وعرض الكتب في الأماكن المخصصة لكل دارنشر والتي تجاوز عددها 200 دارنشر، يجتهدون في تقديم إصداراتهم المتنوعة بين فنون الأدب والفكر ومايخص الأحداث السياسية والأزمة في سورية التي تناولها عدد غير قليل على صعيد التحليل أو الكتابة القصصية والروائية.
وفي جولة بانورامية على المعرض نجد هذا الاندفاع والتنافس في طريقة العرض لإبراز أهم الإصدارات ولفت الأنظار إلى العناوين الهامة في طريقة شائقة تجذب الزائر وتحرض ذائقته واهتمامه لاقتناء هذا الكتاب أو ذاك.
وفي لقائه بيّن د. جهاد بكفلوني أن المعرض يؤكد عودة شمس الفكر إلى التبلج في سماء الوطن، ولعلها قد تأست بأختها شمس النصر التي تنتشر أشعتها الذهبية يوماً بعد يوم لتبسط على سهول وجبال سورية التي قدمت قوافل الشهداء الذين أناروا لنا الطريق وصنعوا لنا هذا اليوم الجميل والغد المشرق.
والقراءة شيء متأصل في ذاتية الإنسان العربي، لكن العوامل المختلفة من وضع اقتصادي وسياسي وظروف أخرى قد لعبت إلى حد ما دوراً في صرف الإنسان العربي عن الكتاب.
ويضيف: ثمة رسالة نريد توجيهها من خلال المعرض، تقول: أيّها الإنسان العربي عد إلى سيرة آبائك وأجدادك الذين كانوا يرون الكتاب جزءاً لاينفصل عن حياتهم وشخصياتهم بهذه العلاقة الوطيدة التي جمعت بينهم وبين الكتاب، واستطاعوا أن يتبوؤا مكانهم بين الأمم الراقية وأن يصنعوا التاريخ بأبجدية من نور.
وفي لحظة من الانهماك بالعمل والتنسيق اقتطعنا لحظات في جناح الهيئة العامة السورية للكتاب مع مديرة المعارض نها ونوس فقالت: تشارك الهيئة في معرض الكتاب لدورته الثلاثين بحوالى 1400 عنوان وسيتم تزويد الجناح بآخر الإصدارات طيلة أيام المعرض، إضافة إلى إصدارات 2009 حتى العام الحالي وبحسومات عالية قد تصل إلى 60%.
كما يتضمن المعرض عدداً من الكتب الفائزة بجائزة سامي الدروبي وحنا مينة والكتب المترجمة حديثاً، هذا إلى جانب حفلات التوقيع للكتب (مرايا للدكتور ثائر زين الدين، حسن م يوسف، ويعقوب مراد وآخرين).
ستكون الكتب منوعة وشاملة للعلوم والمعارف كافة، ولكن مايميز معرض هذا العام ذاك الشعور بالأمن والأمان الذي يعم سورية كاملة، ماأتاح فرصة أكبر للمشاركة.
وللأطفال حصتهم من العروض والنشاطات التي تحتفي بهم من خلال إصداراتها من قصص ودوريات ومجلات، حيث خصص قسم خاص بهم لأهمية أن نعمل من أجل إنشاء جيل يقرأ.
شكراً جيشنا، والسلام لروح الشهداء.
هذا الحضور اللافت للمشاركة في المعرض على الصعيد المحلي والعربي أصالة ووكالة وهذا الأمن والسلام الذي تنعم به البلاد، يجعلنا نخشع لكلّ قطرة دم شهيد روت الأرض فأزهرت سلاماً، ولكلّ جندي كانت بعض أجزائه تمتزج في تراب الوطن لتعلو راية الوطن عالياً، هنيئاً لسورية انتصاراتها التي صنعت مجداً سيذكره التاريخ في سفر الخلود.