تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


سورية تكتب تاريخها.. بدمها !

فضائيات
الأربعاء 23-10-2013
رمضان رجب ابراهيم

لا أحد يستطيع أن ينكر الدور الكبير الذي لعبه الإعلام السوري خلال الأزمة التي تعصف بالبلاد منذ أكثر من سنتين. وعندما نتحدث عن الإعلام السوري

‏‏

فإننا نقصد بذلك الإعلام المرئي والمسموع والمقروء‏‏

وإذا كان هذا الدور قد تم بنسب متفاوتة فإن ذلك لا يقلل أبداً من حجم المهمة التي ألقيت عليه في ظل الانفلات الأخلاقي والوجداني للعديد من المحطات والقنوات التي أشهرت سيف وقاحتها وانطلقت تفبرك وتصطنع الأخبار وتلفق مالا يمكن لعاقل أن يستوعبه.‏‏

ولا اعتقد أننا بحاجة إلى أدلة أو براهين فالجميع قد شاهد وسمع العديد من القصص التي قدِمت للمشاهد والتي تم تكذيبها وعلى لسان الضحية كما حدث مع زينب الحصني وغيرها وغيرها .‏‏

في حقيقة الأمر لقد تعددت القضايا والحوارات التي دارت عبر شاشات التلفزة الرسمية والخاصة وناقشت أسباب الأزمة وكيفية الخروج منها ودور المواطن بمختلف شرائحه وانتمائه في إيجاد الحلول المناسبة والسريعة لذلك ومن هنا كان استضافة قناة الإخبارية السورية لعدد من القامات الأدبية والفنية والسياسية والإعلامية ضمن برنامج ساعة وعشرون التي تقدمه الإعلامية المتميزة والقديرة ربا الحجلي.‏‏

في إحدى حلقات البرنامج تم استضافة كل من الإعلامية نهلة سوسو والمخرج سمير حسين والأديب عدنان كنفاني والكاتب محمود عبد الكريم إضافة إلى عدد من الشباب وكان موضوع الندوة هو دور المثقف في الأزمة.. والجميع يدرك أن الآراء شائكة بهذا الخصوص بعد أن ثبت بالدليل القاطع عجز بعض النخب الثقافية عن القدرة على الإقناع والجذب وصمت قسم آخر في حين لا يزال البعض في المنطقة الرمادية !!‏‏

إن أزمة حضور المثقف السوري في هذه الحرب الكونية هي أزمة غيابه عن الساحة الفعالة والذي اتخذ أشكالاً متعددة فمنهم من صدمته الأزمة فكان غيابه مقصوداً بسبب الصدمة ومنهم من غاب بسبب موقف معاد للوطن ومنهم من غاب بسبب التغييب التاريخي عن المؤسسات الثقافية ووسائل الإعلام والتلميع والترويج لمثقفين آخرين وقضايا أخرى متعلقة بالهم ذاته.‏‏

كان دور المثقف هو محور هذه الندوة التي دلّت مجرياتها أنها جرت بتنظيم كبير سواء من ناحية طرح الأسئلة أو من ناحية توزيع الوقت بين الضيوف ما جعل الحوار هادئاً دون أي مشاحنات تذكر.‏‏

كنت أتمنى لو أن الحوار لم يخصص الجزء الأكبر للحديث عن الدور السلبي للمثقف فهذه الفكرة التي أخذت وقتاً كبيراً من الحوار أعطت شحنات سلبية للمتابع عن المثقفين ورسخت في ذهنه صورة المثقف العميل وكل ذلك الحديث رجح كفة الميزان لمصلحة إدخال فكرة ما في ذهن الجمهور البعيد في أغلبيته عن الثقافة والمثقفين تفيد بأن للمثقفين والفنانين دوراً سلبياً في هذه الأزمة فيما لم يذكر الضيوف إلا الشيء القليل عن الدور الإيجابي للمثقفين والذي تبدى بأشكال عديدة.‏‏

الشيء الايجابي في تلك الندوة كانت الصراحة في النقد الذاتي والبنّاء والهادف من قبل المخرج سمير حسين إذ طالب بإنشاء أكاديميات فنية تعلّم فنون الكتابة والإخراج والمونتاج لتخرّج شباب مثقفين يرفدون سوق العمل وطالب بتفعيل عمل المؤسسات المختلفة وتحريرها من موظفيها الذين يتناحرون على مكاسب شخصية مضيفاً بأن الدراما السورية قد وقعت بأيدي شركات إنتاج عربية اشتغلت أعمالاً دينية وتاريخية وبيئية كان لها الدور الكبير فيما نشهده اليوم من تناقض في المجتمع.‏‏

وأختم بما قاله الكاتب محمود عبد الكريم عندما استشهد بمقولة منصور الرحباني إذ قال بأن الحق يثبته الدم وأن سورية الآن تكتب روايتها بدمها وستخرج ساحرة كما كانت ..!‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية