تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الاستعمار الإسرائيلي... بحلة جديدة؟!

لوموند
شؤون سياسية
الثلاثاء 29-10-2013
سهيلة حمامة

طه نعمان, رئيس بلدية (عناتا) الفلسطينية يؤكد في حديثه مع الخبير الاسرائيلي, دورور اتكيس, على وجود ظاهرة غير طبيعية وشبه معروفة للجميع تقريباً قد تفشت منذشهور قليلة جداً,

وتتمثل في تجديد (اسرائيل) لاستيطانها واستعمارها لاراضي الضفة الغربية تحت شكل (التنمية الزراعية) بمعنى اقامة وتوسيع النشاط الزراعي فيها.‏

(دورور اتكيس) قام لتوه بدراسة القضية وتمحيصها جيداً وخرج, بالمحصلة بتقرير مهم يفيد بأن الحركة الاسرائيلية (السلام الآن) كانت تعتزم منذ العام 1997 على تجديد استعمار الاراضي في الضفة الغربية ولكن ليس في بناء مستوطنات او كانتونات, في هذه المرة, بل تحقيق وتنفيذ مشاريع وانشطة زراعية فوق مساحات من هذه الضفة تقدر بآلاف الهكتارات ولعشرين سنة مقبلة, وذلك ماأكدته صور الاقمار الصناعية والمسوحات الميدانية فضلاً عن اقرار المجتمع الدولي أيضاً..‏

ولأن استعماراً كهذا يمثل بالنسبة لاسرائيل اداة اكثر فعالية من بناء كتل استيطانية كبيرة ام صغيرة الحجم, فقد لجأ (دورو اتكيس) الى تكثيف الضوء على قضية (عناتا) وماتخلفه من نتائج وذلك بالتعاون مع السيد طه نعمان , رئيس البلدية الذي مالبث ان تساءل عن سبب اختيار (دورور اتكيس) قرية (عناتا) كمثال حي على هذا النموذج من الاستعمار الاسرائيلي, وليجيب نفسه بعدما استدرك الأمر (بأنه مساحة الاراضي التابعة لبلدية (عنانا) كانت تقدرفي العام 1970 ب 3,139 هكتارات, لتبلغ مساحتها حتى هذه اللحظة 80 هكتارا فقط!! وتبع ذلك تنفيذ خطة اسرائيلية جديدة تقوم على ترشيح ثماني مستعمرات اخرى حول منتجع عناتا لتحقيق وتنفيذ خططها الزراعية الواسعة بشكل تام ونهائي!!‏

عناتا.. هذه المنطقة الصحراوية تفترشها مخيمات تعود لقبائل من البدو (الجهالين) الذين يجاهدون دوما لكسر ارادة حكومة اسرائيل في ترحيلهم الى الخارج, كما وتعج بمستوطنات تضم اعداداً كبيرة من اليهود, وهؤلاء يشكلون مع قبائل البدو بيادق وخططا صالحة ونافعة ويسيرة لهذه الحكومة باتجاه تحويل وادي الاردن الى محمية لها, الامر الذي فاقم من النقاط الخلافية بين الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني لجهة سير المفاوضات بينهما ويضيف التقرير بأن الحكومة الاسرائيلية تعتزم القيام بمشاريع سياحية بحيث تتبع خارطة المستوطنات الزراعية الاسرائيلية في الضفة الغربية ممرين منفصلين اولهما:ممر مكثف في خضرته يفضي الى وادي الاردن ليعرج الى شمال البحر الميت وصولا الى الجنوب من بحيرية طبرية، فيما يقتضي الممر الثاني معالم الطريق السريع 60 الشريان الرئيس الذي يربط شمال الضفة الغربية بجنوبها.‏

ومع ان الفلسطينيين يمثلون 90% من سكان وادي الاردن, 80,000 نسمة, ليس بامكانهم, رغم ذلك الدخول او الوصول الى اراضيهم وقد تم تحويلها اساساً, الى مستعمرات تحوي 11,000 يهودي.‏

عناتا.. هي منطقة عسكرية ايضاً أي (منطقة اطلاق نار) تشمل نصف مساحتها والربع الآخر منه- وبحسب التقرير دوما- تعتزم الحكومة الاسرائيلية تحقيق مشاريعها السياحية المبتكرة فيها لكونها محمية طبيعية حتى انها تنوي استغلال ممرات المنشأة والمناطق الصناعية فيها لاجل هذا الغرض.. هذه المناطق التي تستقطب على الدوام المراكز التجارية الهامة.. وهنا لايسعنا الا القول بأن هذه المبادرات والخطط والمشاريع السياحية ليست في الحقيقة سوى أدوات استعمارية جديدة لتوسيع نطاق المستوطنات..‏

ولعل «الاكتشاف المؤجل» الذي توصل إليه صاحب التقرير هو قيام الكونة الاسرائيلية بتحويل مساحات تقدر بآلاف الهكتارات في الضفة الغربية، الواقعة تحت سيطرتها الى مستوطنات قدمتها كهدية إلى اليهود هناك، وارتأت تأجيرها إلى المزارعين الفلسطينيين هناك مقابل أجور باهظة فضلا عن استحضارها لاستراتيجية أخرى طويلة الأجل لعشرين سنة قادمة، ترمي إلى قضم المزيد من الاراضي الفلسطينية واستغلالها لتوسيع كافة الأنشطة الزراعية مع بناء كتل استيطانية اضافية ووفيرة بطرائق وأساليب ملتوية منها‏

1- التذرع دوماً بإصدار أوامر عسكرية لدواع أمنية.‏

2- نقل وتحويل ملكية الأراضي الفلسطينية إلى مستوطنات بموجب «قانون أملاك الغائبين» فهم الذين نزحوا قسراً عن أراضيهم منذ العام 1967.‏

3- المطالبة بالأراضي التابعة للأوقاف الاسلامية لصالح مستوطنيها .‏

4- تشجيع الشركات الاسرائيلية على قضم المزيد من الأراضي الفلسطينية عبر وسطاء معينين، ولكن الأمر الأكثر اثارة ومدعاة للأسى والسخرية هو تنامي المساحات الزراعية الواقعة تحت السيطرة الاسرائيلية في الضفة الغربية بنسبة 35٪ مما كان عليه الامر في العام 1997.. ولابد لنا هنا من القول صراحة بأن هذه الظاهرة الاسرائيلية الشاذة تمثل جزءاً من عملية استيطانية طويلة الأجل، ممولة تمويلاً جيداً، لدعم وتشجيع من حكومة اسرائيل، على الرغم من فقدانها التام للشرعية ولمبادئ القانون الاسرائيلي نفسه!!‏

 بقلم: لوران زيكيني‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية