و تعددت صيغ تخصيص ريع الوقف وتنوع مجالات إنفاقه في رمضان ومنها تخصيص شيء من الريع لإنفاقه في هذا الشهرعلى ما له صلة بالصيام كتوفير فطور الصائمين أو سحورهم , واشتمل على أغراض أخرى هي من أبواب المنافع العامة , ولكن العناية بها في رمضان بالذات لها مغزاها المرتبط بفضله .
وذكر جعفر الحسني في موضوع بعنوان التكية السليمانية نشره في مجلة المجمع العلمي العربي بدمشق أمثلة كثيرة , منها ما ورد في حجة وقف السلطان سليمان بن سليم الأول على التكية السليمانية بدمشق وعلى المسجد الملحق بها, وهو أن يِرتب إمامان من أهل الصلاح , يحضر كل واحد منهما بنوبة في كل وقت من الصلوات الخمس المكتوبة والتراويح المسنونة , ويُدفع إلى كل واحد منهما كل يوم سبعة دراهم .
ومن أوقاف دمشق على الطعام في مطالع العصر العثماني ما ذكره المؤرخون حول وثيقة وقفية تتضمن أمر السلطان سليم أن يطبخ في ليالي رمضان المبارك الشريف ويومي العيدين وليلة البراءة الأرز المفلفل والحلو المزعفر وعين لكل مرة ثلاثة وتسعين مناً من الأرز النقي, وللطعامين المرقومين لكل مرة ستة وعشرين مناً, وثلاثة أداني من السمن البقري , وللمزعفر منها كل نوبة ثمانية وعشرين مناً من العسل الحر .
وحتى يضمن جودة تلك الأطعمة وتقديمها للفقراء بطريقة لائقة نص على توظيف أشخاص تكون مهمتهم تنقية الحنطة والأرز حسبما تستريح أسنان الطاعم عند تناول المطاعم, ويعطى لكل منهم كل يوم درهمان , ويقوم بتقديم الطعام ثلاثة رجال لحمل الطاسات المحشوة بالطعام إلى فقراء الأنام الحاضرين - بالتكية - غدواً وعشياً, ويعطى لكل منهم كل يوم درهمان .