تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


هذا ما اعتادته!!

نافذة على حدث
الأربعاء 23-10-2013
حسين صقر

هي الولايات المتحدة الأميركية المهووسة بالتجسس على الآخرين، وهي نفسها التي تدعي حمل «بيارق الحرية ومشاعل الديموقراطية»، أباحت لنفسها بعد هجمات 11 أيلول

وإطلاق ما يسمى الحرب العالمية على الإرهاب كل شيء داخلياً وخارجياً، ففي الداخل وسعت صلاحيات أجهزة استخباراتها بحجة الحصول على أكبر كم من المعلومات لحماية أمنها المزعوم، وفي الخارج زرعت آذان لها في كل بقعة من العالم، ولم يسلم منها حتى حلفاؤها ومن تعتمد عليهم في ذر بذور الفرقة والفوضى في تلك البقاع.‏

وما قامت به وكالة الأمن القومي الأميركية من عمليات تنصت مكثفة على اتصالات الفرنسيين في فرنسا يؤكد إصرار واشنطن على سلب حريات الآخرين والتدخل في خصوصياتهم، وهذا إن دل على شيء إنما يدل على ضعف ثقتها بنفسها، وفضولها الذي لايطاق، رغم ما تمتلكه من إمكانات، ويشير أيضاً إلى رغبتها بوضع الدول تحت مجهرها بحثاً عن ثغرات ولو بسيطة لتعمل منها أزمة عالمية تتذرع فيها فيما بعد، لحشر ذاتها مدعية حرصها على إيجاد الحلول.‏

رغبة أميركا في هذه الممارسات اللاأخلاقية، جاءت بحجة مجاراة القدرات الاستخباراتية لعدوتها التقليدية روسيا، دون أن تعرف أن الأخيرة تؤدي مهمامها تلك بعيداً عن هذه الأفعال غير الحضارية، فثمة وسائل كثيرة لحماية الأمن الوطني والقومي يمكن القيام بها دون اقتحام حياة الآخرين بشكل فج، وانتهاك حرماتهم.‏

وصمات العار نتيجة عمليات التجسس التي تلاحق الولايات المتحدة وفضائحها المتتالية، لم تكن وليدة اليوم، إنما بدأت إبان الحرب الباردة، وتواصلت لتخترق حسابات البنوك وكبار مؤسسات الدول ولا سيما الصين، وهناك أحاديث عن عمليات تجسس على فنزويلا والإكوادور وقبلها على دول آسيوية، فهل تتراجع الإدارة الأميركية عن ذلك وتحفظ ما تبقى من ماء وجهها وهيبتها، أم أن الطبع غلب التطبع، وإذا كان هدف واشنطن نبيلاً إلى هذه الدرجة، فلتكف عن دعم الإرهاب وتنظيمه ومنهجته، وسيكون العالم أجمع بخير وهي كذلك، دون أن تكلف نفسها هذا العناء.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية