تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


من يوقف التعدي على بردى ؟!

أروقة محلية
الثلاثاء 29-10-2013
هنادة سمير

بردى النهر الذي ارتبط اسمه منذ الأزل بأقدم عاصمة عرفها التاريخ ، و كما شغل الكتّاب و الشعراء عبر العصور في وصف سحره وجماله ،

فإن الأقلام لم تكل من الحديث عما يتعرض له من تعدٍ جائر ، لم يسئ فقط إلى نقائه وجماله ، إنما أسهم في جعله مصدراً للتلوث وسبباً في تدهور البيئة المحيطة به بكل ما فيها من مكونات .‏

فالصحوة البيئية ( كما سماها البعض ) و التي نبهت الجهات المعنية منذ أكثر من عامين الى خطورة الوضع ولضرورة إعادة الألق الى النهر العريق لم تفلح في إنهاء التلوث الحاصل ولا حتى في التخفيف من حدته ؛ و بعد الحديث حينها عن تشكيل لجنة وطنية بغية حماية بيئة النهر و رفع التلوث عنه برئاسة وزارة البيئة و عضوية عدد من الجهات الرسمية والمنظمات الأهلية من خلال إعداد الدراسات اللازمة ومن ثم اقتراح الحلول و رسم خطط العمل ووضع إجراءات التنفيذ ضمن مدد زمنية محددة ، يعود الحديث ذاته مؤخراً عن إجراء مسوحات أولية لواقع النهر و أخذ عينات و إجراء الدراسات ، فيما لا يزال النهر على أرض الواقع يئن تحت وطأة التعديات وقد تحول الى مجرى للصرف الصحي و مرمى لمختلف أنواع القازورات و بالتالي ارتفاع نسبة التلوث الى حدود فائقة كما أقرت بذلك اللجان المشكلة بموجب ما أجرته من تحاليل و دراسات على عدد من العينات في مواقع مختلفة ، ما يشكل خطورة على الإنسان و تدهوراً للبيئة المحيطة بالنهر في آن معاً .‏

و لاتزال وزارة البيئة تتحدث عن إجراءات للتأكيد و الطلب الى المنشآت السياحية والمطاعم و المقاصف و المنشآت الصناعية الواقعة على مجرى النهر بعدم تحويل مخلفاتها السائلة الى النهر مع الإقرار بأنها سبب رئيسي في نسب التلوث الحاصلة ؛ في حين ينتظر منها اتخاذ إجراءات جدية فاعلة وملزمة في حق المخالفين تردعهم عن إجراء المزيد من التعديات على مجرى النهر .‏

لا شك أن الحل يكمن في تضافر الجهود و إقرار برنامج تنسيقي بين جميع الجهات المعنية يعمل على إنهاء حالة التلوث وفقاً لبرنامج زمني محدد يبدأ برفع التعديات في جميع المناطق الواقعة على مجرى النهر من خلال قيام السلطات المحلية في تلك المناطق بالمراقبة و المحاسبة و تغريم المخالفين دون تمييز بين المنشآت ، سواء منها العامة أم الخاصة ، إضافة إلى التوسع في إنشاء شبكات معالجة المياه و تنقيتها بالتشارك مع القطاع الخاص ، وأخيراً زيادة الوعي البيئي لدى المواطنين من خلال المؤسسات التعليمية و الوقفية و المنظمات الأهلية بما يخلق حالة وعي اجتماعي تعزز نظام الرقابة الذاتي لدى الأفراد وتحقق بالتالي بيئة نظيفة وسليمة يسعد بها الجميع .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية