تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


مطعم أبو خليل القباني

ثقافة
الثلاثاء 29-10-2013
د. ح

حين نزور مكاناً في أي بقعة من العالم ما عدا عالمنا العربي فإنهم أول ما يقومون به الحديث عن عظمائهم في الأدب والفكر والسياسة وكل شيء،

وحين يريدون تكريمك فإنهم يصطحبونك إلى أماكن عاش فيها هؤلاء.. منازلهم مكاتبهم، أماكن عمل.. في الغرب في الشرق.. احتفاء بالمكان الذي عاش فيه المبدعون.. وعندنا كذلك ستجد في الفنادق الراقية.. قاعة المتنبي، أبي فراس.. المعري.. و بعضهم مات جوعاً وفقراً وعوزاً، ولذلك تقوم الجهات المعنية بتقديم مالذّ وطاب لهم في فنادقها.. وكون أبو خليل القباني عاش المآساة أكثر من مرة في الشام وحرق مسرحه وهجر، ومات هماً وغماً وكمداً.. لذلك قررت إحدى الجهات المعنية بتوزيع أطاييب الطعام على مبدعينا بأن تحول منزله إلى مطعم.. همس بدأ يتردد بين الكثيرين من الأصدقاء وعلى صفحات التواصل الاجتماعي.. كيفما كان الأمر وبأي شكل من الأشكال فهو ليس مقبولاً أبداً.. بدلاً من أن يحول إلى متحف ثقافي وشعبي.. يحول إلى مطعم أما كفانا ما حل بنا من ثقافة الاستهلاك.. كيف يفكر الذين يخططون.. أي سياحة وأي.. لم تتركوا شيئاً إلا وحولتموه إلى تجارة وليتها كانت رابحة.. منازل مبدعينا ليست ملككم أبداً، أبو خليل القباني، ليس صحن فول ومقبلات، ولا جلسة لأمير/ ينجعص/ هنا وغداً يقول: سكرنا وشربنا في مطعم أبي خليل القباني.. لا تتاجروا برموزنا.. نحن الخاسرون.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية