وتشير المعلومات إلى أن أسعار الفروج الحي قد تجاوزت الـ 1000 ليرة للكغ بتاريخ 17 الشهر الجاري حيث بدأت الأسر الابتعاد عن شراء هذه المادة الغذائية الأساسية وخاصة بعد جنون أسعار اللحوم الحمراء التي تجاوزت الـ 6000 ليرة للكغ وابتعاد المستهلكين عنها كذلك.. وذكر بعض المواطنين أن أسعار الفروج كانت مقبولة خلال الأسابيع الماضية وتراوحت بين 800 - 850 ليرة للكغ ولكن بعد موجة البرد ودخول فصل الشتاء ارتفعت الأسعار بشكل كبير تجاوز الـ 1000 ليرة للكغ وكذلك أسعار البيض التي وصلت إلى 1400 ليرة للطبق الواحد، وسجلت نشرات الأسعار الصادرة عن مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك ارتفاعاً في سعر المادة خصوصاً منذ مطلع تشرين الأول الماضي وصل إلى 900 ليرة لكيلو المستهلك من الفروج الحي.
وأشار بعض مربي الفروج في محافظة درعا إلى أن التراجع بكميات الإنتاج في الشتاء بسبب زيادة تكاليف التدفئة أدى إلى قلة العرض مقابل الطلب القوي خصوصاً في مثل هذا الوقت من العام.. وأشار بعض مربي الفروج إلى أن ارتفاع أسعار العلف، مثل الصويا والذرة وهما المادتان الأساسيتان للفروج، زاد من تكاليف الإنتاج أكثر إذ وصل سعر كيلو الصويا إلى 300 ليرة في حين ارتفع سعر كيلو الذرة إلى 130 ليرة وكذلك ارتفاع اسعار الادوية البيطرية واللقاحات، وهذا الارتفاع أثر بشكل سلبي على المنتجين والمربين، وخاصة أن أسعار الأعلاف تدخل بنسبة نحو 70% من تكاليف تربية الفروج، وهذا ممكن أن يؤدي إلى خروج الكثير من المربين من العملية الإنتاجيةً لعدم قدرتهم على تحمل الخسائر في تكاليف الإنتاج.
واعتبر أحد المنتجين أن قطاع الدواجن غير منظم بشكل يحمي المربي الذي يعتبر الحلقة الأضعف في العملية الإنتاجية، فكل حلقة بالعملية الإنتاجية تحدد السعر الذي يناسبها في المربح.. فتاجر العلف يحدد سعر مواده وكذلك يفعل تاجر الصوص، ومثله صاحب المسلخ وكذلك الموزع، بينما يبقى المربي محكوماً بهؤلاء جميعاً وبتقلبات السوق في العرض والطلب وأسعار الأعلاف والتدفئة التي تزيد التكلفة في الشتاء واعتبر بعض المربين أن الأسعار الحالية تعدّ مقبولة للمربين بالنسبة لتكاليف الإنتاج وحجم الخسائر التي تكبدوها خلال الفترة الماضية.
وأشار أحد موزعي الفروج إلى أن هبوط الأسعار الذي حصل في الشهور القليلة الماضية وخاصة في الصيف كلف المربين خسائر كبيرة ما أدى إلى خروج العديد منهم من العملية الإنتاجية وترك تلك المصلحة مؤقتاً وخصوصاً مع دخول فصل الشتاء الذي يحتاج فيه الفروج إلى تكاليف إضافية لتدفئته..
وذكر الدكتور أيمن مخلوف رئيس دائرة الصحة الحيوانية بزراعة درعا أن مزارع تربية وإنتاج الفروج تنتشر في العديد من مناطق المحافظة وخاصة الشمالية ومنطقة كفر شمس وجوارها حيث كان عدد المداجن التي كانت موجودة في درعا قبل الأزمة نحو ٨٧٠ مدجنة انخفض إلى ٨٠ مدجنة خلال سنوات الحرب، وهناك أكثر من ١٥٥ مدجنة تقدم أصحابها بطلبات لتجديد تراخيصهم، بينما يبلغ عدد المداجن غير المرخصة ١٥٠ مدجنة يقوم بعض أصحابها بإجراءات الترخيص وهي تساهم في توفير الفروج والبيض للمستهلكين..
وبيّن مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك بدرعا المهندس عمر عوض أن المديرية تتابع الأسواق والمسالخ ومحال بيع الفروج حيث شكلت لجنة مهمتها تحديد أسعار يومية للفروج والبيض ووضع نشرة أسعار لها وتوزيعها على المربين وعلى أصحاب المسالخ بعد التواصل اليومي معهم ومع موزعي المادة ودراسة التكاليف وتحديد هامش ربح ضمن الانظمة والقوانين، والاطلاع على واقع السوق وحركة البيع والشراء، مؤكداً أن عناصر دائرة حماية المستهلك تراقب الأسواق بشكل يومي لقمع المخالفين وضبط الأسعار واتخاذ الإجراءات المناسبة بحقهم، داعياً المواطنين إلى التعاون مع عناصر الدائرة والتقدم بشكاواهم في حال حصول أي تجاوزات.