تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


المصالح النفطية الإسرائيلية وتهديد إيران

 بقلم الصحفي الإيطالي : مانليو دينوتشي
عن موقع : Voltairenet
ترجمـــــــــــة
الاثنين 19-3-2012
ترجمة: دلال ابراهيم

يتنافس حالياً مشروعان رئيسيان لخطوط أنابيب الغاز من أجل تزويد كل من الباكستان والهند والصين في المستقبل بالغاز والنفط . أحد هذه الخطوط ينطلق من إيران , بينما يعتمد الخط الثاني على الاحتياطي التركماني

وهو الذي تشجع عليه مجموعة إسرائيلية وتدعمه وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون . ووفق ما يراه الكاتب والصحفي الإيطالي مانليو دينوتشي فإن الضربة العسكرية ضد إيران تتيح الفرصة لعرقلة تنفيذ المشروع الإيراني , والذي يتفوق بميزاته على مشروع خط الأنابيب التركمانستاني . والسؤال هو معرفة ما إن كان القادة الأميركيون لا زالوا يعملون وفق تلك الإستراتيجية كما تشير المواقف المعلنة الأخيرة لوزير الدفاع الأميركية ليون بانييتا.‏

وفي هذا الصدد , وعلى الساحة في واشنطن وتحت أضواء وسائل الإعلام العالمية يخطب الرئيس باراك اوباما قائلاً « بصفتي رئيساً وقائداً عاماً أفضل السلام على الحرب « ولكنه يضيف قائلاً « إن أمن إسرائيل هو أمر مقدس « وحول سعيه في منع إيران من امتلاك السلاح النووي يقول « لن نتردد في استخدام القوة , بما في ذلك جميع مكونات القوة الأميركية «‏

أي بما فيها القوة النووية . كلام صادر عن رئيس حصل على جائزة نوبل للسلام . وهذا هو السيناريو . ولكي نعرف ما هو عليه الواقع , لا بد لنا من الدخول إلى الكواليس . وهنا نجد أن إسرائيل هي التي تترأس الحملة المعادية لإيران , علاوة على أنها الدولة الوحيدة في المنطقة التي تمتلك سلاحاً نووياً , وعلى العكس من إيران , ترفض تل أبيب التوقيع على معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية . كما ونجد الولايات المتحدة , الدولة الأقوى عسكرياً , والتي لا تسمح لها مصالحها السياسية والاقتصادية والإستراتيجية خروج أي دولة في منطقة الشرق الأوسط ساعية إلى فرض وجودها عن نفوذها .‏

وليس من قبيل الصدفة أن تنص العقوبات التي أقرها الرئيس اوباما في تشرين الثاني المنصرم على حظر توريد المنتجات والتكنولوجيات التي من شأنها تنمية مقدرات إيران في تطوير مصادرها النفطية. وضمن هذا السياق انضم الاتحاد الأوروبي إلى الحصار المفروض الغربي ضد إيران , علماً أنه يستورد 20% من نفطه من إيران ( ومنهم 10% تقريباً لإيطالية ) بينما تستورد اليابان نفس النسبة , والتي تعتبر الآن الأحوج إلى النفط في أعقاب الكارثة النووية في فوكوشيما . وبالتالي فقد سجلت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون نجاحاً على هذا الصعيد من خلال إقناع حلفائها في تجميد وارداتهم النفطية من إيران , على الرغم من تعارض هذه المقاطعة مع مصالحهم الخاصة .‏

وعلى الرغم من ذلك , لم يجد هذا الحصار له أي نفع . حيث أكدت إسلام أباد , في تحد صريح للحظر الأميركي , في مطلع شهر آذار الجاري أنها على وشك الانتهاء من أعمال مد خط الأنابيب الذي يربط إيران بباكستان . ويبلغ طول هذا الخط 2000كم , وقد جرى الانتهاء الكامل من تنفيذ الجزء المار ضمن الأراضي الإيرانية , ومن المتوقع الانتهاء من تنفيذ الجزء الثاني المار ضمن الأراضي الباكستانية لغاية مطلع عام 2014 . ومن الممكن , فيما بعد مده مسافة 600 كم في فرعه إلى الهند . وقد أعربت روسيا عن مصالحها في المشاركة في المشروع الذي تبلغ تكلفته 1.2 مليار دولار . وفي تلك الأثناء وقعت الصين , التي تستورد 20% من النفط الإيراني , في شهر شباط المنصرم على عقد مع طهران , يقضي بزيادة وارداتها إلى نصف مليون برميل يومياً عن عام 2012 . وكذلك الأمر بالنسبة للباكستان التي ستزيد وارداتها من النفط الإيراني .‏

ومن جهتها , عملت وزيرة الخارجية الأميركية , على زيادة ضغوطها على إسلام أباد عبر استخدامها العصا والجزرة . من جهة تهدد بفرض عقوبات , ومن جهة أخرى تقدم مليون دولار لتوفير متطلبات الطاقة الباكستانية . بغي عدولها عن مشروع مد خط النفط الذي يربطها مع إيران , وتبنيها خط أنابيب نفط يربط بين تركمانستان – أفغانستان _ الباكستان – الهند . وهو الخط الذي تدعمه واشنطن , وتبلغ تكلفته 8 مليار دولار , أي أكثر من ضعف المبلغ الذي كان مقرراً في الأصل .‏

ونستنتج أن الدافع الرئيسي في واشنطن لأي حشد ومسعى يبقى محركه المصالح الإستراتيجية . وتجدر الإشارة إلى أن مجموعة ميرهاف الإسرائيلية هي المسيطرة على الجزء الأكبر من مصادر الغاز في تركمانستان, ويقود هذه المجموعة يوسف مايمان , عنصر الموساد الذي يعتبر من أكثر الأشخاص نفوذاً في إسرائيل . ولكن التأخير الذي طرأ على تنفيذ خط أنابيب النفط المارة عبر أفغانستان من محافظة هيرات ( حيث تتمركز القوات الإيطالية ) وأيضاً من محافظة قندهار , جعل خط أنابيب إيران – الباكستان يكسب ميزة عليه ويمضي قدماً في تنفيذه . إلا في حال تم قلب الأوراق من خلال حرب تشنها القوى الغربية ضد إيران . حتى ولو كان الرئيس اوباما « يفضل السلام » .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية