وبحسب الإحصاءات فإن نسبة الزواج، انخفضت إلى حوالي النصف بعد مرور أكثر من عامين على الازمة فانخفضت تكاليف الزواج اليوم عن سابقه بمعدل 60% خاصة بما يرتبط بتكاليف الفرح وتجهيزات العروس وأثاثها المنزلي.
وفي إحصاءات للمحاكم الشرعية خلال الأشهر العشرة الأخيرة من عمر الأزمة نرى زيادة بمعدلات الطلاق عما كانت عليه بمعدل 40%، معلنة ارتفاعها إلى عتبة 55%، مشيرةً إلى أن أكثر من 75% منها تم بالتراضي.
وتشكل الازمة أحد المخاوف الاساسية للعزوف عن الزواج نتيجة تخوف الشباب من الموت بأي لحظة لذلك يفضلون عدم الارتباط وتحميل تلك الفتاة تبعات ذلك .
وبالعودة الى صلب الموضوع يرى البعض أن الازمة على الرغم من أضرارها إلا أنها ساهمت الى حد ما بخفض تكاليف الزواج وخاصة مايتعلق بالمهر والذهب وأساس المنزل وبالتالي تغيرت أجندة الشباب وأصبح من الممكن الزواج دون النظر الى تلك المتطلبات التي كانت تشكل هاجسا لديهم .
بكل الاحوال لا نستطيع أن نرمي كل الاسباب على الواقع الراهن الذي تعيشه سورية فخلال العشر سنوات الاخيرة تغيرت مفاهيم الزواج ولم يعد الزواج مبكرا نتيجة متطلبات الحياة الاقتصادية وانخفاض مستويات الدخل وارتفاع المهور والتكاليف المرتفعة للفرح .
أحد أصحاب صالات الافراح قال إن عدد من يقيم فرحاً في الصالة انخفض الى النصف نتيجة الاوضاع الاقتصادية والأمنية ، حيث يفضل معظم الشباب إقامة سهرة بسيطة في المنزل تقتصر على الضروريات .
وحتى أصحاب محلات المفروشات يشتكون من غلاء تجهيزات المنزل والسبب كون معظم المعامل إما أغلقت أو سرقت أو دمرت من قبل الجماعات الارهابيةوخاصة أن ورشات الصناعات المنزلية موجودة في مناطق متوترة.
والأمر كذلك بمحلات الصاغة حيث اقتصر شراء الذهب على خاتم الزواج مع العلم أن معظم المتزوجين يحرصون على شراء الذهب كون الاخير ملاذاً آمناً للمستقبل .
وبحسبة بسيطة فإن شراء غرفة نوم أصبح يكلف 200ألف كأدنى تقدير وغرفة الجلوس بـ100ألف والطامة الكبرى عند شراء الادوات الكهربائية حيث أصبح يكلف البراد مثلا 150ألفاً والغسالة 75ألفاً وفرن الغاز 50ألف ليرة وبالطبع هناك متطلبات أخرى زادات أسعارها بنسبة 200% , وهنا يقف أحمد امام تلك الاسعار ويتحسر خاصة أن زواجه بعد شهرين وهو موظف وليس لديه مدخول إضافي .
بدوره يرى سامر أنه من الافضل في الظروف الحالية العزوف عن الزواج نتيجة الاوضاع الامنية بالدرجة الاولى لأنه حسب كلامه «مابيعرف متى يأتيه الموت «ومن ناحية ثانيةالاوضاع الاقتصادية الصعبة .
من جهته يخالف لؤي سامر بكلامه ويرى أن الازمة كان لها فائدة وحيدة فقد خفضت من تكاليف الزواج ومتطلبات العرس فلم يعد المهر الغالي مطلوباً ولا شراء الذهب وحتى تجهيزات المنزل أصبح الضروريات فقط والسكن مع الاهل كون الازمة لمت الاهل والأصدقاء.
الدكتورة هناء برقاوي أستاذة في علم الاجتماع بجامعة دمشق رأت أن تكاليف الزواج انخفضت خلال الازمة قياسا مع العام 2010 حيث كانت العروس تطلب منزلا مستقلا ومهراً مرتفعاً بالإضافة لشراء الذهب لكن حاليا لم يعد المنزل المسبق شرطا وأصبح عدد كبير من المتزوجين حديثا يسكنون بمنزل أهل العريس أو حتى العروس نتيجة عدم إمكانية تأمين السكن ،وحتى إقامة الزفاف في الصالات والنوادي ولا مجال حتى لدعوة الاصدقاء والمقربين نتيجة تغير أماكن سكنهم.
ويمكننا القول أن الازمة ساهمت بتوفير تكاليف ليلة الزفاف والانتهاء من المظاهر الكاذبة والتكيف مع الوضع الراهن المؤقت وادخار المال لأمور أكثر أهمية خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.