تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


صيانة السيارات الخاصة.. بين فكي توافر القطع التبديلية وبدلات الإصلاح المزاجية

دمشق
أسواق
الثلاثاء 29-10-2013
بشار الحجلي

شكلت عملية إصلاح السيارات السياحية في ظل الظروف الراهنة حالة من القلق لجهة صعوبة توفر القطع التبديلية وندرتها ،

حيث ألقت العقوبات الاقتصادية الجائرة المفروضة على سورية ظلالاً سوداء على قطاع الخدمات شكلت منصات انطلاق لدى الكثير من تجار قطع التبديل لاحتكارها ومضاعفة أسعارها لدرجة لم تحتمل من قبل المحتاجين لإصلاح سياراتهم الخاصة‏

إلى جانب ندرة توفر ثمة مشكلة أبطالها فنييو وعمال ميكانيك ودوزان وكهرباء السيارات وملحقات ما تحتاجه عملية الاصلاح التي كانت تتم ضمن مجمعات صناعية مختصة مع القليل من ورشات الاصلاح التي تتوزع في مناطق مختلفة ولهؤلاء العمال والفنيين مبرراتهم وخاصة أن معظمهم فقد ورشته أو أجبر على تركها فبحث عن البدائل على أرصفة الطرق داخل المدينة فبتنا أمام مشهد يعكس قدرة المهنيين السوريين على التأقلم السريع مع أشد الظروف قسوة ليجعلوا منها نقاط انطلاق جديدة تؤمن لهم استمرارية الدخل ودوام العمل .‏

لكن المشكلة أن هذا الواقع خلق مجموعة من المتطفلين على هامش هذه المهن فصار «الصنايعية» معلمين وفتحت المهنة لكل من لوث ثيابه بقليل من الزيوت المعدنية وشحم السيارات والمواطن هنا هو المستهدف فهو لايمكنه الاستغناء عن عمليات الاصلاح وعليه الضرب بالمندل حتى يقع على معلم حرفة ويشعر بشعور صاحب الحاجات وإلا فالتجريب يفعل فعله في اكتشاف العطل وفي إصلاحه أيضا وكل ذلك على حساب الزبون المضطر لإصلاح سيارته.‏

هنا لن نتحدث عن أسعار قطع التبديل خشية أن يصاب القارئ بصدمة الأرقام لكننا نكتفي بالإشارة إلى أن سعر القطعة التي كنا نحصل عليها بـ 200 ليرة بالأمس أصبحت اليوم بآلاف الليرات وأجرة تركيبها ازدادت بشكل فلكي حتى تظن أن الزبون بات خروفاً ينتظره مجموعة من اللحامين ليأخذوا ما استطاعوا منه في ظل عدم توفر البدائل وغياب الرادع الأخلاقي لمقدمي الخدمات.‏

الجانب الأخير المثير في الحديث عن صيانة السيارات يتمثل في مزاجية الأسعار التي يطلبها باعة القطع التبديلية ولاسيما المستعملة .. هنا ينتهي النقاش وليس أمامنا سوى الرضوخ لما يطلبه البائع من سعر وعلينا القبول وعدم النقاش ..‏

وبالمقابل تصدمك أسعار القطع الجديدة التي ارتفعت عدة أضعاف حيث بات تبديل طقم العجلات يستدعي 50 ألف ليرة طبعاً حسب الماركة والنوعية .. لكن الأكثر غرابة أن تعلم أن كل ما تحتاجه تستطيع الحصول عليه وهو متوفر فتسأل عن سر الحديث عن توفر القطع وغير ذلك .. وهكذا بين الجديد والمستعمل تتوه الخيارات وتنتفي الفوارق السعرية وخاصة أن هناك من يؤكد لك صلاحية القطع المستعملة وجودتها تضاهي الجديد.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية