تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


تقدير القيمة المالية لعمل ربة المنزل.. لا تزال مغفلة

اقتصاد الأسرة
الثلاثاء 29-10-2013
لينا ديوب

من بين القضايا التي بدأت تأخذ اهتماما في السنوات الأخيرة، تقييم العمل المنزلي، أي إعطاء قيمة اقتصادية للأعباء المنزلية التي تقوم بها سيدات المنازل، حيث احتل موضوع احتساب ذلك العمل في الاقتصاديات الوطنية مساحة اهتمام ونقاش ليس عند منظمات المرأة فقط، بل عند الحكومات

‏‏

، والمؤسسات العاملة في التنمية، ويتضح ذلك الاهتمام من خلال إدخال الجندر في الموازنة العامة، وتنفيذ أبحاث تقدر مدى ما تقضيه المرأة من وقت في العمل داخل المنزل دون أجر، وليس المقصود هنا إنتاج أغذية أو ألبسة أو أي منتج و بيعه للسوق، وإنما التنظيف، والطبخ، والعناية بالأولاد. إلا أن ذلك الاهتمام لم يتبلور إلى سياسات تنفيذية حتى الآن، حتى أن اتفاقية العمل في المنزل الصادرة عن منظمة العمل الدولية،والتي يوحي عنوانها أنها تخص ربات المنازل،إلا أنها للنساء والرجال الذين يعملون في منازلهم ويبيعون منتجاتهم إلى السوق.‏‏

وهي على أهميتها مع تزايد الاقتصاد غير المنظم إلا أنها تغفل أعمال الرعاية المنزلية من طبخ وتنظيف وغيرها الخاصة بربات البيوت، لكن كما قلنا هناك مؤشرات للاهتمام كالدراسات ومنها مثلا دراسة أعدها الباحثان خالد أديب أحمد وإبراهيم محمد علي من جامعة تشرين، وهي دراسة ميدانية لقياس الأعباء التي تتحملها المرأة من العمل المنزلي، والتي لا تدخل في حسابات الدخل الأسري والقومي.‏‏

ومن أهم النتائج التي توصل إليها الباحثان أن متوسط عدد ساعات العمل اليومي للمرأة في المنزل أكبر من عدد ساعات العمل الوظيفي، فهي تعمل في المنزل (ومن دون تعطيل) نحو 8 ساعات يومياً، بينما يبلغ عدد ساعات العمل الوظيفي (ومن دون تعطيل) 6 ساعات فقط يومياً، وإن هذا العمل لا يدخل في حسابات دخل الأسرة ولا في حساب الناتج المحلي. كما بينت الدراسة أن عدد الساعات المخصصة للعمل المنزلي لا يختلف بين امرأة عاملة أو غير عاملة، فالعمل المنزلي يحتاج تقريباً إلى 8 ساعات يومياً تقوم به جميع النساء على حد سواء.‏‏

إلا أن الدراسة أغفلت ما يعادل ذلك العمل من مال، لكن هناك دراسات في بلدان أخرى كشفت ذلك، ففي استطلاع للرأي، قام به موقع بريطاني على الإنترنت خاص بربات البيوت، بين أن قيمة العمل الذي تقوم به ربة المنزل في بريطانيا يعادل 30 ألف جنيه إسترليني (نحو 60 ألف دولار تقريباً) سنوياً.. وأشار الاستطلاع، الذي شارك فيه أكثر من 4 آلاف ربة منزل بريطانية، إلى أن متوسط ساعات العمل اليومية لربة المنزل 9 ساعات.وهي تقريبا نفس الساعات التي تقضيها ربة الأسرة السورية حسب الدراسة التي ذكرناها، وحسب الاستطلاع فإن الأم تمضي 273 دقيقة يومياً في الاهتمام بالأطفال.. وإذا حسبنا أن متوسط أجر الساعة الواحدة لمربية الأطفال هي ثمانية جنيهات فإن الأم تستحق 36.8 جنيهاً عن رعاية الأطفال يومياً.‏‏

أما التنظيف والترتيب فيأخذ 71 دقيقة يومياً من وقتها، وهو ما يعادل 7.1 جنيه يومياً و17.3 جنيهاً عن الطبخ يومياً. كما قدم الموقع قيمة جميع الأعمال التي تقوم بها ربة المنزل.‏‏

أيضا يتراوح أجر العاملات بتنظيف البيوت ب 1000 إلى 1500 ليرة سورية عن سبع ساعات عمل.‏‏

إن كل ماتقدم يدفعنا للسؤال لماذا لا يتحول ذلك الاهتمام بتقييم عمل النساء في البيوت إلى قوانين تضمن جهدها وتحمي حياتها، لأن الكثير من القوانين كالنفقة والإرث والطلاق الغيابي قد تترك النساء إلى مصير غير مضمون هي وأبناؤها، كما قلنا صحيح أن هناك اهتماما بالقضية إلا أنها لم تتجاوز المسألة نقاشاً عاماً في ورشات العمل والندوات الخاصة بتحسين وضع المرأة، وصحيح أن هناك اتفاقية خاصة بالعمال ذوي المسؤولية العائلية، لكنها لا تركز على حقوق ربات المنازل؟ بالمقابل لا نجد في القوانين الوطنية، ومؤسسات الضمان الاجتماعي ما يحفظ لها حقوقاً تعادل جهدها، ففي حالة الترمل أو الطلاق تترك لمصير مجهول بلا معيل. حتى لو كانت أما لعدد من الأبناء.‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية