|
|
شركة جديدة لصناعة الدواء تنطلق من طرطوس إلى دمشق برأسمال 143 مليون ليرة.. تأسيس غولدن ميدفارما يؤكد أن ساحات الوطن ما تزال قادرة على استيعاب أفضل الاستثمارات دمشق تاركين أرضهم ومصانعهم ومراكز أنشطتهم، غير آبهين بمنعكسات ذلك على مصلحتهم، ومن ثم على اقتصاد الوطن، على العاملين معهم الذين وجدوا أنفسهم بين ليلة وضحاها منتقلين من حال التمتع بفرصة عمل ودخل جيد، إلى حال البطالة وانعدام الدخل، ولا ندري - وربما لا أحد يدري بدقة حتى الآن -
أين صارت بالضبط تلك القوى العاملة التي ذهبت ضحية تفكير سلبي وسوداوي غير مبرر تماماً من أرباب عملهم، ربما بعضهم هاجر، والبعض الآخر صار في مراكز الإيواء، والبعض الثالث انضم إلى العصابات المسلحة، وغيرهم ينتظر الفرج. كان يمكن لرجال الأعمال المنهزمين أن يواجهوا الصعوبات وينتصروا عليها ويصروا على البقاء وعلى العمل من أجل إيجاد حلول إسعافية بنقل العمل من مكان إلى مكان آخر، أو إقامة مصالح بديلة أخرى مؤقتة، أو حتى الانتظار هنا داخل البلاد، والذي كان يريد أن يعمل فعلياً فإن سبل العمل لم تنقطع أصلاً، وقد أثبت ذلك رجال الأعمال الشرفاء الذين لم يتخلّوا عن وطنهم رغم كل الصعاب، واستمروا هنا ينشطون كما يستطيعون . وليس فقط كذلك، فبعض رجال وسيدات الأعمال، وجدوا من الأحداث القائمة حافزاً كبيراً لتشجيعهم من أجل الإسراع في إقامة الاستثمارات الجديدة، المتناغمة مع حالات التخريب التي تتعرّض لها بعض المنشآت علّهم يستطيعون التعويض وسدّ الفراغ الذي أحدثه ذلك التخريب. ففي تحالفٍ لافتٍ وقليلٍ من نوعه، اتفقت ( 91 ) شخصية سورية من رجال وسيدات أعمال ومواطنين، لإنتاج الأدوية البشرية والسيرومات، بعد إقامة شركة جديدة لهذه الغاية باسم ( شركة الصناعات الدوائية الذهبية - غولدن ميدفارما ) والتي ستعمل باتجاهين : الأول - إنتاج الأدوية البشرية والسيرومات، وفق أحكام المرسوم التشريعي رقم ( 8 ) لعام 2007 م وهو المرسوم النافذ حالياً والخاص بالتشجيع على الاستثمار. الثاني :الاستيراد والتصدير والأعمال التجارية والمشاركة في المعارض الداخلية والخارجية، وذلك وفق أحكام قانون الشركات السوري . وقد قطع هؤلاء المؤسسون شوطاً نحو التنفيذ حيث قامت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك مؤخراً بإقرار النظام الأساسي لهذه الشركة، التي اعتبرها محدودة المسؤولية، وبرأسمال ( 143 ) مليوناً و ( 250 ) ألف ليرة سورية، موزّعاً على ( 1146 ) حصة، قيمة كل حصة ( 125 ) ألف ليرة سورية. وحسب النظام الأساسي لهذه الشركة فإن مركزها سوف يكون في محافظة دمشق، ولها فرع في صافيتا التابعة لمحافظة طرطوس، مع الإشارة إلى أن لهذه الشركة أن تؤسس فروعاً أخرى في جميع المحافظات السورية وفي الخارج بقرار من الهيئة العامة للشركاء، أما مدتها فهي مفتوحة دون تحديد، وقد جرى انتخاب مجلس مديرين للشركة في حين قام هذا المجلس بانتخاب رئيس له، ليكون مفوضاً بتمثيل الشركة بكافة الأمور والصلاحيات الممنوحة لمجلس المديرين والتوقيع عنها وفقاً للنظام الأساسي وتبعاً لأحكام القانون . والملاحظ أن أغلب المؤسسين من محافظة طرطوس، وأكثر هؤلاء المؤسسين من منطقة صافيتا، الأمر الذي يُفسّر المبادرة لإقامة فرع مباشر للشركة في صافيتا، وهذه ميزة لأبناء المنطقة من شأنها خلق العديد من فرص العمل هناك، وهي بأمس الحاجة لذلك. من جانب آخر فمن المتوقع أن تنجح هذه الشركة الجديدة في عملها بشكل كبير، لأن صناعة الدواء بالعموم تعتبر من الصناعات الدقيقة والهامة والضامنة لتسويق منتجاتها بشكل كبير في الداخل والخارج، لاسيما وأن الدواء السوري قد حظي بسمعة محلية وعالمية رفيعة، ومن جهة أخرى فقد تعرّضت الصناعة الدوائية في سورية - كما هو معروف - إلى استهداف من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة، فانخفض الإنتاج، وصار سوق الدواء السوري أمام فجوة واسعة تحتاج إلى ردمٍ بروافد إنتاجية جديدة، ومن هنا تأتي أهمية هذه الشركة إلى جانب الأهمية التي يريد المؤسسون أن يُطلقوها في هذه الظروف، وهي أن ساحات العمل والاستثمار موجودة وآمنة لمن يريد أن يعمل، وهي رسالة واضحة المعاني لمن اختار الخيار الخاطئ بترك البلاد في هذه الظروف، وعلى كل حال يبقى الشأن شأنهم، ولكننا نشعر فيما ذهبوا إليه بغصّة لاضيرَ في أن نلفتَ الانتباه إليها، لاسيما وأن ( شركة الصناعات الدوائية الذهبية - غولدن ميدفارما ) جاءت لتؤكد لنا أيضاً سموّ الشعور الوطني وروعته.
|
||||||||||||||||||||||||||||||||
