وكشف وزير السياحة د. سعد الله آغا القلعة (إن ملتقى الاستثمار الثاني سيعرض أراضي للقطاع الخاص ولن يقتصر العرض على تلك المملوكة من قبل الجهات العامة, بعدما أكد على ضرورة أن تكون تلك الأراضي جاهزة, ولا إشكاليات حولها سواء كانت في الصفة التنظيمية أو ضابطة البناء أو وضع العقارات, لافتاً أن هذه الخطوة محاولة لإيجاد الأجواء التي تسمح بالتلاقي بين رغبات المستثمرين وبين القطاع الخاص أو العام بحيث نصل إلى معالجة التحديات التي تعوق الاستثمار. وأضاف في تصريح ل (الثورة): (إن الإعداد الجيد للملتقى يعني تجهيز المواقع المطروحة للاستثمار, والمشكلة كانت دائماً أنه لا توجد مواقع جائزة للاستثمار, لكن تمكنا بالتعاون مع الجهات المعنية والوزارات المختصة من تجهيز 30 موقعاً من أصل ,80 كما تم التنسيق مع مجموعة من الخبراء الدوليين لاقتراح البرامج التوظيفية لهذه المواقع الأمر الذي ينعكس على ملامح البيئة الاستثمارية الجديدة لقطاع الاستثمار خصوصاً مع القرارات التي اتخذها المجلس الأعلى للسياحة قبل انعقاد الملتقى الأول).
هذا ويشير المراقبون أن وزارة السياحة كسبت الرهان في ملتقى الاستثمار الأول رغم الظرف الدولي الذي أعتقد البعض أنه سيؤثر على نجاحه, حيث تفيد الأرقام تأكيد 20 موقعاً للاستثمار حتى الآن, وسداد رسم الحجز الذي يبلغ 1% من الكلفة الإجمالية للاستثمار, علماً أن تلك المواقع موزعة في تسع محافظات بينما يرغب المستثمرون بالاستثمار في دمشق وحلب والساحل, وتم في هذا السياق تشكيل 60 لجنة لدراسة 20 عرضاً فنياً ومالياً لمجموع استثمارات قيد التنافس بقيمة 24 مليار ليرة هي استثمارات حقيقية. وتتوقع وزارة السياحة وضع 10 آلاف سرير في الخدمة قبل نهاية العام الحالي تلبية للطلب السياحي, في حين يشير أقطاب صناعة السياحة الفندقية إن سورية تحتاج أن تولي عناية أكبر لهذا المجال الحيوي الذي من شأنه حل مشكلة البطالة المتفاقمة, علماً أن صناعة السياحة لا تزال متواضعة ولا تتعدى مساهمتها في الناتج المحلي الإجمالي نسبة محدودة جداً. ويراهن المراقبون على تزايد الطلب على المشاريع السياحية خلال العام الحالي تلبية للاستحقاقات الاستثمارية الجديدة, وما يتبعها من طاقة فندقية سترفد بها الشركات العالمية سورية قريباً. علماً أن الاستثمارات في القطاع السياحي بلغت 3 مليارات دولار العام الماضي, ووصل الإنفاق السياحي إلى مليارين ومئتي مليون دولار, كما بلغ عدد نزلاء الفنادق نحو مليوني نزيل, وتجاوز عدد الليالي السياحية الإجمالية في الفنادق والشقق المفروشة 26 مليون ليلة سياحية.
وتطمح وزارة السياحة خلال السنوات الخمس المقبلة جذب 7.5 ملايين سائح وهي الفترة ذاتها حيث يبدأ العجز في ميزان الطاقة وتصبح سورية مستورداً صافياً لها, إذ تعول الحكومة على السياحة كمورد لا ينضب, وتحتاج سورية حسب خبراء السياحة تلبية حاجة السوق السياحية معرفة القطاعات المستهدفة وتحديد أدوارها بحيث تستجيب لتغيرات قطاع السياحة بتوجيه الاستثمارات في المناطق ذات الأولية.