|
الطفلة مريم : وميض حياتها ينطفئ بين المشافي .. بعد عذاب ومعاناة .. تحقيقات بدأت معها في مشفى الباسل بطرطوس وانتهت في (مشفى المجتهد) بدمشق ومنه إلى القبر مباشرة!! يقول والد الطفلة السيد علي عباس علي ووالدتها السيدة منى عزيز ابراهيم في الشكوى الخطية التي قدمت لنا: بتاريخ 29/5/2005 سقطت طفلتنا (مريم علي 7 سنوات) من علو متر وعشرين سنتمتراً تقريباً ما ادى إلى دخول (سيخ) حديد في اسفل بطنها وعلى الفور نقلناها إلى مشفى الدريكيش الوطني الذي احالها بدوره إلى مشفى الباسل بطرطوس, وهناك وعند دخول الطفلة تم استدعاء طبيب جراح مع طبيب صدرية وبعد اجراء صورة بسيطة للطفلة اخبرنا طبيب الصدرية أن الصورة من الناحية الصدرية جيدة.. أما الطبيب الجراح فقرر فتح بطن الطفلة وبعد فتحه بعمل جراحي وقيامه بالاستقصاء تبين أن الاحشاء سليمة وأن السيخ لم يسبب أي أذية.. لكن بعد نزع (التبيب) اصيبت الطفلة بازرقاق شديد مع زلة على حد قول طبيبة التخدير. وأضاف: تم استدعاء طبيب جراحة الصدر فقال: لدى الطفلة ريح صدرية.. فتم تفجير الريح الصدرية.. وتم استدعاء طبيب الاذنية واجرى لها تنظير قصبات وقال لنا: لدى الطفلة جرح بالرغامى قرب المهمار.. وجرح ثاني قرب القوس الأبهر.. وبعد ذلك وضعت الطفلة في العناية المشددة حيث تبين أن الزلة التنفسية ما زالت شديدة عندها.. فوضعت على جهاز تنفس صناعي ولم تتحسن الزلة! وفي اليوم التالي اجريت لها صورة بسيطة حيث قيل إن لديها (انصباب) جنب فتم تفجير الصدر من الجهة الثانية وفي اليوم الثالث وبعد اخذ ورد ومشاورات بين هذا وذاك تم خزع الرغامى للطفلة بناء على طلب طبيب الصدرية.. ومع كل هذه الاجراءات كانت حالة الطفلة تسير من سيء إلى اسوأ (ترفع حرارة عند -خروج دم من الشرج). وتبين أن لدى الطفلة في يوم 6/6 نزفاً هضمياً.. وخروج سائل ابيض من مفجر الصدر.. وتم أخذ عينة للزرع في 7/6/2005 فكان السائل قيحياً.. ونتيجة الزرع بعد يومين من نقل الطفلة إلى مشفى دمشق تبين أن لديها ذات جنب بالعصيات الزرق (عصيات القيح الازرق) علماً أن زرع السائل تم في مخبر خاص بطرطوس. وقالا: قبل تفاقم الوضع السيىء عند الطفلة طلبت عمتها من الدكتورة رئىسة قسم العناية المشددة في مشفى الباسل السماح بنقلها إلى دمشق لكنها أقامت الدنيا ولم تقعدها بحجة أن ليس لديها طبيباً لترسله معها إلى دمشق ولاسيارة مجهزة بجهاز تنفس.. لكن بعد أن ساءت حالة الطفلة ظهر أن لديها سيارة وطبيباً وقررت هي ارسالها إلى دمشق وعندما ناقشتها عمة الطفلة عن سبب تأخرها بارسالها إلى دمشق وسوء حالتها انفعلت وقالت لها: (خلاص لن ارسلها.. وسأقطع التقرير). والسؤال: هل يحق لطبيب أن تكون ارواح الناس لعبة بين يديه.. يحيل ولا يحيل على مزاجه?! إلى مشفى المجتهد المهم احيلت طفلتنا بعد أن ساءت حالتها كثيراً إلى مشفى دمشق بتشخيص (بيلة تفهة) لكن البيلة وقفت تلقائياً بعد ساعتين من مغادرة العناية المشددة بطرطوس. وفي دمشق وعند وصول الطفلة إلى العناية الاسعافية كان (الصديد القيحي) يسيل على جسم الطفلة من فتحة المفجر وعند تغيير المفجرات تم فتح النوافذ من رائحة الانتان!! وضعت الطفلة في عناية الاطفال واستدعي طبيب الصدر ووضعوا خطة علاجية.. وتبين لهم أن لدى الطفلة شقاً بالمري بطول 4-5سم.. وبعد ذلك قطع المري.. وبدؤوا بمعالجة العصيات الزرق.. وكل ما حصل من أخطاء في مشفى الباسل.. علماً أن مشفى الباسل أحالها بدون أي تقرير أو صورة شعاعية أو تحاليل أو تغطية دوائية وتم الاتصال بهم من مشفى المجتهد لمدة ثلاثة أيام لارسال تقرير عن هذه الأمور!! فهل يجوز احالة طفلة من العناية المشددة بدون أي شيء?! أخيراً وبعد محاولات لتصحيح اخطاء مشفى الباسل وبعد محاولات لعلاج وضع الطفلة توفيت صباح 1/7/2005 بعد32 يوماً من عذابها! تساؤلات وتساءل الوالد والوالدة والألم يعتصر قلبهما والدموع تنهمر من عيونهما: 1- لماذا لم يكتشف أطباء مشفى الباسل وجود شق بالمري عند الطفلة? ولماذا لم يفكروا به اطلاقاً? علماً أنه تم استدعاء طبيب الهضمية الذي أجرى لها تنظيراً هضمياً.. وقال هناك سحجات بالمري وطلب لها حمية. 2- لماذا تأخروا في تحويل الطفلة إلى دمشق طالما عجزوا عن التشخيص الصحيح? 3- كيف احالوا الطفلة على أساس (بيلة تفهة) وهل تشخيصهم هذا صحيحاً? 4- كيف أصيبت الطفلة بالعصيات الزرق في مشفى الباسل? وهل يجوز أن يبرر أحد الاطباء هذه الاصابة بالقول (إنها عصيات مشافي). 5- لماذا لم يفكر أحد من الاطباء في مشفى الباسل الذين اشرفوا عليها بأي اصابة داخلية علماً أن حالة الطفلة كانت تسوء أمامهم? 6- أليس ما جرى يعتبر اهمالاً وتقصيراً.. سواء بعدم تشخيص اصابة المري.. أو بسبب الاصابة بالعصيات الزرق.. أو بتشخيص (بيلة تفهة) عند الطفلة وهي غير موجودة على حد قول اطباء مشفى دمشق. رأي مشفى المجتهد ماذا يقول مشفى المجتهد بدمشق عن وضع الطفلة عند وصولها إليه وعن أسباب وفاتها? مدير عام الهيئة العامة لمستشفى دمشق الدكتور عصام حريراتي أجابنا على تساؤلنا في كتاب خطي جاء فيه: - قبلت الطفلة في مشفانا بتاريخ 6/6/2005 محالة من مشفى الباسل بطرطوس بعد أن وصلت فيه إلى وضع سيء للغاية يتمثل بعلامات انتان منصف (حتى سطح الجلد) وسيلان قيحي غزير من المفجر. - تبين من مراجعة الاحالة أن الطفلة كانت قد خضعت في مشفى الباسل لاعمال جراحية نظراً لاصابتها بجرح طاعن حيث اجري لها هناك (فتح بطن -تنظير قصبات- كشف تمزق في القصبات الرئىسية -تفجير صدره ثم ساءت حالة الطفلة وتعرضت إلى انتانات كثيفة بالعصيات الزرق فأحيلت إلى مشفانا. - مكثت الطفلة في مشفى دمشق من 6/6/2005 وحتى 30/6/2005 حيث توفيت. - اشترك في علاج الطفلة أقسام عديدة في المشفى (العناية الاسعافية -شعبة الجراحة العامة) حيث تم تحسين الحالة العامة لها وانعاشها وتطبيق الجرعات المناسبة لها من الصادات الحيوية ذات الطيف الواسع.. كما اجرينا لها العديد من الاستقصاءات والفحوصات التي كشفت تمزقاً في المري.. واجري لها تعميم صائم للتغذية.. ثم فتح صدر أيمن لعزل الانتقاب الواقع في الجزء المتوسط من المري.. إضافة إلى كم كبير من الاستشارات والمعالجات. - حدثت الوفاة (صباح 1/7/2005 الرابعة صباحاً) بسبب فوعة الانتانات الشديدة المعندة التي رافقت التهاب المنصف وتقيح الجنب بسبب انثقاب المري والطرق الهوائية نتيجة للجرح الطاعن المصابة به وبسبب حدوث نزف هضمي صاعق بسبب قرحات الشدة التي ترافق مثل هذه الحالات الخطيرة. في صحة مشفى طرطوس ولمعرفة حقيقة ما جرى في مشفى الباسل بطرطوس.. ورد الاطباء المعنيين فيه على مضمون شكوى أهل الطفلة توجهنا بداية وفور تلقينا الشكوى بتاريخ 23/7/2005 إلى مديرية الصحة حيث اطلعنا الدكتور خير الدين السيد على مضمونها وسلمناه نسخة عنها فأحالها إلى مدير الرقابة الداخلية الدكتور أحمد أحمد وتمنى عليه الاسراع بالتحقيق وفي منتصف شهر آب الماضي وبعد أن حصلنا على رد مشفى المجتهد توجهنا إلى مشفى الباسل بطرطوس والتقينا الدكتور طلال حمدان مدير عام المشفى بحضور مدير الرقابة الداخلية الدكتور أحمد أحمد وأكد لنا الدكتور طلال حرصه على معرفة حقيقة وأسباب وفاة الطفلة, وفيما إذا كان يوجد تقصير وإهمال من أطباء وكادر مشفى الباسل, ثم كلف مدير الرقابة الداخلية بالتحقيق وأصدر أمراً إدارياً شكل بموجبه لجنة خبرة من ثلاثة أطباء لدراسة الإضبارة من كافة الجوانب وبيان جوانب التقصير والإهمال وأسباب إحالة الطفلة إلى دمشق بعد أن ساء وضعها جداً وتريثنا بنشر القضية لمعرفة نتيجة الخبرة.. وبعد مضي أكثر من عشرين يوماً على الأمر الإداري لم يصدر التقرير وشعرنا أن الأمور لاتسير باتجاه كشف الحقيقة أبداً.. وأن البعض يحاول تبرئة الأطباء المتهمين في متن شكوى أهل الطفلة وأن هناك تهرباً من البعض وعدم رغبة عند البعض الآخر ومحاولة لعدم كتابة التقرير حتى إن مدير الرقابة الداخلية أبدى انزعاجه الشديد من تصرفات اللجنة والمشفى وقال الوضع سيىء جداً ولا حياة لمن تنادي. أخيراً نضع هذه القضية أمام من يهمهم أمر قطاعنا الصحي.. وأمر مواطنينا وحياتهم.
|