تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


تركيا وإسرائيل.. تحالف استراتيجي يهدد أمن المنطقة

شؤون سياسية
الأربعاء 23-10-2013
د. رحيم هادي الشمخي

أقل مايقال عن التصرفات التركية حيال سورية والعراق بأنهاعمل مخالف للأعراف ولسياسة حسن الجوار، فحين تلجأ هذه الدول إلى التدخل في شؤون العراق وسورية الداخلية

وتجيش المرتزقة والميليشيات المسلحة ضدهماتقوم بحبس جزء كبير من مياه الفرات متى شاءت وإطلاقها متى تشاء تركيا «المدججة» بالماء تسرق الماء القليل لدى سورية والعراق ثم تحاول بيعه لإسرائيل.‏

إسرائيل- تركيا هوالمحور «الشرق أوسطي الجديد» المحور الضارب لكل الأعراف والقوانين، محور السطو على الأراضي والمياه والأموال العربية، ثم يعجب المرء بعد ذلك كيف أن تركيا في حرب الخليج تلقت ملياري دولار «هدية» من الكويت والسعودية والإمارت لقاء إقفالها خط أنابيب النفط الممتد من كركوك في شمال العراق وحتى شاطئ أنطاكيا، والواقع أنها أكبر عملية «بلف سياسي» في تاريخ المنطقة فتركيا يجب ألاتكافأ بقرش واحد على عمل لم تقم به، لم تقفل الأنبوب طوعاً أو اقتناعاً وإنما المجتمع الدولي هو الذي أقفله، وعلى افتراض أن العراق حاول بالاتفاق مع تركياتصدير النفط عبرالأنبوب، لما وجد البلدان زبوناً واحداً يشتري النفط بسبب الحظر الدولي عليه في تلك الفترة من الحرب، أما القول إن تركيا تضررت من إقفال الأنبوب، ويجب التعويض عليها، فقول ضعيف، ذلك أن كل دول المنطقة تضررت من غياب العراق اقتصادياً عن الساحة منذ أطلق نظامه أول رصاصة في حرب الخليج الأولى عام 1980 وزاد الأمر سوءاً حرب الخليج الثانية التي أوقعت اقتصاديات المنطقة بأزمة ركود رهيبة لاتزال تعاني منها حتى الآن، فلماذا لاتعوض هي الأخرى؟ ويقرأ المرء أن تركيا حصلت حتى منتصف 1995 على ملياري دولار من الكويت والسعودية والإمارات لقاء المشاركة في المؤامرة على العراق، ثم يتساءل الناس بعد ذلك بدهشة: لماذا؟ مقابل ذلك، تهديدات لسورية والتدخل في شؤونها الداخلية بالاتفاق مع أميركا وإسرائيل، غارات جوية وحملات برية على شمال العراق، حبس مياه الفرات (وغداً دجلة) مطالبة بمياه العاصي، دكان لبيع المياه العربية، تحالف عسكري مع إسرائيل، ثم قيام إسرائيل بتحديث وتطوير طائرات الفانتوم التركية بمبلغ 500 مليون دولار أغلب الظن أنها مماتدفعه دول الخليج «للآستانة».‏

إسرائيل- تركيا، السلوك والحجة والمنطق يتكرر في محور عدواني «يسلب الأراضي والمياه العربية تحت شعار أن «المياه والأرض هما لمستخدميهما وليس لأصحابهما» وهوشعار رفعه الرئيس التركي سليمان ديميريل.‏

حان الوقت لقيام محور عربي خالص يسعى فقط إلى حماية المصالح الاقتصادية للمجموعة العربية على الآقل لوقف تدهورأسعار النفط، ووقف سرقة المياه العربية، مثلما حان الوقت لدفن مشروع الشرق الأوسط القائم على المحور الإسرائيلي-التركي مع تجاهل تام لمصالح كل العرب.‏

فليتفق العرب ولو مرة واحدة على حماية ماتبقى من لقمة العيش، أوعلى الأقل إيقاف مهزلة التمويل الخليجي لمطامح تركيا، ومشروع الغاز القطري- الإسرائيلي أوإكسير الحياة للاقتصاد الإسرائيلي، أو مايسميه البعض بالغباء التاريخي المتمادي لبعض الأنظمة العربية، فلأول مرة في التاريخ يمول الخصم خصمه، ويعطيه كل أسباب النصر، ويا ويل بعض الحكام العرب من حكم التاريخ، ومن شاركتهم في الحرب ضد سورية العربية حاملة المشروع القومي العربي.‏

 أكاديمي وكاتب عراقي‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية