ففي كل حي وضاحية وبلدة مجموعة من الخبرات في مختلف المجالات، والتي يمكن أن تتحمل مسؤوليتها، تجاه منطقتها السكنية، والعمل لتحسين الخدمات فيها لتحقيق تنميتها، وعلى هذه الخبرات أن تلتقي مع الأهالي، لتقدم لهم أفكارها وما تنوي القيام به، وهنا يبدأ دور الأهالي وفرصتهم ليعيشوا مواطنيتهم، بالمشاركة بالنقاشات حول احتياجات مناطق سكنهم، وتقديم الاقتراحات والمشاركة في مناقشتها، لاختيار الأفضل.
إن الإدارة المحلية، هي أقرب اطار اداري للمواطن ليقوم بدوره بالمشاركة بالحياة العامة، فيمكنه تقديم الاقتراحات لتبسيط الإجراءات لتأمين الخدمات للمواطنين، أو اقتراحات للنهوض بالمجتمع المحلي والمطالبة بالنمو المتوازن وتكافؤ الفرص بين المناطق.
تتنوع معاناة المواطنين مع البلديات من أبسط الخدمات، وهي النظافة، لتتدرج إلى انتشار المخالفات السكنية، وعدم وجود أماكن آمنة للأطفال، أو أنشطة لليافعين والشباب، وأحيانا تلوث مياه الشرب، يجري ذلك بعيدا عن المتابعة والمساءلة، إن التحديات في انتخابات اليوم لا يمكن اختزالها فيما هو خدمي، بل هي تحديات اجتماعية واقتصادية وسياسية وقيمية أيضا، لطالما الأمر يتعلق بدور كل من الإدارة المحلية والمواطن، بابتكار إدارة جديدة تقوم على الحق والواجب، وتكريس قيم المواطنة وسيادة القانون على الجميع.