تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ذلك الخطر الذي صنعناه!!

آراء
الخميس 4-3-2010م
جلال خيربك

ماذا فعلنا بهذا الكوكب الجميل؟ وإلى أي هاوية نقوده؟

بل إلى أية كارثة تدفعنا سريعاً إلى مجاهليها؟‏

إن كل قصائد الشعراء وبلاغتهم لن تبعده عن الهلاك الذي تسهم فيه أيدي بني الإنسان أو تصنعه لامحالة....‏

فالبلاغة هنا نوع من تخفيف النهاية لا إلغائها!‏

رحم الله زماناً كان يفيض بالخير والنعم والبركات... يوم لم يكن عدد الـسكان بهذه الأرقام الهائلة... ويوم كانت النعم والخيرات ووفرة المياه والغلال والظلال الوارفة: هي التي ترسم تلك اللوحة الفاتنة لهذه الأرض الخيرة المعطاء...‏

ويوم كان الجهد الإنساني البسيط يفيض بالبركة على الناس فوق هذا التراب.... وتعطي لحياتهم طعماً آخر لم يكن فيه مكان للجشع والتسابق لامتلاك الآفاق بعد التراب!‏

ويوم كانت المودة والصدق والبساطة هي ألوان لوحته الخالدة حيث كان اللون الأخضر أهم مكوناتها... ولون الشمس الذهبي يهمي على الأرض بفائض الخير والظلال!‏

إلى أي مجهول نسرع في دفع هذا الكوكب الجميل إليه... وإلى أي حد وصل جشع بني الإنسان ومقدرتهم الخارقة على قتل المستقبل البشري بعد أن عمرناه طويلاً وغمرناه بفيض الخير والعطاء؟‏

لقد كان الصراع أزلياً بين عبودية المال والطمع وبين الخير والجمال الذي يسعى إليه السواد الأعظم من بني الإنسان من فقراء وبسطاء... وبين سطوة المال ومستقبل الجموع الغفيرة التي تحلم بالغد الأخضر الآتي... وكما هو شأن الصراع بين الخير والشر... دفعت الجماهير الفقيرة ثمن أحلامها وآمالها دماءًَ ومصائر وعبودية لذوي السطوة والبأس.... وغدا العلم الذي صنعه العقل البشري كخدمة لبني الإنسان غدا حريقاً وفضاء فسيحاً تصبغه الألوان الحمراء والجشع كي تسيطر حفنة قليلة من الناس على مستقبل البشرية جمعاء.‏

ولئن نبه العلماء وكرروا تحذيراتهم من هذا المستقبل القادم الأسود للكرة الأرضية ومن عليها من بشر وأحلام وآمال فلم يستفيدوا شيئاً إذ مضى الاحتكاريون في مشوار السيطرة على الأرض في زيادة السموم القاتلة للحياة وللكون كي تستمر سيطرتهم على العالم وتمكن أيديهم من أعنة الكون وتوجيهه نحو الكارثة التي ستقتلهم فيها أموالهم قبل غيرهم، فوقفوا بعنجهية ضد قوى الخير التي تنادت إلى إنقاذ الكون بوقف أو تخفيف انبعاث الغازات الكربونية التي تقف بوحشيتها خلف تدهور الأرض نحو الكارثة التي لم تعد بعيدة جداً!‏

وبقيت شهوة الجشع والسيطرة هي التي تحركهم وتحرك من يقف معهم، فتستمر مصانعهم في غيها من مسألة تلويث الفضاء وتسميمه عن طريق زيادة الانبعاثات الغازية التي لن تترك أو تذر خيراً لبني البشر... فتستمر مأساتهم في صنع الأسلحة وتطويرها وزيادة مقدرتها الرهيبة على إفناء جنس الإنسان على هذا الكوكب الجميل.‏

ويوماً بعد يوم تنذرهم الكوارث البشرية الناجم معظمها على فعل المناخ وفعل أيديهم في حقول الدمار اللامتناهية وتنذرهم الأرض أيضاً باقتراب الخطر الذي سيعصف بهم ويأخذ في طريقه البسطاء والفقراء الذين لاحول لهم ولاقوة لدفع هذا الأذى القاتل عن كوكب منحهم نعمة العلم والمعرفة وحب الحياة لكن!‏

إذ بقي حلم السطوة والسيطرة هومحركهم الغاشم نحو الهاوية التي اقترتب من هذا الكوكب المحزون!‏

كل يوم يطلع العلماء بتحذير جديد ويقدم لهم كوارث جديدة هائلة ماحقة عما تفعل أيديهم... لكن الأصوات تطويها الرياح وتصم عنها الآذان ويمضي النهابون في طريقهم من تجميع الأموال وتكديس الأسلحة ومنجزات العلم لتكتمل سيطرتهم الفاجعة على الأرض والإنسان وعلى ماحوت من أنواع الحياة، إنه ظلم بعض بني الإنسان إذ لاتعنيهم موجة الفقر ازدياد كوارث الجوع والجفاف بل يشددون قبضتهم أكثر على هذه الأرض وعلى نهب خيراتها وسوقها مكرهة نحو مصيرها القاتم... وهم لايأبهون إلا لمصالحهم وتحكمهم بالإنسانية والأرض على السواء.‏

ونتيجة تلك الانبعاثات الغازية، والتغيرات المناخية الناجمة عن آثار غازات المصانع على الغلاف الجوي واتساع ثقب الأوزون لتتعرض الأرض لكوارث طبيعية كبرى.‏

وتتعرض المحيطات والقطب المتجمد الجنوبي والمتجمد الشمالي لظواهر مرعبة متعددة كان آخرها ماحذر العلماء منه ومن آثاره المحتملة على حركة المحيطات إثر تصدع جبل جليدي يزن ملايين الأطنان قبالة القارة القطبية الجنوبية في وقت مبكر من الشهر الماضي (شباط) وخاصة أن محيط هذا الجبل يبلغ ألفين وخمسمئة كيلو متر مربع أي بحجم دولة «لوكسمبورغ» وهو الآن يطفو جنوب أوستراليا.‏

وقال أولئك العلماء: إن هذا الجبل قد يوقف حركة الماء في منطقة تضخ ربع مياه البحر، الكثيفة والباردة في العالم والتي تعرف بمياه القناة، وهي التي تقود التيارات المائية في المحيطات ويؤدي وقف حركتها إلى التأثير على المناخ في العقود المقبلة إن لم يكن في فترة قريبة.‏

كما أكدت وكالة ناسا التقرير الذي أصدرته الأكاديمية القومية للعلوم في الولايات المتحدة الأميركية والذي ذهب إلى أن نهاية العالم ربما تكون في عام 2012 إثر هبوب عاصفة على أكثر من 150 مليون كيلو متر مربع على سطح الشمس!‏

ووصفت صحيفة إي بي سي الإسبانية المشهد الذي قد يحدث في المدن الكبرى كما في الولايات المتحدة الأميركية أو الصين أوأوروبا بأنه سيكون بعد فترة الغروب في أحد أيام شهر أيار إلى أيلول سنة 2012 حيث ستصبح السماء مزينة بالأضواء الساطعة ثم في دقيقة ونصف ستصبح القارة بأكملها مظلمة تماماً ومن دون أي كهرباء.‏

وأكد دانييال بيكر خبير الأحوال الجوية في جامعة كولورادو ورئيس وكالة ناسا أن أحد أسباب هبوب هذه العاصفة هي التكنولوجيا التي أصبحت تستخدم بشكل متزايد مؤكداً زيادة الكهرباء على سطح كوكب الأرض، حيث إن كتل البلازما التي ستأتي من الشمس سترسل إلى الأرض هذه الطاقة والتي ستؤدي إلى تلك الكارثة حيث قد يتم فقد 70٪ من سكان العالم!‏

ماذا فعلنا لهذا الكوكب؟ وما سبل إنقاذه؟‏

قد يكون في مختلف التحذيرات تفريط في التهويل لكن الأمر الواقع يدلل على أنه لابد من إيقاف مسببات ذلك الخطر الذي إذا فاقمناه قد يأتي لامحالة!‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية