وأمي والدمع على الخدين صبابا ...
لمن أشكو المصابا .....
وجدتي طوال الليل تنشدُ العتابا ...
لمن أشكو المصابا ..
وخافقي يبكي...
قد فارق الأحبابا ...
لمن أشكو المصابا
..............
أبي صار غيابا ..
لمن أشكو المصابا ..
وبيني وبين السماء خصومة ..
سلبتْ روحَ أبي وتركتني مرتابا ...
لمن أشكو المصابا ..
ونور دربي غفا تحت أكاليل الآس ...
وصار نهاري غماما
..............
لم يمت أبي !!!!!
ولست البنت اليتيمة !!
فأنا ابنةُ الشهيدْ !
هكذا قالت عمتي ... أم الوليد ؟؟
وغيرت شهادة الميلاد للجديد
وصارَ اسمهُ على اسمِ الشهيد ..
..............
والدي الشهيد ...
زفت الريحُ إليَّ النبأ ..
قبل مجيء العسكر
حماماتنا تشجو !!
وبومُ الشؤم جاء ..
والغراب في التراب عَفرْ !!!
ومرت أمامي مئات الصور
تقول أنك في خطر ؟
نهضتُ إلى أمي ..
وجدتها لم تنم الحزينة ..
وكأنها مثلي شعرت بالريحِ تعوي وتنشرَ الخبر !!!
أمي الحزينة ...
ضمتني بعنفٍ
داعبت شعري ...
ورجت الرب ..أن ينزلَ لقلبي السكينة !
ولم تنم الحزينة ؟
..............
وجاء ذاك الفجر الحزين ...
بالباب العسكر ...
أخرج وساماً ...
فتح الدفتر سألني أين أم الشهيد ؟؟؟
قلتُ : تلك العجوز تحت الشجرة
ذات العمر المديد ...
سار بخشوع إليها .. وأنحنى مقبلاً يديها ...
همس لها ... فلطمت خديها .. وصاحت
(سكابا ويا دموع العين سكابا ..
ويا حسرتي ع سوريا وشبابا
سكابا ويا دموع العين سكابا
ولننشد لك يا أمي كل العمر العتابا
سكابا ويا دموع العين سكابا
راح الغالي وخلى الدنيا عذابا)
..............
سرقت جدتي مني الدنيا ...
نسيتُ أن أنادي العسكر
هات الوسام هات الدفتر
أنا ابنة الشهيد !!!!!!!!
والدي شهيد ..
منا الشهيد ومنا الوليد ...
ومنا الوليد ومنا الشهيد...
هنا سورية ...هنا شعب يفل الحديد .