وعلى الرغم من ان نساء كثيرات يصبن باكتئاب ما بعد الولادة لفترة قصيرة فان نحو 15 في المئة يصبن باكتئاب ما بعد الحمل بشكل كامل . ولم يتضح السبب في ان بعض النساء يكن اكثر عرضة لهذا المرض من الأخريات.
ويقول باحثون في دورية (أثر المواد في الطب وعلم الاحياء) إن النتائج الجديدة تشير الى ان تنظيم الجسم لمستويات النحاس قد يكون عاملا.
ووجدوا أن مستويات النحاس في الدم كانت أعلى بشكل ملموس بين 78 امرأة لهن تاريخ من الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة بالمقارنة مع نساء لم يصبن باكتئاب وهؤلاء اللائي أصبن باكتئاب ليس له صلة بالولادة.
وقال الدكتور وليام جي.وولش وهو أحد المشاركين في أعداد الدراسة ومدير الابحاث في مركز فيفير للعلاج ومعهد ابحاث الصحة في وارينفيل بولاية الينوي: ان هذا يمكن بشكل كبير جدا ان يكون الحلقة المفقودة في لغز اكتئاب ما بعد الولادة.
ويركز المركز على معالجة مختلف حالات الخلل في الحالة المزاجية والسلوك من خلال العثور على (الخلل البيوكيميائي) الذين يرون انه سبب المشكلة وعلاجه .
وفي حالة اكتئاب ما بعد الولادة شرح وولش في مقابلة نظرية ان بعض النساء يواجهن مشكلة في النظام الطبيعي الموجود في الجسم للتخلص من النحاس الزائد.
وقال انه خلال الحمل ترتفع عادة مستويات النحاس في دم المرأة اكثر من المثلين قبل ان تعود الى طبيعتها بعد الولادة. ولكنه وزملاءه يتكهنون بانه في حالة النساء اللائي يصبن باكتئاب ما بعد الولادة لا تعود مستويات النحاس الى طبيعتها لسبب ما ويشكون على الارجح انه نتيجة تدفق محدد وراثيا في البروتين الذي ينظم مستويات النحاس .
واضاف ان استمرار ارتفاع مستويات النحاس قد يسهم في اكتئاب ما بعد الولادة بسبب دور النحاس في كيميائية المخ .
واردف قائلا ان تزايد نسبة النحاس في المخ يمكن ان تغير توازن العاملين المسؤولين عن تنظيم الحالة المزاجية لدى الانسان وهما الدوبامين والنوريبينفرين.