وليس في واردهم على الإطلاق إيقاف جرائمهم بحق الشعب السوري، وإنما الاستمرار في سفك الدماء لإرواء نهمهم الإرهابي من ناحية، ومحاولة تحقيق أوهامهم بتقسيم المنطقة والهيمنة عليها عبر البوابة السورية من ناحية أخرى.
ولعل التنسيق والتعاون المستمر بين الكيان الصهيوني وبني سعود لإفشال الحوار السوري في جنيف، يعطي أكبر دلالة على المشروع الصهيو-أميركي المرسوم للمنطقة، فليس من باب المصادفة أن يتزامن اجتماع الحكومة الإسرائيلية في الجولان المحتل وتصريحات نتنياهو الاستفزازية، مع حملة السعار التي شنها إرهابيو وفد «معارضة» الرياض، وحرضوا خلالها على شن المزيد من الهجمات ضد الجيش، واستهداف الأحياء السكنية بقذائف حقدهم، وإنما تأكيد جديد على مدى الترابط العضوي بين إسرائيل و داعش والنصرة ومشتقاتهما الإرهابية أولا، ومدى تبعية معارضات الرياض كما مشغلهم السعودي للكيان الصهيوني ثانيا.
وتعليق «معارضة» الرياض مشاركتها في محادثات جنيف بالتزامن مع تصريحات نتنياهو، تكشف مجددا عملية إعادة تدوير الزوايا، التي تقوم بها الولايات المتحدة بهدف استكمال مخططاتها العدوانية ضد سورية، وتفضح حقيقة الدور الإسرائيلي الذي نجح في إيجاد قوى عميلة وخائنة تحت مسمى «معارضة معتدلة» تساعده في تعميم فكره الإرهابي، والذي ينطلق في الأساس من العقيدة الوهابية لآل سعود، ولاسيما أن وفد «معارضة الرياض» الذي يدعي أنه سوري يضم بين صفوفه متطرفين تكفيريين يعتنقون العقيدة الوهابية والتي تشكل القاعدة الأساسية للإرهاب العالمي.
من يدعون زورا وبهتانا حرصهم على الشعب السوري, عليهم في المقام الأول أن يمثلوا أنفسهم , وألا يكونوا مجرد أدوات تحركها القوى المعادية وفقا لأهوائها, وكيفما شاءت, ومتى أرادت, والطريق نحو الخروج من الأزمة واضح جلي لمن يريد أن يرى، وهو الحوار بين السوريين أنفسهم دون سواهم, ومن يرفض الحوار هو وحده من يتحمل مسؤولية ما يحصل، وفي النهاية لن يصح إلا الصحيح، فالشعب السوري هو وحده من سيقرر مستقبل بلده وليس الآخرون وأجراؤهم.