ففي عام 2000 بلغت خسائر الشركة حوالى 54.7 مليون ل .س وكان حجم الأعمال المنفذة خلال العام 635,188 مليون ل. س
الا أنه في عام 2001 استطاعت الشركة ان تحول الخسارة الى ربح وكان حجم اعمالها 895,28 مليون ل .س وأرباحها 2.21 مليون ل .س
هذه الأرقام تطورت بشكل ملحوظ مع الاستمرار بفتح جبهات عمل جديدة للشركة حيث بلغت اعمال الشركة عام 2003 , 8,107 مليارات ل .س وكانت أرباحها (456) مليون ل . س أما عام 2004 فقد نفذت الشركة مشاريع بقيمة 3,463 مليارات ل .س وحققت أرباحاً وصلت الى 210,08 مليون ل. س.
وكغيرها من شركات القطاع العام فان السورية للشبكات تواجه مشكلة تأخر الجهات المستفيدة عن دفع استحقاقات الشركة والتي بلغت عام 2004 حوالى (500 مليون ل .س ) ما يحد من توفر السيولة المالية اللازمة لتنفيذ المشاريع .
(الثورة )التقت الدكتور المهندس سنان الغانم مدير عام الشركة وباشرته بالسؤال التالي :يجري الحديث الآن عن قفزة نوعية واختلاف جذري في مستوى أعمال وأرباح الشركة خلال السنوات الاربع الأخيرة ,حيث انتقلت من الخسارة الى الربح مع العلم أن شيئا لم يتغير على مستوى العمال والآليات .. كيف تفسر ذلك ..?!
الإدارة باللامركزية
يجيب د . سنان : عندما تسلمت إدارة الشركة عام 2000 كان الوضع كارثياً بالمعنى الحقيقي فالشركة خاسرة وجبهات العمل معدومة ورواتب العمال لاتصرف بحينها والآليات متوقفة تقريبا عن العمل ,أنا أتيت الى الشركة ببرنامج عمل واضح ,حيث قمت بتغيير منهج الادارة وطريقتها مستفيدا من التجارب العالمية وابتعدت عن المركزية في العمل لان تركيز كل شيء بيد الادارة, هي حالة أثبتت فشلها .
بادىء الأمر وضعت الانسان المناسب في المكان المناسب, ومن ثم أعطيت صلاحيات واسعة في مجال وحدود عمل كل مفصل ابتداء من رئيس المشروع والذي هو الحلقة الاساسية والمهمة في الشركة ,وهذه العملية تعطي العاملين ثقة بالنفس اكبر وتريحهم في العمل وتفجر طاقات الخلق والابداع لديهم ,وبالتالي الجميع يقدم خبرته وامكانيته ويوظفها لمصلحة العمل
التركيز على الانسان
نقطة مهمة أخرى عملت عليها في تنشيط العمال وتسريع وتائر العمل وأدت الى التصاق العامل أكثر بعمله وأصبح المشروع جزءا من ملكه الشخصي وهي مسألة الحوافز والمكافآت, حيث تم وضع كتلة نقدية بيد رئيس المشروع تتناسب مع حجم الأعمال المنفذة , وهو بدوره يكافىء من يقدم جهدا مميزاً ,وكذلك الأمر بالنسبة لمديري الفروع فلديهم كتلة نقدية يتصرفون بها في هذا الإطار, هذا الأمر خلق نشاطا مذهلاً لدى العاملين في الشركة وفي كافة الفروع وعلى مختلف جبهات العمل .
إذا تم التركيز على الانسان الذي هو الأساس في الوصول الى النجاح في أي مجال , وأنا من خلال تجربتي القصيرة في الشركة أفتخر بالكادر الفني والهندسي الذي استطاع ان ينقل الشركة من الخسارة الى الربح بعد عدة اجراءات قمنا بها لضبط العمل ووضع آليات جديدة لتنظيمه .
واستكمالاً لهذه الخطوة وبهدف بناء الانسان بشكل جيد ليكون عطاؤه أشمل وأكثر مردودية, تم احداث مديرية جديدة في الشركة للتأهيل والتدريب بهدف تطوير خبرات الفنيين والمهندسين في الشركة واطلاعهم على التطورات الحاصلة في مجال عملهم ,كما تضطلع هذه المديرية بأعمال أتمتة الشركة توفيراً للوقت والجهد والمال .
من جهة ثانية تم ضبط حالات الهدر الكبيرة التي كانت تجري, سواء في شراء المواد أو في نقل التجهيزات أو حتى اضاعة الوقت ,وكل ذلك يشكل نفقات اضافية تحمل على المشروع وترفع تكلفة التنفيذ فتقل الأرباح اذا لم نقل إنها تسبب خسارة.
فشركتنا هي عبارة عن مقاول حكومي وهي ذات طابع اقتصادي لذلك عليها تحقيق أرباح لتستطيع الاستمرار في السوق ,ونحن كغيرنا من شركات المقاولات العامة او الخاصة نتقدم الى المناقصات لدى الجهات العامة, كذلك المشاريع الخارجية نحصل عليها من خلال مناقصات تشترك فيها شركات عالمية فرنسية - بريطانية - امريكية ... , لكن هناك مشاريع استراتيجية كبيرة لايمكن أن ينفذها غيرنا فتستدعى الشركة من قبل الجهة المستفيدة ويطلب الينا تنفيذ المشروع ,كالمشروع الذي كلفتنا به وزارة الكهرباء مؤخراً لتنفيذ أعمال خط توتر عالٍ ( 400 ك . ف ) يمتد من جندر الى تدمر ومن ثم الى محطة التيم جنوب دير الزور , وتنفيذ خط توتر عالٍ (230 ك . ف) يصل من المبروكة الى الحسكة , حيث تم تشكيل لجنة مشتركة للاتفاق على الأسعار التعاقدية والكشف التقديري لهما والمقدرين بحوالى 500 مليون ل. س وقد حصلنا على موافقة خاصة من السيد رئيس الحكومة للاستثناء من مناقصات وزارة الكهرباء .
جسور الثقة
طبعا هذا جاء نتيجة السمعة الجيدة التي بنيناها للشركة وإعادة مد جسور الثقة بأعمال الشركة لدى الجهات المستفيدة داخل وخارج القطر بعد أن كانت هذه الثقة معدومة, حيث حرصنا على تنفيذ كافة المشاريع التي نتعهدها بالمواصفات والجودة المطلوبة,كما اعدنا إحياء مشاريع قديمة كانت متوقفة في لبنان, والآن هناك اقبال كبير للتعاون مع الشركة من جهات مختلفة داخلية وخارجية, وهذا لم يأت من الفراغ لذلك تم تحويل فرع لبنان الى فرع خارجي ينفذ مشاريع في دول مختلفة, والان لدينا مشاريع في العراق ومعروض علينا مشروع جديد هناك بقيمة 37 مليون يورو
استثمارات مشتركة
يضيف د . سنان انه ومنذ عام 2001 قامت الشركة برسم خطط عامة وأهداف محددة واستراتيجية مستقبلية لتطوير خطوط الانتاج في ورشاتها المركزية وتحسين منتجاتها ضمن مواصفات عالمية, معتمدة لتحقيق المنافسة الفنية في المشاريع داخل وخارج القطر وبهدف رفد الشركة بموارد اضافية تمكنها من تحقيق سياستها العامة وتطوير أعمالها التخصصية وتوسيع مشاريعها في مجال نقل القدرة الكهربائية وأعمال الانارة العامة, قامت الشركة بالاتفاق مع بعض الشركات الأجنبية لانشاء مشاريع استثمارية معها ومؤخرا تم الاتفاق مع شركة ( يونيون بروجيكت ) الانكليزية على انشاء معمل لتصنيع ابراج التوتر العالي ومعمل لغلفنة المعادن في سورية, بحيث تقدم الشركة الأجنبية الدراسات والتصاميم والتكنولوجيا والخبرة والتجهيزات اللازمة ,وتقدم شركتنا الأرض والأبنية وخدمات البنية التحتية , وقد بلغت الكلفة التقديرية لانشاء معمل الأبراج 3,1 ملايين يورو ولانشاء الغلفنة ( 5 ملايين يورو)
أيضا تلقينا عرضاً من شركة سعودية لانشاء معمل متطور لتصنيع أجهزة الانارة وفق مواصفات عالمية ,وتم التوصل الى اتفاق أولي على انشاء خط تصنيع جزئي وتجميع للأجهزة بطاقة انتاجية 25 ألف جهاز إنارة في العام كمرحلة أولى يزداد الى 50 ألف جهاز في العام في المرحلة الثانية ومازال المشروع قيد البحث مع الجانب السعودي لاستكمال الدراسة الاولية الفنية للمشروع .
أيضا ندرس عرضاً لشركة ( شريدر) لانشاء معمل لتجميع وتصنيع أجهزة الانارة العامة .
وفي مجال التطوير الداخلي لأعمال الشركة تم وضع دراسة لتطوير خط انتاج الأعمدة المضلعة ما يساهم بتقليل كلفة تصنيع الأعمدة من 13,25 ل .س لكل كغ الى 7,60 ل .س للكغ مع زيادة الطاقة الانتاجية من 460 عموداً شهرياً الى 2000 عمود شهري اضافة الى تحسين جودة المنتج.
أعمال 2005
وعن خطة الشركة لعام 2005 أوضح الدكتور سنان ان الشركة وضعت خطتها لهذا العام بدون أعمال الفرع الخارجي وبما يتوافق مع الامكانيات البشرية والآلية المتاحة.
فبالنسبة للمشاريع من المخطط ان تنفذ الشركة مشاريع بقيمة 1,208 مليار ل. س عدا مشاريع الفرع الخارجي وخطة الورشات الانتاجية مقدرة ب¯ ( 130,23 مليون ل . س ) ومن المتوقع تنفيذ أعمال من خلال تقدير قيمة المشاريع المدورة والمتوقعة لكافة فروع الشركة عدا الفرع الخارجي بقيمة 1,305 مليار ل . س ,وباضافة الأعمال المتوقعة في الفرع الخارجي والبالغة 468,230 مليون ل .س يصبح المجموع 1,772 مليار ل .س بالاضافة الى مشاريع جديدة يتم التعاقد عليها بقيمة 400 مليون ل.س. ما يضطرنا لاصدار ملاحق للخطط المرفوعة وتعديل خطة العام بكامله ,وكما ذكرت لدينا مشروع مع وزارة الكهرباء بقيمة (500 مليون ل .س ) لم يدخل بالخطة لانه تم تكليفنا به بعد بداية العام الحالي .
وفي الختام
عاد الدكتور سنان ليؤكد ان ما وصلت اليه الشركة اليوم انما يعود الفضل فيه لجهود العمال والفنيين والمهندسين الذين تربطهم بشركتهم علاقة مميزة أذهلت كل من سمع أو رأى كيف يندفع هؤلاء بعملهم رغم كل الظروف الصعبة التي تتطلبها طبيعة اعمال المشاريع التي تنفذها الشركة ...