تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الرحلات المدرسية..أداة للتربية البيئية..فهل نحسن استخدامها?

بيئة
الأربعاء 30/3/2005م
قاسم البريدي

شهر الربيع هو الفرصة الأهم التي يغتنمها الانسان في بلادنا لملاقاة الطبيعة وذلك على شكل نزهات فردية أو جماعية للأماكن السياحية الجميلة من وديان وأنهار وبحيرات وغابات وغيرها.

وتعتبر الرحلات المدرسية على وجه الخصوص أحد أهم أشكال التنزه الذي يترك أثراً تربوياً وسلوكياً لسنوات طويلة في حياة الطلاب تجاه الطبيعة تجاه زملائهم, وهي من وجهة نظر أصدقاء البيئة أداة هامة من الأدوات الفعالة للتربية البيئية حيث تنظم الإدارات المدرسية بعض الرحلات لزيارة البيئة الطبيعية المحلية ومواردها المختلفة مثل الموارد الحيوانية والنباتية ومصادر الطاقة والمياه وغيرها ,ويتعلم الطلاب من خلال مصاحبة المعلمين لهم الكثير من العادات الإيجابية للحفاظ على البيئة نظيفة ونقية بشكل عفوي صادق عبر تقليده لمعلميه في النظافة أثناء الرحلة فجميع بقايا الأكل تحفظ في كيس خاص وتجمع الأكياس في النهاية إلى أقرب حاوية ممكنة أو على أطراف الشوارع الرئيسية بحيث يسمح لعمال النظافة الوصول إليها شرط ربط الأكياس بشكل جيد.‏

ويقدم كتاب ( دليل المعلم حول التنوع الحيوي) الذي أصدرته وزارة التربية بالتعاون مع وزارة الزراعة معلومات قيمة عن الأشجار والنباتات والحيوانات والطيور في سورية باسلوب علمي بسيط تتيح للمعلم القدرة على تدريس التربية البيئية داخل الصف وخارجه..‏

ويخصص الكتاب فقرة خاصة للرحلات بشكل عام والرحلات العلمية بشكل خاص ويشرح فوائدها ونأمل من إدارة ومعلمي المدارس العودة إليها ووضع بعض القواعد البيئية أثناء تنظيم برامج الرحلة.‏

ومن فوائد الرحلات توفير خبرات حسية بعيدة عن التجريد نظراً لما يشاهده الطلبة ويتحسسونه عن قرب عن طريق الحواس الخمس ( البصر ـ اللمس ـ الشم ـ السمع ـ التذوق) ويتعرف الطالب على الطبيعة وجمالها وأهم النباتات وتسمياتها الشعبية والعلمية وعلى الأصوات والروائح الطبيعية ليميزها عن الضارة وعن أصوات الضجيج.‏

إن استخدام الحواس المختلفة في الرحلات يعمل على تقريب الطبيعة بكل عناصرها من أذهان التلاميذ وبالتالي زيادة فهمهم لها والقدرة على توظيف هذه المعلومات في الحياة اليومية.‏

وأما الرحلات العلمية فلها فوائد مضاعفة لأنها توفر خبرات تعليمية يصعب الحصول عليها في الغرف الصفية لأسباب تتعلق بالحجم كمشاهدة زرافة أو دب في حديقة الحيوانات ومشاهدة أنواع معينة من الحشرات.‏

كذلك التعرف على طبيعة البلاد وتضاريسها مثل الشلالات والجبال والسهول والوديان ومصبات الأنهار ومنابعها والسدود التي أقامتها الدولة.‏

ويمكن للطالب التعرف على المشكلات الحقيقية في البيئة المحلية مثل مشكلة تلوث الأنهار والبحيرات ومياه البحر نتيجة إلقاء مخلفات المصانع والمساكن عليها مباشرة دون معالجة, وبالمقابل يكتسب الطلاب العديد من الاتجاهات السليمة والمفيدة مثل التعاون والانتماء وتنمية روح العمل الجماعي وتحمل المسؤولية وحب الاستطلاع, إضافة إلى الثقة بالنفس والانفتاح على العالم من خلال الطبيعة والمجتمعات المختلفة بالريف وعاداتهم تقاليدهم.‏

وأيضاً تعمق الرحلات الصلة الوثيقة بين ما تعلمه الطالب داخل الصف لا سيما في مادتي العلوم والجغرافيا وبين البيئة الخارجية من حيث إدراكهم المباشر والمحسوس لعناصر البيئة التي يعيشون فيها ومن خلال إثارة ميول الطالب بأمور لاتؤخذ بعين الاعتبار خلال الشرح النظري في الصف أو يتم المرور عليها مرور الكرام..‏

أما إذا كانت الرحلة غير منتظمة وفوضوية فإن آثارها السلبية على البيئة وعلى السلوك السلبي للطلاب ستكون كبيرة..وأخطر ما في الأمر أن يشاهد الطلاب معلميهم وهم يكسرون أغصان الأشجار ويحرقونها من أجل تحضير الغذاء أو الشاي ..وقد يؤدي ذلك إلى حرق الأشجار القريبة من مواقد النار عن قصد أو غير قصد مما يشوه الطبيعة ويجعلها شاحبة ويضعف الأشجار والنباتات .‏

ومن البديهي أن التلاميذ لا سيما في سنوات عمرهم الأولى يقلدون الأكبر منهم سناً سواء من التلاميذ في الصفوف المتوسطة والعليا أو من معلماتهم ومعلميهم ويتصرفون ببراءة وكنوع من اللعب واللهو دون أن يدركوا المخاطر الحقيقية لتخريب البيئة والمنتزهات الطبيعية ولا سيما التي تكثر إليها الرحلات ويسهل الوصول إليها.‏

ومن الطبيعي وقبل نزول الطلاب من الباصات أن يوجههم المشرف على الرحلة بكيفية التنزه واختيار الأماكن المناسبة للجلوس واللعب والأكل وعدم الاقتراب على الأشجار الفتية أو الحيوانات والاعتداء عليها..وفي نهاية الرحلة يتم جمع الفضلات وتنظيف أماكن التنزه وعدم ترك أي بقايا مهما كانت صغيرة لا سيما الأكياس البلاستيكية والزجاج والمعادن ووضعها جميعاً في أكياس محكمة ونقلها إلى الحاوية المخصصة في المنتزه أو إلى أقرب حاوية في القرية التي تمر بها الرحلة.‏

إن تعويد الطالب على رحلات ممتعة وشيقة يجعله أحد أصدقاء البيئة وينقل هذا السلوك معه إلى بيته وأهله وقد ثبت علمياً أن الطفل متعلم إيجابي يتعلم من خلال الفعل أكثر من الدروس النظرية ويتعلم بشكل أفضل عندما يكون نشاطه ذا معنى وذا صلة بحياته وبيئته الاجتماعية والطبيعية.‏

تعليقات الزوار

أبو محمد |  aboumed2006@gmail.com | 21/10/2010 00:19

الرحلات المدرسية و الأنشطة اللاصفية هي روح المقاربة البنائية وهي المخرج من الأزمة التي يعرفها التعليم و التعلم في ظل العولمة.

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية