح قادراً على صناعة قرارات تلك الجماعة ومساعدة غيره .‏

وعلينا تجنب اتخاذ قرار نيابة عن أطفالنا حتى لا نعطل عقولهم ونقلل من حماسهم, والملاحظة التي يغفل عنها معظم الأهل هي أن طفلك قد يتخذ قراره بعدم الانصياع إلى ما نفرضه أو إلى ما توصلنا إليه فهو صانع القرار الأول والأخير في أي شأن من شؤون حياته أو ما يتعرض له .‏

توفير مصادر المعلومات , وان كانت مهمة لاي قرار , الا انها الاكثر اهمية للطفل حتى يتمكن من خلالها أن يقوم بعمليات البحث العلمي ويتابعها ,فالعباقرة وصناع القرارات المهرة في العالم يشتركون في صفة تلقيهم معلومات أكبر من سنهم وهم في سن الطفولة.‏

وبناء عليها ومن خلال توافر المعلومات والمصادر وبحث الطفل وتقصيه في تحليل هذه المعلومات تتطور لدية مهارة بناء الحجة وهي من المهارات التي يجب على الأهل تنميتها عند أطفالنا ,فكم من طفل لا يتمكن من شرح ما في مكنونه وما يخطط لعمله وسبب قيامه بعمل ما لعدم قدرته الفعلية على بناء الحجة فنحن نادراً ما نسال الطفل عن أفكاره وخططه وألية تنفيذ هذه الخطط وكيف سيواجه العقبات, و الخيارات والبدائل التي يقترحها لتنفيذ مثل هذه الخطط.‏

وقد يعتقد البعض , ان في الامر مبالغة ,ويسأل هل هذه المهارات يتمكن منها الطفل في مرحلة الطفولة المبكرة ..!‏

ويفسر مدى استغرابنا لعدم وضوح هذا المجال أمامنا وفي حياتنا وممارساتنا اليومية , فأطفالنا يصنعون مئات القرارات في يومهم ولا تختلف عملية اتخاذ الطفل لقرار عن قراره ,ماذا سيرتدي من ملابس او لصنف الطعام الذي يريد أن يتناوله في الفسحة , أو كيفية التصرف في مصروفه فكلها قرارات ينبغي ان تترك فيها الفرصة للأطفال حتى لو اخطأوا..!‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية