وبحسب تقرير غربي فإن عشرات العسكريين، بعضهم عناصر من قوات النخبة في الجيش الفرنسي، التحقوا اعتباراً من العام 2012، بصفوف تنظيمات إرهابية، واضعين بتصرفها خبراتهم وما يتقنونه من تكتيكات حربية.
ووثق مركز تحليل الإرهاب، مسار 23 من هؤلاء العسكريين الذين قرروا التوجه إلى المنطقة الحدودية بين سورية والعراق، وأيضا إلى أفغانستان.
وبحسب التقرير الذي سينشر نهاية الأسبوع، فإن الجيش الفرنسي يشكل بالنسبة للجماعات الإرهابية هدفاً استراتيجياً للتجنيد، مشيراً إلى أن السلطات تراقب العسكريين المتطرفين أو الذين يمكن أن يكون لديهم ميل للتطرف، وأنه تم تشديد القوانين الفرنسية للسماح بإجراء تحقيقات إدارية بحق العسكريين.
وأشارت وكالة الأنباء الفرنسية التي قالت إنها اطلعت على التقرير، إلى وجود جنود كانوا قد حسموا أمرهم حتى قبل الالتحاق بالجيش على غرار (بوريس . ف) المتحدر من منطقة شارانت في غرب فرنسا، وهو معروف بـ(يونس الفار) أو بـ(أبي وليد الفرنسي).
وكان بوريس قد التحق بالجيش بعمر 18 عاماً بهدف اكتساب معلومات في المجال العسكري والالتحاق بالإرهابيين الدواعش في وقت لاحق، حيث قتل في العام 2016 قرب حلب في شمال سورية.
أما (مهدي) فقد اتبع مساراً مختلفاً، وقد زادت ميوله الإرهابية المتطرفة وهو في صفوف الجيش خاصة في إفريقيا - جنوب الصحراء.
وقد أطلق عليه رفاقه تسمية الإرهابي، وبعد تسريحه من الجيش انتهى به الأمر بالتوجه إلى أفغانستان. وفي الطريق، إثر توقيفه في باكستان، تم ترحيله إلى فرنسا وحكم عليه بالحبس 5 سنوات.
وبين التقرير أن آخرين توجهوا إلى هناك ملاذاً لتعويض إحباطهم من مهنة خذلتهم، مشيراً إلى أنه من بينهم من كانوا يعانون من مشاكل نفسية كبيرة.
هذا، ويؤكد التقرير أن معرفتهم وشغفهم بالأسلحة ودرايتهم العسكرية أمور سهلت صعودهم داخل جماعات إرهابية مختلفة. وأضاف التقرير إنه تمكن عدد من العسكريين السابقين، مستفيدين من تدريبهم العسكري في الجيش الفرنسي ومعرفتهم بالمواقع وخبرتهم الميدانية في قلب تنظيمات إرهابية، من التخطيط لاعتداءات في فرنسا.
وبين هؤلاء المدعو (عبد الإله حمش) وهو فرنسي من أصول مغربية متحدر من مدينة لونيل في جنوب فرنسا، حيث أمضى حمش سنتين في الفيلق الأجنبي وشارك في عدد من العمليات العسكرية في الخارج نال إثرها وسامين، وبعدها تحول إلى الاتجار بالمخدرات وتوجه إلى سورية.
كما أشار التقرير إلى أنه وبعدما التحق بمسرح العمليات الإرهابية في العام 2014 شكل لواءً خاصاً به ومعسكره التدريبي الخاص قرب دير الزور في سورية، وقد ضم لواؤه فرنسيين بينهم 3 من أعضاء خلية نفذت اعتداءات 13 تشرين الثاني 2015 في باريس، بالإضافة إلى توليه دوراً هاماً في قنوات استقدام إرهابيين أوروبيين، وقد أتاح له ذلك الاضطلاع بعدد من المهام الرئيسية.
وأوضح التقرير أيضاً، أن هناك عدداً آخر ممن لم يغادروا البلاد وسعوا للتحرك على أراضيها على غرار ألان فويورا، وهو عسكري سابق يبلغ من العمر 34 عاماً، لم يتمكن من التوجه إلى المنطقة الحدودية بين سورية والعراق، فخطط لاعتداء على منشأة عسكرية في إيفرو غربي فرنسا، لكنه اعتقل قبل تنفيذ مخططه.
وكان فويورا مراقباً عن كثب، ولدى توقيفه، كان يرتدي زياً عسكرياً يحمل شعارات تنظيم (داعش) الإرهابي.