|
|
روح التعاون والعطاء اقتصاد الأسرة وتهدف لإعادة نحو نصف مليون طالب لمقاعد الدراسة عبر المساهمة في تأمين مستلزمات العملية التربوية ولو في الحدود الدنيا التي تضمن عودة طفل لمدرسته. إذاً الهدف المعلن للحملة في غاية الأهمية خاصة في ظل الظروف الاستثنائية التي نعيشها والتي أدت لترك آلاف الطلاب مقاعد دراستهم مرغمين بعد تهجيرهم من منازلهم ومناطقهم بفعل العمليات الإرهابية مما اضطرهم وذويهم للجوء لمراكز الإيواء والأطفال الموجودون في هذه المراكز وهم الأكثر استهدافا لحثهم على العودة للدراسة. ولكن يمكننا أيضاً استقراء و استنباط العديد من الأهداف الأخرى التي تعد دون شك في دائرة اهتمام القائمين على الحملة وإن كان بشكل غير مباشر لعل في مقدمتها تفعيل دور الأهل لتنمية الروح التشاركية عند أبنائهم وحثهم على المساهمة الفاعلة في الحملة من خلال تشجيعهم على التخلي عن بعض مستلزماتهم المدرسية التي قد تكون فائضة عنهم حتى ولو كانت قلماً أو دفتراً أو حقيبة قديمة وتقديمها لطالب آخر قد تشكل أهمية أكبر لديه وتساهم في عودته للدراسة والتعلم الذي يعد حقاً لأي طفل . ومن خلال ذلك يضطلع الأهل بالمهمة الأهم وهي تعليم الأبناء قيمة الأشياء المتوفرة لديهم وضرورة الحفاظ عليها وعدم تخريبها سواء كانت خاصة بهم وفي إطار الأسرة أو في محيطهم ونخص بالتركيز هنا على مدارسهم وكل ما تحتويه من أجهزة ومعدات هي ملك للجميع و تعود بالنفع عليهم وعلى زملائهم بالدراسة. وخطوة خطوة تساهم مثل هذه الحملات ووعي الأهل لأهميتها وفوائدها لأطفالهم والآخرين في تنمية الروح التعاونية والمعطاءة عند الأبناء من صغرهم وجعلها سلوكا وممارسة يومية في حياتهم خاصة في ظل تنامي سلوكيات مستهترة وغير مسؤولة عند بعض الأبناء جعلتهم غير مقدرين للجهد الذي يبذله الأهل لتأمين مستلزمات الحياة وأن الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعاني منها غالبة الأسر السورية تستدعي من جميع أفراد الأسرة تقدير قيمة الموارد المتاحة وعدم هدرها.
|
||||||||||||||||||||||||||||
