|
قراءة في حدث.. القيم، لا السلاح ولا الثروة آراء
بات واضحاً أنه سيكون علامة فارقة في تاريخ بلده، وربما صار كذلك في رأي باقي دول العالم التي عانت الكثير من المآسي جراء سياسة سلفه حتى زال كابوسه عن أبنائها كما عن أبناء بلده في الوقت عينه. إن شعاراً كهذا يتبناه رئيس أقوى دولة بين دول العالم في أيامنا هذه، وربما بقيت الأقوى، على امتداد سنوات القرن الحادي والعشرين، بحسب تقدير المحللين السياسيين، أقول: إن شعاراً كهذا، إذا ما عمل من أجله مطلقه في خطاب الشكر لبني جلدته، فأثار لدى العديد منهم حتى الرغبة في البكاء تعاطفاً مع معاني كلمات الخطاب، لابد أن يثمر سياسة مناهضة لما كانت عليه سياسة الولايات المتحدة قبل الرابع من شهر تشرين الثاني عام 2008، أعني السياسة المستندة إلى الحوار السلمي مع الآخر، لا الحوار معه بلغة السلاح وبلغة الثروة وبلغة تضليل الناس داخل وخارج الأماكن التي جرى ويجري فيها صنع قرارات العدوان بذريعة ما من الذرائع التي يلجأ إليها الطامعون بثروات الآخرين بغير وجه حق. إن فوز السناتور الأسمر الوحيد بين أعضاء مجلس الكونغرس بمنصب الرئاسة في الولايات المتحدة الأميركية، وبأغلبية لم يسبق أن شاهدتها ساحات الانتخاب لهذه المنصب منذ العام 1908 على ذمة الأبحاث التي أجرتها مراكز الاستطلاع الأميركية لابد أن يعني شيئا بل شيء طارئ إن صح التعبير يتعلق باتساع أفق التفكير وضيقه. خلال السنوات التي سبقت أبعاد هذا الأفق سيق العالم بأكثرية دوله وشعوبه إلى حالة قاربت اليأس بإمكانية الخلاص في وقت من الأوقات، وبأمل أن تتسع أبعاد هذا الأفق خلال السنوات المقبلة على البشرية بدءاً من تاريخ العشرين من كانون الثاني عام 2009، تاريخ تسلم الرئيس المنتخب مهام عمله، بقيت مشاعر الناس كل الناس كما نعلم وعلى مختلف الأصعدة العالمية بقيت متأرجحة بين الراحة والقلق لأن أحداً لم يكن يعلم كيف يمكن أن ينهي الرئيس بوش أيام ولايته الأخيرة حتى رحيله من أروقة البيت الذي تمنى الداني والقريب منه على حد سواء أن يحتفظ بالفعل لا بالقول بلونه الأبيض بعدما صار لونه رمادياً، أعني اللون الذي طغى على سياسة استخدام لغتي السلاح والثروة وإرهاب أو إغراء الآخر بدلاً عن استعمال القيم الموضوعية التي كلما ارتقت إلى مستواها الإنساني غدت قيم خلاص من تبعات الأخطاء والخطايا. وفي السياق المتصل، لابد لنا ، نحن العرب، لابد لنا أن نشير إلى أننا أصحاب مشاعر رقيقة قابلة للتأثر بسماع مثل هذا القول:« قوتنا في قيمنا لا في سلاحنا وثروتنا وذلك لعلاقته بتراثنا وفيه الأمثلة العديدة عن احتضان الأضعف في أوقات قوتنا، قبل أن نصير الأضعف أمام القوى العظمى في العصر الحالي لاعتبارات لا أجد مبرراً لتعدادها. وبالتالي الكل يعلم بها كما أعتقد. المهم أن نعمل بأسلوب عقلاني ومنفتح خلال قراءتنا لما يتنظرنا، في منطقتنا العربية وخصوصا في الزمن القريب أو البعيد نسبياً. وفي هذه المناسبة وفيما كنت أتتبع تحقيقات وردت في استطلاعات إحدى القنوات العربية في شوارع مدينة عربية أجاب أحد المارة جواباً عن سؤال وجه إليه حول رأيه في نتيجة الانتخابات وفوز باراك أوباما بمنصب الرئاسة أجاب مبتسماً: إنها عملية تشبه شراء بطيخة. قد تبدو البطيخة من مظهرها الخارجي جيدة ولا تكون كذلك في داخلها، وقد يكون العكس من ذلك تماماً. بأمل أن تكون السمرة الغالبة على قسمات وجه الرئيس الحالي باراك أوباما منعكساً لبياض العقل والقلب لديه ، يتمنى الناس كل الناس أن ينعم العالم بسنوات تطوي ذكريات سنوات الخوف والقلق على المصير في كل يوم بل في كل ساعة. dr-louka@makoob.com
|