تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


التنوع الحيوي في سورية ..غنى مهدد بالاغتيال..!

علوم وبيئة
الثلاثاء 29-10-2013
بالرغم من عبث الإنسان ونشاطاته التي وصلت إلى حد تهديد التنوع الحيوي والموارد الطبيعية والتوسع الزراعي والسكاني على حساب الطبيعة،

وبالرغم من اغتيال الغابات والصيد العشوائي، والطيور والنباتات والحيوانات المهددة بالانقراض... مع كل هذا... تبقى مناطقنا غنية بطبيعتها وغاباتها وبيئاتها... ولكننا بحاجة إلى سياسات واضحة تحمي الموارد الطبيعية والتنوع الحيوي في كل الموائل والنظم البيئية.‏

حتى المحميات التي نحتاج منها الكثير بحاجة إلى من يحميها بعد أن طالتها أيادي التخريب والاعتداء الجائر والحرق المتعمد ،من خلال تطوير آليات جديدة لحماية التنوع الحيوي وإدارة الموارد الطبيعية فيها هي دعوة للغوص في كنوز بلادنا الطبيعية لنرى كيف تجسد سحر الجنة على الأرض.‏

التنوع الحيوي النباتي :يضم النبات الطبيعي السوري ما يزيد عن 3300 نوع نباتي، تنتمي إلى حوالي 900 جنس و130 فصيلة، والمكافئ الجنسي هو 3.5 أي يقابل كل جنس واحد أكثر من ثلاثة أنواع ويقابل الفصيلة الواحدة سبعة أجناس وحوالي 23 نوعاً.‏

ويلاحظ أن أبرز الفصائل النباتية المنتشرة في سورية هي الفصيلة القرنية (البقولية) وهي تحتل مكانة بارزة لأهميتها في أنها تضم نباتات غذائية ورعوية ومثبتة للآزوت الجوي.‏

وتؤكد أرقام تقرير الألفية تطور نسبة المساحات المغطاة بالغابات من 2.22 عام 1995 إلى 2.53 عام 2004 حسب إحصاءات وزارة الزراعة لعام 2008، ولم تزدد هذه النسبة إلا ازدياداً طفيفاً بسبب التراجع في المساحات الخضراء بين عامي 2000-2002 الناجم عن الضغط العمراني وتناقص معدلات الأمطار وارتفاع درجات الحرارة في مواسم الجفاف التي تعرضت لها المنطقة في السنوات السبع الأخيرة وكذلك تزايد انتشار الحرائق.‏

التنوع الحيوي الحيواني :أشارت الدراسة الوطنية للتنوع الحيوي في سورية إلى وجود ما يزيد عن 3300 نوع حيواني في البيئتين البرية والمائية فقد سجل من الحشرات حوالي /1456/ نوعاً تنتمي إلى 16 رتبة منها الحشرات الصحية والبيطرية ومنها المفيدة اقتصادياً كنحل العسل إلا أن معظمها تناقص بسبب استخدام المبيدات والتلوث، بهدف الحفاظ على السلالات البرية تم إعلان محمية طبيعية خاصة بالنحل السوري هذا العام.‏

كما سجل /16/ نوعاً من البرمائيات أهمها السلمندر ومن الزواحف سجل /127/ نوعاً أي 9 أنواع من السلاحف و70 نوعاً من العظايا و/48/ نوعاً من الأفاعي، منها ما هو متوطن اقليمياً كالسلحفاة الفراتية ومنها ذات أهمية عالمية كالسلحفاة البحرية والتي تتعرض لخطر الانقراض العالمي بالنسبة للطيور أشار كتاب طيور سورية والذي نشرته الجمعية السورية لحماية الحياة البرية بالتعاون مع الحياة العالمية للطيور إلى وجود /394/ نوعاً من الطيور منها المهاجر والعابر والمقيم والزائر صيفاً أو شتاء إضافة إلى بعض الأنواع الشاردة أو المجبرة على تغيير مسارها واللجوء إلى الأراضي السورية أحياناً بسبب التبدلات المناخية حيث سجل في الأعوام الأخيرة بعض الأنواع الجديدة على فونا الطيور الوطنية منها طائر الفلامنغو في بحيرة محمية الجبول.‏

ويبلغ عدد أنواع الطيور المهددة محلياً وعالمياً والتي تؤم سورية 17 نوعاً كما تعرضت الثدييات البرية للعديد من المخاطر أهمها الصيد وتدمير الموائل حتى انقراض العديد منها على الأقل على المستوى الوطني ما دعا إلى العمل إلى إعادة تأهيل بعض هذه الأنواع كما المها العربي الذي تمت إعادته إلى محمية التليلة.‏

واقتصرت المعطيات المتاحة حول الجراثيم في الوسط البحري على دراسة ميدانية يتيمة قرب الشاطئ السوري أسفرت عن تصنيف /22/ نوعاً تتبع /12/ جنساً تنتمي بدورها إلى /5/ فصائل. وتمثل الطحالب أهم أشكال الحياة البحرية من الناحية الحيوية الوظيفية وأحد أهم عناصر البيئة البحرية وأسفرت عمليات الحصر المرجعي عن /660/ نوعاً من الطحالب.‏

وعلى الرغم من الفقر الكمي للمياه البحرية السورية بالمتعضيات فإن هذه المياه تبدي غنى بالأنواع الحيوانية، حيث بينت الدراسات وجود /1027/ نوعاً، كما سجلت الدراسات /15/ نوعاً من الاسفنجيات ومن المنخريات هناك مئة نوع أما اللاسعات فيوجد أربعون نوعاً. وحاملات الأمشاط سجلت الدراسات وجود نوع واحد.‏

ومن الأسماك هناك الأسماك الغضروفية والأسماك العظمية ومن السلاحف تم تسجيل ثلاثة أنواع من السلاحف البحرية في المياه السورية أهمها السلحفاة الخضراء والسلحفاة كبيرة الرأس.. أما فيما يتعلق بالثدييات فهناك زعنفيات القدم ومنها فقمة البحر المتوسط وهناك أيضاً الحويتات وبلغ عدد أنواع الحويتات في البحر المتوسط 21 نوعاً بين أنواع مستوطنة وزائرة وعرضية.‏

المصدر الرئيس للأخطار التي تهدد التنوع الحيوي وغيره من الموارد الطبيعية هي النشاطات البشرية التي تتزايد مع التزايد السكاني ولذلك فإن زيادة الاعتماد على الموارد الطبيعية ومكونات التنوع الحيوي هي المصدر الأساسي للأخطار التي يتعرض لها هذا المورد الطبيعي الهام، ومن هذه النشاطات التوسع الزراعي والسكاني على حساب النظم الطبيعية والرعي الجائر والاحتطاب والصيد غير المشروع والحرائق والتجارة والاستخدام غير المرشد للمبيدات والأسمدة الكيميائية، وتم تصنيف هذه الأخطار وفقاً لتأثيرها على النظم البيئية الرئيسة في سورية والتوجهات الوطنية للتخلص من الأخطار أو على الأقل تخفيفها بالقدر الذي يحقق الأهداف في إنقاص فقدان الأنواع أو النظم البيئية. وفي مقدمتها الحرائق ثم توسع العمران والزراعة والرعي العشوائي وقطع الأخشاب العشوائي لغايات الوقود والتفحيم وتجزئة الغابات والأنواع المدخلة والغازية. وهذه هي الأخطار المؤثرة على الغابات ومناطق التحريج أو الأخطار المؤثرة على البادية فهي تدهور الغطاء النباتي وتعرية التربة نتيجة الرعي الجائر وغيرها.‏

ولابد من الإشارة إلى أن المحميات الطبيعية الوطنية تغطي في مناطقها ونظمها البيئية أكثر من 60 من أنواع التنوع الحيوي بما فيها النباتات البرية والمصادر الوراثية النباتية وخاصة المهددة بالانقراض.‏

وفي سورية العديد من البنوك الوراثية النباتية التي تضم معظم أنواع المصادر الوراثية النباتية، أي 70 من التنوع الجيني للمحاصيل وأنواع النباتات الرئيسة ذات القيمة الاجتماعية والاقتصادية.‏

ويبقى الأمل... في أن تصبح سورية بأكملها محمية طبيعية، لحماية كل ما فيها من تنوع حيوي ومن جمال... ولوضع حد للتعديات والتجاوزات التي يمارسها الإنسان بحق بيئته ومكوناتها... فلا يكفي انشاء المحميات وإعلانها ولكن المهم حمايتها من العابثين أو الذين يملكون مفتاح العبور إليها في أي وقت يشاؤون للصيد‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية