وعموماً يشمل الاقتصاد المنزلي تدريب الأطفال على حسن الاستهلاك وعدم التبذير، في الملبس والمأكل.
ويندرج ضمن مفهوم الاقتصاد المنزلي مفهوم ميزانية العائلة الاستهلاكية، وهي عبارة عن التوازن بين الدخول النقدية والعينية للعائلة، ومصروفاتها مع بيان مصادر الدخل وبنود المصروفات بالتفصيل، وميزانية العائلة ذات أهمية بالغة فهي تساعد إلى حد كبير في التحقق بدقة عن مستوى معيشة الأفراد وتعطي الأساس لكل نوع من أنواع حسابات التخطيط.
وهنا لا بد من التأكيد على أن تحديد ميزانية الأسرة هو جزءٌ لا يتجزأ من عمليّة الإدارة المالية للعائلة، فهي تعتمد على وضع الخطوط العريضة لكيفيّة إنفاق الأموال وتخصيصِ مبلغٍ محدد من الدخل الشهريّ أو السنويّ لصرفه في اتجاهات مُعيّنة تؤمن احتياجات الأسرة، وهذا لا يعني التقتير في صرف الأموال ولكن إيجاد نوع من التوازن والاعتدال في عملية الشراء والصرف، كما أنّ الهدف الأساسي من تحديد الميزانية هو إشباع رغبات واحتياجات جميع أفراد الأسرة بالشكل المناسب دون أيّ تبذير أو إسراف في المال، ويمكن تحديد ميزانيّة يوميّة، وشهريّة، وسنويّة حسب نوع الاحتياجات ومدّتها الزمنية.
أُسُس وضع الميزانية
تختلف الأسس العامة لوضع الميزانية من أسرة إلى أخرى وذلك اعتماداً على طبيعة احتياجات وأولويات ومصروفات كلّ أسرة فالمستوى، الاجتماعي والمادي للأسرة وعدد الأفراد وجنسهم يحدّد نسبة النفقات على المجالات المختلفة لحياة العائلة.
الإنفاق الشهري على المسكن
تشمل الإيجار، وفواتير الكهرباء، والماء حيث يعتمد ذلك على عدد أفراد الأسرة وكيفيّة استهلاكهم للأجهزة الكهربائيّة والماء.
الإنفاق على الغذاء
يتضمّن احتياجات الأسرة اليوميّة من الأطعمة والأغذية التي يتمّ شراؤها بشكل مُفَرّق، والمتطلّبات الشهريّة من أنواع المؤنة.
الملابس
هذا يعتمد على المستوى المعيشيّ والاجتماعي للأسرة وما إذا كان الإنفاق الكبير على الملابس من أولوياتهم أم لا.
أما النفقات الشخصية فتحدد بشكل خاص من أفراد الأسرة، في حين تعتمد الاحتياجات الطبية على الحالات المرضيّة المستمرّة التي تعاني منها الأسرة، ففي هذه الحال يجب تحديد نسبة كافية من الدخل على هذا القطاع.
الادّخار
من أساسيات كلّ ميزانية توفير جزءٍ ولو بسيطٍ من المال لاستغلاله في الحالات الطارئة.
أما خطوات وضع الميزانية تكمن في تحديد مصروفات الأسرة الشهرية إضافة إلى الاحتياجات الفرعية مثل المواصلات، والمشتريات النثرية وغيرها، وهنا يفضّل عمل قائمة مُفَصلة بهذه النفقات وترتيبها حسب الأولوية.
وهنا نشير إلى أنه لا بد تقدير نسبة المال المطلوبة لكل جزءٍ من هذه الاحتياجات واقتطاع هذا المبلغ من الدخل ليتمّ معرفة جوانب صرف المال، فمثلاً يمكن وضع ظرف خاص يحتوي على المال الكافي لدفع فواتير الماء والكهرباء الشهرية، وظرف آخر لمصاريف الغذاء وهكذا، وبهذه الطريقة يكون رب الأسرة مطلعاً على كيفيّة صرف الأموال، وهنا يجب أن لا ننسى الجزء الخاص بالادخار الشهري أو اليومي رغم صعوبة تحقيق هذا البند في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة لغالبية الأسر.
في حين أن مراقبة عملية الإنفاق يجب أن تتم عن طريق ربّ الأسرة المسؤول عن كميات المال المصروفة من قبل أفراد الأسرة وما إذا كان هناك أي نوع من الإسراف أو عدم التنظيم في النفقات.
وعليه لا بد من تقييم مدى جدوى الميزانية المتبعة ومدى رضى أفراد الأسرة عن كيفية تقسيم الدخل وما إذا كانت تغطي جميع احتياجاتهم الأساسية وتتعداها إلى الكماليات، وفي حال كانت الميزانية غير ناجحة و مناسبة لرغبات العائلة يجب العمل على تتبع مواضع النقص أو الخلل فيها وتعديلها.