ويتنافس في هذه الانتخابات 6172 مرشحا يمثلون 165 كيانا سياسيا ينتمون إلى 12 ائتلافا انتخابيا لاختيار 325 مرشحا لملء مقاعد مجلس النواب الجديد.
ويشرف على هذه الانتخابات أكثر من 78 ألف مراقب حسب ما أعلنته المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق ، التي أوضحت أن عدد المراقبين الدوليين المسجلين حتى الآن بلغ 926 وعدد المراقبين المحليين بلغ نحو 78 ألفا ، في حين بلغ عدد المنظمات الدولية المسجلة 30 منظمة ، إضافة إلى أكثر من 300 منظمة محلية .
وقد اصطدمت العملية الانتخابية قبل بدئها ببعض العقبات ، كان أبرزها قرار ( هيئة المساءلة والعدالة) التي استبعدت عددا من المرشحين ، ما أثار جدلا سياسيا حادا وانقساما شعبيا ربما يترك أثره السلبي على سير العملية الانتخابية ، حيث لوحت بعض الكتل بورقة المقاطعة احتجاجا على هذا القرار ، فيما حاولت شخصيات سياسية وكتل برلمانية أخرى بذل مساعيها من أجل السماح لبعض المبعدين بالمشاركة في الانتخابات التي يتطلع إليها العراقيون بأن تكون نزيهة ، خصوصا أنها تجري وفق نظام القائمة المفتوحة ، ما يعني أنه يمكن للشعب العراقي أن يقوم باستبعاد الشخصيات غير المرغوب فيها من خلال عدم تصويته لها يوم الاقتراع .
والخارطة السياسية للانتخابات العراقية تشير إلى وجود تنافس كبير بين ست كتل رئيسية للحصول على أكبر عدد ممكن من المقاعد في البرلمان المقبل ، وهذه الكتل هي : ( ائتلاف العراقية ) بزعامة رئيس الوزراء العراقي الأسبق اياد علاوي ، ويحاول هذا الائتلاف الحصول على المركز الأول في الانتخابات كي يخرج منه رئيس الحكومة المقبلة حسب الدستور العراقي .
ويراهن الائتلاف على أخطاء الحكومة الحالية في إقناع الجماهير بالتصويت له ، كما يراهن على أنه رافض لكل أنواع المحاصصة ، سواء كانت طائفية أو اثنية أو حزبية0، ويريد بناء دولة عصرية يسودها القانون والدستور وتحترم الإنسان .
وهذه الكتلة قررت المشاركة في الانتخابات على الرغم من شمول اثنين من قياداتها هما صالح المطلك وظافر العاني بقرار المنع .
وأوضح عضو الكتلة عدنان الدنبوس أن الكتلة ستشترك في العملية الانتخابية ، وستقوم بواجبها الوطني كحركة وطنية ضمن الكتل التي تساهم في إرساء دعائم النظام الديمقراطي في العراق ، وحتى صالح المطلك دعا لهذا الأمر كونه الطريق الصحيح لخلاص العراق مما يعانيه.
وكان رئيس الكتلة اياد علاوي أكد أن قضية استبعاد المرشحين استخدمت لتصفية الخصوم السياسيين من قبل الأحزاب النافذة بعيدا عن أسس دستورية ، متهما الحكومة العراقية بإثارة هذه الملفات من أجل التغطية على الفشل الذريع الذي رافق عملها في الكثير من الملفات المهمة .
أما الكتلة الثانية فهي ( ائتلاف دولة القانون) ويقودها رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي ، الذي يرى أن حظوظه لا تزال كبيرة في الحصول على المركز الأول .
والكتلة الثالثة هي ( الائتلاف الوطني العراقي ) الذي يتزعمه رئيس الحكومة العراقية الأسبق ابراهيم الجعفري ، ويشعر الكثيرون أن هذا الائتلاف ورغم ضمه لتيارات مهمة ومؤثرة في الشارع العراقي ، مثل التيار الصدري ، والمجلس الإسلامي الأعلى ، وحزب الفضيلة ، وشخصيات أخرى لن يستطيع الحصول على المركز الأول لأن جماهيره توزعت بين كتلتين هما:( العراقية ) و ( ائتلاف دولة القانون ) وهذا الأمر سيؤثر كثيرا على قاعدته الشعبية .
أما الكتلة الرابعة فهي ( التوافق العراقي) ويتزعمها الأمين العام للحزب الاسلامي العراقي أسامة التكريتي ، وتعد هذه الكتلة الامتداد الحقيقي لجبهة التوافق العراقية ، ولها مكانة خاصة لدى جمهورها حيث حققت له إنجازات كثيرة في السنوات الماضية .
والكتلة الخامسة هي ( قائمة التحالف الكردستاني ) وهي قائمة ثابتة وجمهورها واضح ، ويقودها الحزبان الكرديان بزعامة الرئيس العراقي جلال الطالباني ، ورئيس إقليم كردستان العراق مسعود البرزاني .
أما الكتلة السادسة فهي ( ائتلاف وحدة العراق ) ويتزعمها وزير الداخلية جواد البولاني ، وهي تخوض الانتخابات لأول مرة بائتلاف موحد يضم شخصيات معروفة في المجتمع العراقي.
وتبقى الكتل الباقية وهي صغيرة ، ومسألة فوزها في الانتخابات أمر مستبعد ، حتى وإن فازت فإنها ستحصل على عدد قليل من المقاعد ، وهذا العدد لن يساعدها على تنفيذ وعودها الانتخابية.
وقبل بدء العملية الانتخابية حذر العديد من الأوساط العراقية من مخاطر حصول تزوير في هذه الانتخابات ما سيؤثر على مصداقية ما ستفرزه من نتائج ، وبرروا تحذيراتهم تلك بعدم وجود إحصاء سكاني في العراق منذ أكثر من عشرين عاما ،حيث يساعد غياب الاحصاء على عمليات التزوير ، إضافة إلى عدم وجود قانون للأحزاب ينظم عملها ، فضلا عن التخوف من وجود دعم خارجي لبعض الجهات بهدف التأثير في نتائج الانتخابات .