تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


التظاهر بالسعادة... أقنعة مزيفة لإخفاء الآلام!!

مجتمع
الأربعاء 23-10-2013
نيفين عيسى

هموم تثقلنا وآلام ترافقنا ومشكلات يصعب علينا حلها .. وابتسامات نختلقها ونتصنعها لنشعر من حولنا أننا سعداء، فيما الهموم تتملكنا وتسيطر على مشاعرنا..

ورغم ذلك حبنا للحياة كبير. ورغم كل المنغصات الكثيرة من حولنا والتي تتزايد يوما بعد يوم .. لكن يحدونا الامل دائماً بأنه مع بزوغ كل شمس وانبلاج كل فجر وانشقاق كل صباح أن شيئاً ما سوف يتغير.سعادتنا المزيفة في بعض الاحيان تكون قناعا نضعه لنخفي حزناً عميقاً له التأثير في داخلنا وظل حبيسا وكانه باب موصود ومفتاحه قد ضاع من البعض...آراء ووجهات نظر متقاربة أغلبها مؤيدة لما سبق تؤكد أن للقلق والضغوطات النفسية الأثر الكبير في علاقاتنا مع الآخرين وعبور الأيام التي نعيشها.‏

الضعف يولد استجداء الشفقة‏

سامي سائق تكسي وهو اب لطفلين، يعيش مع زوجة لاتقبل حياة عادية إنما، كما يقال، من الطراز الرفيع في متطلباتها، عبر بقوله إن الحياة قاسية وكل شيء فيها مرتفع وهناك غلاء مستمر، لذا أشعر دائما بضغوطات نفسية كبيرة مستمرة وتوتر لكوني لا أستطيع تأمين لقمة العيش لهم، و أظهر أمام الناس وكأنني سعيد وأعيش رفاهية مطلقة وأنني بأحسن حالاتي لانني اعتبر أن ما هو غير ذلك ضعف ويتطلب الشفقة من الآخرين، ما يولد الشعور بالمذلة، وأعمل على أن نظهر أمام الآخرين أننا زوجان مثاليان والعكس صحيح.‏

ام وليد أوضحت انها دائمة الخلاف مع زوجها ولا يتفقان مطلقا على الرغم انهما متزوجان منذ عشرين عاما حتى بات اي نقاش بينهما محتداً دوما لكن امام الاخرين يتظاهران بسعادة مطلقة وبمحبة بعضهما البعض المفتعلة وبأنهما زوجان مثاليان يحسدهما الناظر اليهما حتى يكاد يصل الأمر إلى الغيرة من بعض الاقارب والاصدقاء على المحبة الكاذبة التي تجمعهما.‏

لعل القادم أجمل‏

وللظروف المادية القاسية معاناة من نوع آخر سمية طالبة جامعية تعيش في اتعس حالاتها ولا تكاد تجد وظيفة تعيل نفسها بها ولا يوجد سوى راتب والدتها بعد وفاة ابيها حتى توجد اشياء كثيرة لا تستطيع شراءها رغم الحاجة الماسة لها لكنها دوما مشرقة والبسمة لا تفارق محياها لكنها محطمة من الداخل لكن في المقابل لاترغب بأن يشعر احد بحزنها وألمها لان في ذلك قوة داخلية وهذه القوة تدفعها للعيش بتفاؤل وبصيص امل بان القادم اجمل رغم الظلم والقهر.‏

أروى وهي مطلقة تقول إن الحياة قست عليها ، لكنها تظهر السعادة رغم الحزن العميق في داخلها، وتضيف أن المحيط الذي تعيش فيه يحسدونها عليه ولاسيما عندما يرونها هكذا، لكن مالايعلمونه مايضمره القلب من مآس متابعة البشر دوما يرغبون باظهار الحزن الذي يجلب الشفقة واشباع فضولهم ، ولكن من رضي عاش.‏

العم ابو وليد بائع الخضار في احد الاسواق في كل مرة اراه وابتسامته لا تفارق وجهه وهو في سن الخامسة والسبعين ويعيش في فقر مدقع ومسؤول عن أحفاده الخمسة بعد استشهاد والدهم ويقول رغم اني اعيش في اتعس اوقاتي لكن ابتسامتي تعطيني الراحة متابعا أن القناعة هي الغنى وكل من يراني يستغرب حالي.‏

الناس يحبونك ضعيفا لا قويا‏

هذا ما عبر عنه حسن برأيه ويوضح أن الناس يحبون الضعيف المهزوم العابس الوجه المتذمر دوما واذا تظاهرت بالسعادة يقولون « ليس عنده لا غم ولا هم» يعيش مرتاح البال مضيفا الكل لديه همومه التي تكفيه لكن ليس محبذا ان تظهر لاحد او ان يعرف بها الآخر.‏

المشكلات ملح الحياة‏

ربيع شارك حسن بقوله إن الحياة مليئة بالمنغصات فملحها هي مشاكلنا لكن من غير الضروري ان يدري بها الناس حتى لو كنت اعيش سوداوية في داخلي نتيجة ظروف او موقف معين او صدمة نفسية لكن الحزن امام الناس بعيد عني سفر اميال فالصدمة كبيرة لكن ليس باليد حيلة.‏

سامية متزوجة حديثا لكنها تعيش في بؤس وصدمة وأمور كثيرة تغيرت تبددت وتلاشت منها ( فوالدة زوجها) التي كانت تعاملها معاملة حسنة ودلال كبير ولكن اليوم تبدل كل شيء واضحت (الكنة) الواجب عليها اتباع الاوامر رغم المعاملة السيئة من حماتها لكن بالمقابل تشعر الجميع بانها اسعد انسانة على وجه الارض بعائلة زوجها ! لانها بنظرها الشماتة تجري في عروق الكثيرين ...‏

أقنعة مزيفة‏

إظهار الحقيقة ليست عيبا فعلى الضفة الاخرى رأي مخالف حيث ترى رويدة وهي ارملة التي تعيش في فقروحالة يرثى لها ان اظهار الحزن ليس عيبا فهي لا ترغب بوضع اقنعة مزيفة مثلما يفعل الكثيرون وان تبقى على طبيعتها حتى لو شعر الاخرون بالملل والضجر من تشاؤمها لان صراحتها ووضوحها شيء مقدّس متابعة الابتسامة بهتت واضحت لالون لها بعد وفاة زوجها ومشاعر الاحباط والحزن متغلغلة في دمها.‏

خلاصة القول‏

قصص وحكايا تراودت وروت ومعظمها ان السعادة هي قناع مزيف يضطر الناس لارتدائه لكن ضمنياً القليل منا يعيشون بسعادة وراحة بال .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية