تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


تساؤلات من طرطوس حول سوق الاستثمار السياحي...تراجع عدد المواقع المقرر عرضها والمجلس الأعلى لم يبت بقضية الشاليهات الخاصة!!

تحقيقات ومراسلون
الأربعاء 30/3/2005م
هيثم يحيى محمد

لا ندري تماما فيما إذا كانت وزارة السياحة والجهات المعنية الأخرى قد استكملت استعداداتها وتحضيراتها المطلوبة والتي سبق ووضعتها ضمن برامج تنفيذية دقيقة- لإقامة سوق الاستثمار السياحي الأول, ولاسيما أن ما يفصلنا عن الموعد المحدد للافتتاح لايتجاوز 25 يوما.

في اطار ذلك يفترض أن تكون المواقع التي سبق واعلن أنها ستعرض في السوق وعددها نحو المئة على مستوى سورية باتت جاهزة وخالية من أي اشغالات.. أو مشكلات لأن المستثمر سواء أكان محليا أم عربيا أم عالميا يرفض اتخاذ قرار بشأن إقامة أي مشروع استثماري قبل أن تكون الأرض التي سيقام عليها المشروع خالية من أي مشكلة, وهذا ما أكد عليه السيد وزير السياحة في الاجتماعات التي عقدها خلال الاشهر الماضية ضمن إطار التحضير لهذا السوق!‏

تراجع العدد‏

والسؤال الذي يفرض نفسه الآن اكثر من أي وقت مضى: هل باتت المواقع المئة جاهزة فعلا أم أن معظمها لم يصبح كذلك- كما سمعنا- لاسباب تتعلق بالجهات العامة في الوزارات الاخرى كما تتعلق بوزارة السياحة?‏

الجواب عند وزارة السياحة المعنية والمكلفة بمتابعة تنفيذ قرارات المجلس السياحي الأعلى.. وإن كنا نملك بعض المعلومات التي تشير إلى أن ما سيعرض من مواقع خلال السوق أقل بكثير مما كان مقررا بعد الاعلان عن إقامته ولهذا وجدنا أن وزارة السياحة أعلنت مجددا أنها بصدد إقامة سوق ثان في شهر ايلول لعرض المواقع التي لم تصبح جاهزة الان إضافة للمواقع التي لايتم التعاقد عليها في السوق الأول مع المستثمرين..‏

لكن من حقنا أن نسأل عن الأسباب التي حالت دون تجهيز كافة المواقع في الوقت المحدد رغم قرارات المجلس السياحي الأعلى التي اتخذت..و رغم الاجتماعات العديدة التي عقدت.. ورغم التصريحات التي أطلقت.. ورغم الوعود التي أعطيت.. ورغم.. ورغم.. ورغم?!‏

لنأخذ مثلا محافظة طرطوس هذه المحافظة الساحلية الجميلة ببحرها وجبالها وسهولها وآثارها وطبيعتها والمؤهلة أكثر من غيرها لاستقطاب المستثمرين في مجال السياحة أولا بسبب المقومات السياحية التي تملكها وثانيا بسبب وجود مواقع عديدة فيها مخصصة للاستثمار السياحي ولم تستثمر بعد ( مازالت بكرا).. ولنسأل هل باتت كافة المواقع التي سبق واعلن انها ستعرض في السوق المقرر في الثالث والعشرين من نيسان القادم.. هل باتت جاهزة فعلا.. أما أن معظمها سيؤجل عرضه لسوق الاستثمار الثاني بسبب عدم جهوزيته?‏

في السياق التالي سنحاول الإجابة على هذا السؤال.. واسئلة اخرى.. ونختتم ببعض الملاحظات المتعلقة.‏

مشكلات بالجملة‏

نبدأ من موضوع سؤالنا الأول ونقول: معظم المواقع التي كان مقررا أو متوقعا عرضها في المنتدى الأول لم تعالج مشكلاتها وبالتالي لم تصبح جاهزة أو مؤهلة لعرضها في منتدى سوق الاستثمار الأول.. وعدد من هذه المواقع يعود لوزارة السياحة نفسها حيث تم استملاك أراضيها منذ 1975 بغرض الاستثمار السياحي وهي الموجودة جنوب طرطوس ( منطقة عمريت), أما الاسباب التي حالت دون هذا التجهيز أو التحضير فأبرزها بالنسبة لمواقع منطقة عمريت- أولا وجود مكب قمامة مدينة طرطوس في الشريحتين الثانية والثالثة حيث تبلغ كميات القمامة التي تحتاج إلى ترحيل 400 ألف متر مكعب.. وفي هذا المجال اتخذت المحافظة عدة إجراءات منها منع مجلس مدينة طرطوس من رمي القمامة في هذا المكان ووضعها في موقع مؤقت عند جسر/ الخريبات ريثما يجهز مكب (وادي الهدة).. واختيار موقع بين بيت عليان وبيت ناصر لنقل القمامة المكدسة في الشريحتين 2-3 وطمرها فيه بعد تكتيمه اصولا.‏

والمباشرة بالنقل قد لا تتأخر كثيرا.. وثانيا: عدم اتخاذ قرار من المجلس السياحي الأعلى بقضية الشاليهات الخاصة الممتدة على( شاطئ طرطوس) أمام الشرائح 1-2-3 وبطول نحو 3 كم وذلك رغم مضي أكثر من اربعة اشهر على رفع محضر اللجنة المشكلة لهذه الغاية.. ورغم مضي أكثر من شهرين على رفع المحضر من وزير الادارة المحلية إلى السيد رئيس مجلس الوزراء ولا ندري إذا كانت التدخلات والضغوط التي قام ويقوم بها أصحاب الشاليهات أو بالاحرى شاغلوها ستحول دون إلغاء عقود الايجار ودون إزالة تلك الشاليهات والتعويض على شاغليها وفق ما كتبنا في عدد سابق.‏

وثالثا: عدم معالجة المشكلات العالقة مع الآثار والمتاحف بخصوص احتمال وجود بعض الآثار في تلك الاراضي وذلك وفق ماتقرر في اجتماع اللجنة السياحة التنفيذية المنعقد في طرطوس 18/12/2004 برئاسة وزير السياحة, ويبدو أن السبب في ذلك يعود في جزء منه لآلية عمل هيئة الاستشعار عن بعد وفي جزء آخر للآثار والمتاحف المعنية بمباشرة التنقيب بعد إجراء المسح الحراري من قبل الاستشعار عن بعد.. وطبقا لآلية المتابعة والتنسيق غير الفاعلة بالشكل الذي نريد!‏

وهنا لابد من الاشارة إلى أن ما تم اتخاذه من إجراءات ولاسيما من قبل المحافظة كان جيدا مقارنة بما تم اتخاذه في سنوات عديدة سابقة لكنه لم يكن كافيا مقارنة بالقرارات التي اتخذت سواء من المجلس السياحي الاعلى أو من اللجنة التنفيذية للسياحة خاصة وإنه تم تحديد مواعيد لإنجاز كل عمل!‏

هذا بالنسبة لمنطقة عمريت.. أما بالنسبة لعدة مواقع اخرى كان متوقفا أو مقررا عرضها في سوق الاستثمار على صعيد محافظة طرطوس فإننا لا نعرف اسباب عدم الانتهاء من حل إشكالاتها تمهيدا لعرضها, من هذه المواقع ( جزيرة الحباس- مشروع اتحاد العمال - مشروع نقابة المعلمين- مغارة بيت الوادي- مغارة الضوايات) وعدة مواقع اخرى في المناطق الجبلية أو الساحلية بالمحافظة !! وهنا نشير إلى أن مدير السياحة اوضح ان هناك (8) مواقع تحتاج الى قرارات من المجلس السياحي الاعلى لإدراجها ضمن المواقع التي ستعرض وهذه العوائق فيها قليلة مؤكداً ان الكثير من الاشكالات حلت بمتابعة من السيدين وزير السياحة ومحافظ طرطوس.‏

مشروعات جاهزة‏

والآن ما المواقع والمشاريع السياحية التي باتت جاهزة وخالية من الاشكالات وسوف تعرض في منتدى سوق الاستثمار السياحي الاول بتاريخ 23/4/2005 ?‏

من خلال ماتحدثت به عضو المكتب التنفيذي لقطاع السياحة الزميلة عائدة دي¯وب في اجتماع مجلس المحافظة الاسبوع الماضي ومن خلال ماقدمه لنا مدير السياحة السيد علي درويش تبين أن المواقع التي ستعرض هي فقط:(ضاحية الفاضل - فندق نقابة المهندسين الزراعيين - فندق ارواد - موقع جنوب بانياس - الشريحة (5) في عمريت - موقع القمصية) ونتمنى ان تكون هذه المواقع خالية فعلاً من أي عائق.‏

ولابأس أن نشير الى ان موقع ضاحية الفاضل يقع على مساحة /216/ ألف م2 جنوب مدينة طرطوس مباشرة على البحر وهو بملكية مجلس مدينة طرطوس .. وفندق النقابة يقع على مساحة طابقية مقدارها /9000/ م2 اضافة لوجائب ( حدائق وملاعب ) بمساحة 1500م2 ومساحة موقع جزيرة ارواد /7000/ م2 بملكية وزارة السياحة ... وموقع بانياس على البحر مباشرة مقابل قلعة المرقب مساحته /200/ ألف م2 ويمكن اقامة قرية سياحية من مستوى (4) نجوم وفق المواصفات المعتمدة من قبل الوزارة تحتوي على فندق وموتيل وكتلة الشاليهات ومنشآت سياحية .. وموقع الشريحة رقم (5) في عمريت بمساحة /175000/ م2 بملكية وزارة السياحة ومجلس المدينة والقمصية موقع بمساحة /156000/ م2 ويقع على قمة جبل يطل من الغرب على البحر ومن الشمال على قلعة المرقب ويهدف لاقامة قرية سياحية من مستوى (3) نجوم فما فوق ..‏

ملاحظات وتساؤلات‏

في الختام وبغض النظر عن الظروف السياسية المستجدة في المنطقة نقول إن فكرة إقامة سوق للاستثمار السياحي فكرة جيدة نأمل ان تنجح .. ونأمل من كافة الجهات المعنية في الدولة المساهمة والمساعدة في انجاح هذا السوق والأسواق القادمة لانه يستحيل ان تنجح وزارة السياحة لوحدها .. ونأمل من الجميع تفهم مدى أهمية وضرورة اقامة مشاريع استثمارية في الساحل السوري ولاسيما في السياحة التي تعتبر المؤهلة أكثر من غيرها لتوفير فرص عمل وتأمين القطع الأجنبي والحفاظ على مواقعنا الأثرية واستثمار الشاطىء استثماراً متميزاً تستفيد منه كافة شرائح المجتمع وليس الأثرياء فحسب كما يعتقد البعض ! كما أن نجاح الاستثمار السياحي يقودنا الى اقتصاد متكامل يؤدي الى رفع سوية معيشة الناس لكامل المنطقة التي تشاد فيها المشاريع من خلال خلق فرص العمل والأجور الجيدة التي تدفع للعاملين .. الخ‏

وضمن هذا الإطار نتمنى على المجلس السياحي الأعلى البث وبسرعة بقضية الشاليهات الخاصة جنوب طرطوس .. ومعالجة مشكلة الشاغلين في المنطقة أو في موقع بانياس من خلال اشراكهم بالمشاريع ومنحهم اسهم بنسبة محددة أو من خلال تعويضات مادية معينة وألا تبقى الأمور معلقة بدون معالجة .. ونرى أن ادخال الشاغلين من خلال اسهم بالمشاريع يمكن ان يطبق في أي موقع فيه اشغالات سكنية .‏

في كل الأحوال ورغم اننا نمنا لمدة طويلة .. ثم استفقنا فجأة لنبحث عن المشكلات القديمة - الجديدة في مواقعنا وأراضينا .. ونعالجها بسرعة قد لاتكون ممكنة فإننا نتمنى ان نوقف في أول سوق للاستثمار السياحي لان الفشل سيؤدي الى نتائج سيئة جداً على الاستثمار بشكل عام في بلدنا .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية