والتحذيرات المتكررة من الخطر الذي يشكله هؤلاء الإرهابيون المتطرفون على الأمن والسلم في بلدانهم لدى عودتهم من سورية.. هاهي أستراليا تحذر من إرهابيين استراليين يقدر عددهم ب200 متطرف انضموا للقتال في سورية وتسعى إلى إيجاد صيغة قانونية تمنع هؤلاء من العودة إلى الأراضي الأسترالية لما يمثلونه من خطر على الشعب الأسترالي.
فقد حذر وزير الخارجية الاسترالي السابق بوب كار من الميول المتطرفة التي يحملها الاستراليون الذين ذهبوا إلى سورية وانضموا إلى المجموعات الإرهابية المسلحة هناك داعيا حكومة بلاده إلى النظر في منع هؤلاء من العودة إلى استراليا.
ومع تزايد مخاوف الدول الغربية من خطر الإرهاب وتضاعف أعداد الأجانب الذين يشاركون في القتال في صفوف المجموعات الإرهابية المسلحة والإسلاميين المتطرفين في سورية دعا كار في مقابلة أجراها مع هيئة الإذاعة الاسترالية حكومة بلاده إلى البحث عن طريقة قانونية لمنع الاستراليين الذين يشاركون في القتال في سورية من العودة إلى استراليا.
وقال كار: إن الشعب الاسترالي لديه الحق في أن يكون متخوفا من الأشخاص الذين يجري شحذ مهاراتهم القتالية وتطويرها من خلال القتال في سورية ويسعون للعودة إلى استراليا وهم مشبعون بنزعة ايديولوجية للقتل.
وأضاف كار : على استراليا أن تواصل استكشاف ما إذا كانت إمكانية حظر عودة هؤلاء المقاتلين إلى استراليا متاحة كخيار.
كما أكد المدعي العام الفيدرالي في استراليا جورج برانديس أن الحكومة الاسترالية قلقة للغاية بشأن الاستراليين الذين يقاتلون في سورية بمن فيهم أولئك الذين يقاتلون إلى جانب ما يدعى «جبهة النصرة» المدرجة على قائمة المنظمات الإرهابية في استراليا.
وقال برانديس في بيان رسمي: إن أي تحقيقات محتملة بشأن الاستراليين المنخرطين في الأزمة في سورية سيكون مسألة خاصة بوكالات انفاذ القانون.
وفي هذا السياق أوضح شاندون هاريس هوغان الخبير في شؤون التطرف في استراليا والباحث في مركز أبحاث الإرهاب العالمي في جامعة موناش الاسترالية ان نحو 80 استراليا انضموا للقتال في سورية وبعض التقديرات تشير إلى ان العدد يصل إلى 200 شخص.
وأشار هوغان إلى أن نحو عشرة مقاتلين استراليين قدماء عادوا إلى استراليا بعد مشاركتهم في القتال في صفوف المجموعات الإرهابية المسلحة هناك ولم تتم إدانة أي منهم قضائياً على الرغم من أن القانون الاسترالي يحظر على أي مواطن بمن فيهم الذين يحملون جنسية مزدوجة المشاركة في القتال أو توفير التدريب أو التمويل أو عرض أسلحة لأي طرف من أطراف النزاعات في البلدان الأخرى.
وحول الخطر الذي يشكله الاستراليون العائدون من سورية بعد مشاركتهم في الأعمال الإرهابية هناك حذر هوغان من أن هذه المشكلة كبيرة وستعود آثارها على استراليا في وقت لاحق.
وقال هوغان إنه في غضون عام أو عامين سيكون هناك ما يزيد على ستين أو سبعين شخصا من هؤلاء المقاتلين العائدين إلى استراليا.
قائد الجيش الاسترالي السابق بيتر ليهي كان قد دعا في وقت سابق إلى منع المواطنين الأستراليين من العودة إلى أستراليا بعد المشاركة في القتال في سورية وقال في مقابلة مع شبكة سكاي نيوز الأسترالية: كيف يمكن لأسترالي أن يذهب ويقاتل في سورية وفي بعض الحالات إلى جانب «جبهة النصرة» المرتبطة بتنظيم القاعدة والعودة بعدها إلى البلاد.
ومع تزايد أعداد الأجانب الذين يتدفقون إلى سورية للانضمام إلى المجموعات الإرهابية المسلحة بدأت الدول الغربية وعلى رأسها بريطانيا وفرنسا وكذلك استراليا بالاعتراف بخطورة هذا التهديد في حين أشارت تقارير كثيرة إلى أن استراليا باتت وفي تطور ملفت للنظر بلداً مصدراً للمقاتلين الإسلاميين المتطرفين حيث شهدت زيادة كبيرة في أعداد المتجهين منها إلى سورية.
وكانت صحيفة استرالية نشرت مؤخرا تقريرا يؤكد أن أكثر من 80 استراليا يشاركون في القتال إلى جانب المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية وان عشرين بالمئة من هؤلاء يقاتلون في صفوف «جبهة النصرة» المرتبطة بتنظيم القاعدة الإرهابي.