تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


هل يمكن لإيران أن تثق بالولايات المتحدة الأميركية ؟

Information Clearing House
شؤون سياسية
الأربعاء 23-10-2013
ترجمة : رولا العلي

يتساء ل الناس هل يمكن للولايات المتحدة أن تثق بإيران والسؤال الذي يجب أن يطرح هو هل يمكن لإيران أن تثق بالولايات المتحدة الأميركية؟ .

فمنذ عام 1979 تقوم الولايات المتحدة الأميركية بحرب سرية وبالوكالة ضد إيران وقد كان الهدف تغيير النظام وتنصيب حكومة من شأنها أن تخدم بإخلاص أهداف الولايات المتحدة الأمريكية حيث بدأت هذه الحرب بعد الإطاحة الشعبية لعميل الحكومة الأميركية، الشاه محمد رضا بهلوي ، الذي نصب في مكانه بعد أن أطاحت إدارة أيزنهاور ووكالة المخابرات المركزية رئيس الوزراء ذا الشعبية الايرانية محمد مصدق من منصبه في عام 1953.‏

حيث واصلت حكومة الولايات المتحدة حربها ضد إيران بعدة طرق وبأشكال متنوعة فعندما غزا الجيش العراقي بقيادة صدام حسين إيران في عام 1980، زودت إدارة الرئيس ريغان صدام بالمخابرات والمكونات لصنع الأسلحة الكيميائية ، وتم استخدام الغاز السام ضد القوات الإيرانية في ذلك الوقت .‏

وخلال الحرب العراقية الإيرانية، أسقطت البحرية الأمريكية طائرة مدنية إيرانية فوق الأجواء الإيرانية، مما أسفر عن مقتل 290 راكبا وافراد الطاقم جميعا. وقد قال قبطان USS Vincennesان سفينته كانت تتعرض لهجوم من قبل الزوارق الحربية في ذلك التوقيت، وكان قد أخطأ في التعرف على طائرة الايرباص A300 باعتبارها مهاجمة F-14. وقد أوردت إيران أن رحلة المدنيين تغادر إيران كل يوم في نفس الوقت.‏

هذا وقد ساعدت الحكومة الأميركية، أو أقرب حليف لها في الشرق الأوسط « إسرائيل» العرقيين لمهاجمة النظام الإيراني.. هذا وشكل اغتيال العلماء الايرانيين والحرب الإلكترونية أحد أشكال الحرب السرية أيضا. (ومن السذاجة أن نعتقد أن إسرائيل، التي تتلقى سنويا مليارات من المساعدة العسكرية الاميركية، تعمل دون علم المسؤولين في الولايات المتحدة الأميركية.)‏

ثم هناك العقوبات الاقتصادية أيضا . حيث تعتبر العقوبات في القانون الدولي عمل من أعمال الحرب و كيف يمكن أن لا تكون؟ إنها تهدف إلى حرمان السكان من الغذاء والدواء، وغيرها من السلع التي يحتاجها. ويقال إن العقوبات هي « لشل الاقتصاد الإيراني»، ولكن الاقتصاد يتكون من الناس وبالتالي، فإن العقوبات تلحق ضررا على الأفراد الأبرياء، مع أكبر قدر من الضرر للأطفال والمسنين والمرضى. وهذا عمل قاس وغير معقول ويجب أن يتوقف، ولكن البعض في الكونجرس يحاولون تشديد العقوبات أكثر .‏

و يمكن للمرء أن يرى، أن الإيرانيين هم الطرف المتضرر في الصراع مع الولايات المتحدة وبالتالي لديهم سبب وجيه للشك في صدق التصريحات الأميركية التوافقية الأخيرة، خصوصا عندما يصر الرئيس أوباما أن «كل الخيارات مطروحة على الطاولة» - والتي تضم منطقيا هجوماعسكريا وحتى نووي ولذلك يتعين على أوباما أن تطابق كلماته التصالحية مع العمل.‏

ولكن، سيقول البعض، أن ايران تقوم ببناء قنبلة نووية والمشكلة هي أن هذا ليس صحيحا فقد توصل مجمع الاستخبارات الأميركية (أكثر من اثني عشر وكالات) مرتين أن إيران تخلت عن برنامجها لصنع الأسلحة في عام 2003، وهو العام الذي قضت فيه حكومة الولايات المتحدة الأميركية على العدو اللدود لها، صدام حسين. وتعترف الاستخبارات الإسرائيلية أن إيران لم تقرر بناء قنبلة نووية أيضا. وفي الواقع، فقد أصدر المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، فتوى دينية تدين منذ سنوات الأسلحة النووية وتشدد على عدم صنعه او استخدامه .‏

صحيح أن إيران قامت بتخصيب اليورانيوم الى قرب 20 في المئة (كما قد تفعل قانونيا)، وعلى الرغم أنها تحول هذا اليورانيوم إلى صفائح، إلا أنه مناسب للأغراض الطبية فقط ، و غير صالح لصنع القنابل. (حيث إن درجة اليورانيوم المستخدم في الأسلحة يجب أن يكون 90 في المئة منه مخصب.)‏

وعلاوة على ذلك، إن إيران، وهي عضو في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، تخضع لعمليات تفتيش من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والتي شهدت مرارا وتكرارا أن اليورانيوم الايراني لم يتم تحويله لصنع القنابل النووية. و من ناحية أخرى، إن إسرائيل، ذات القوة النووية والتي تحاول حكومتها (جنبا إلى جنب مع اللوبي الأمريكي) تجييش العداء بين أمريكا وإيران، ليست عضوا في معاهدة حظر الانتشار النووي.‏

اسأل نفسك: ماذا ستفعل ايران مع سلاح نووي عندما تمتلك إسرائيل المئات منه وأمريكا لديها الآلاف؟‏

وعلى الرغم من مبادرات السلام من الرئيس روحاني، والتي تتسق مع أسلافه، يتخذ أوباما مسار الحرب . أعتقد أنه ينبغي عليه رفض دعاة الحرب واختيار السلام .‏

 بقلم Sheldon Richman‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية