وتحمل المسؤولية مبكراً من خلال عمله في المقهى حيث حصل على شهادة الدراسة الابتدائية، ونزولاً عند رغبة والده تابع دراسته حراً ليحصل على الشهادة الإعدادية التجارية فالشهادة الثانوية- وقد روى في أحد الحوارات الصحفية معه، أن كنيته مستمدة من مهنة أحد أجداده «الشيخ عبد الرحمن» المدفون في جامع الفردوس بحلب، والذي كان قد تلقى علومه العربية على يد الشيخ محي الدين بن عربي في دمشق، ثم عاد إلى حلب وعمل مدرساً في جامع الفردوس واشتهر آنذاك بـ «النحوي» كان الابن الأكبر في أسرته التي ضحت بالإضافة إلى والديه، أخويه، المحامي عبد الرحمن، والدكتور محمد كاظم، وأخت وحيدة... عمل محامياً منذ تخرجه حتى عام 1970، حيث أصبح وزيراً للعدل حتى عام 1980 ثم مستشاراً قانونياً لوزارة الدفاع حتى وفاته.
انتسب في مطلع الخمسينيات إلى حزب البعث العربي الاشتراكي وخلال سنوات الوحدة بين سورية ومصر، وكان عضواً في مجلس الأمة، وعضواً في الاتحاد القومي، وحين حدث الانفصال، انتسب إلى حركة الوحدويين الاشتراكيين، وبقي عضواً فيها حتى عام 1964، ثم عضواً في حزب الاتحاد الاشتراكي العربي حتى نهاية الستينيات،
تزوج سنة 1964 من المربية السيدة رئيفة تادفي وأنجبت له خمسة أبناء وتوفي في العام 1998.
كرس النحوي جل حياته لقضيته المحورية (الوحدة العربية، تحرير فلسطين) فقد روى صديقه المناضل الوحدوي الفلسطيني الدكتور علي أبو الحسن (رفيق الزنزانات والمعتقلات زمن الانفصال) أن النحوي كان يرتدي بزة العمل ويتأبط دفتراً يحمل شعار الحزب ويتوجه كل أربعاء إلى مخيم النيرب للاجئين الفلسطينيين ليسجل معاناتهم وهمومهم ومشكلاتهم ويرفعها إلى قيادة الحزب لحلها..
أما رحلة محامينا ووزيرنا مع الأدب، فقد كانت ذات شجون وآفاق رحبة، فهو الكاتب العضو في اتحاد الكتاب العرب، جمعية الرواية والقصة، وقد كان على مدى سني حياته يسطر روائعه في القصة والرواية وهو يستمع إلى رفيقة أمسياته، إذاعة صوت القدس، يستمع إليها تارة ويكتب ويصب أفكاره على الورق تارة أخرى، مستوحياً منها ومما تعرضه من أخبار وحكايا المناضلين الفلسطينيين أحلى قصصه ورواياته وشخوصه- فقد فجرت الانتفاضة الفلسطينية براكين الإبداع، لتداعب أحلامه بتحقيق الحرية والتحرير، وقد سعى خلال مسيرة إبداعه الروائي إلى التوثيق ما أمكنه ذلك..
وقد آلت وزارة الثقافة/ الهيئة العامة السورية للكتاب وضمن سلسلة الأعمال الكاملة أعادت طباعة الأعمال الكاملة لأديب نحوي (الروايات) تضمنت رواياته التالية: (متى يعود المطر، جومبي، عرس فلسطيني، تاج اللؤلؤ، سلام الغائبين، آخر من شبه لهم، وفيها صب أديبنا ذورة مشاعره الوطنية، ما جعله من شعراء الرواية العربية، إذ إن البناء الروائي لديه ينم عن فيض حكائي منوع لمعاني الشهادة والقضايا الإنسانية، فهو بحق مغن للأدب العربي، وقد قال عنه الأديب حسن حميد «عرفنا أديب نحوي في الزمن الجميل الذي كان فيه المشروع القومي هو الشغل الشاغل للجماهير، فأديبنا مريض بهوى ليلى اليعربية، عاش طفولته زمن الانتداب الفرنسي، فرأت عين الطفل الحاذقة ويلات الحرب والخراب والظلم والقتل جراء الاحتلال وذلك نقشاً في الصدر، ثم كشفت عين الشاب الرائية مآسي الاحتلال وتدميره القيم والأخلاق والإنسان، وفي هذا المناخ ارتوى معاني البطولة والعروبة ووعى دروس الحضارة العربية والإسلامية ليسلك درب فضائل العرب وقيمهم النبيلة ووحدتهم وقوتهم في الوحدة لأنها ترياق العروبة وكبرياؤهم، فكان رجل الوحدة بامتياز، ضحى من أجلها بالرخيص والغالي، وأفنى زهرة شبابه في السجون والمعتقلات معرضاً نفسه غير مرة للموت في سبيل قضيته المعشوقة (الوحدة العربية).
لقد شكلت رواياته في هذه المجموعة مدارس حقيقية لتعلم البطولة والتضحية والفداء، كما اعتبرت قصصه كتباً لسير الشهداء وبطولاتهم، فهو بأدبه الرفيع يحقب لشهداء الوطن والاستقلال وشهداء العروبة في أيام العزة والمجد العربي في بورسعيد وقناة السويس والإسماعلية، إلى شهداء فلسطين في المخيمات بسورية ولبنان والأردن وداخل الأرض الفلسطينية.
لقد كان أديبنا فلسطينياً أدباً وسلوكاً ومعنى، ومصرياً أدباً وسلوكاً ومعنى، لقد شكلت رواياته بيادر ذهب توازي سطوع الشمس الذهبي أو خميرة الأرض وملحها والنجوم التي يهتدي بها.
وتشكل روايته (عرس فلسطيني) ملحقاً تحمل في طياتها البطولة الفردية «لفهد البصاوي» وأسطورة للحزن والألم منقطعة النظير وتعتبر كرنفالاً شعبياً لعرس الشهادة الذي تمتزج معه الطبيعة عبر هطل المطر.
واللافت في روايات أديب النحوي، تلك النزعة التبشيرية، حيث نجد في أدبه العقائد والأفكار التقدمية والثورية والدعوة لتحقيق الحلم العربي المتمثل بالوحدة والحرية والاشتراكية، ومحاربة الاستعمار وتحرير فلسطين والأراضي المحتلة، متخذاً من وحدة الأصالة والتاريخ مرجعية فكرية ومن الواقع المعاصر والأحداث التي تمر بها الأمة مرجعية مكانية، مبشراً بالمناخات والتحولات التي عصفت بسورية وبالقضية الفلسطينية منذ بداية الستينيات وحتى التسعينيات.
أنتجت بعض أعماله تلفزيونياً، بينما أنتجت الإذاعة العراقية روايته (عرس فلسطيني) كمسلسل إذاعي، وعندما عرض عليه العراقيون البدل المادي لاقتباس روايته، قال لهم« اعتبروها هدية مني للشعب العراقي والفلسطيني» ورفض تقاضي أي مبلغ لقاء ذلك..
الكتاب: أديب نحوي، الأعمال الكاملة، /الروايات. - إصدارات الهيئة العامة السورية للكتاب../ 2012 - يقع الكتاب في 798 صفحة من القطع الكبير.