فلم يعد من مهمة لهذه الجامعة سوى تشريع التدخل العسكري وتحريض العالم على سورية خصوصا بعد تسليم قيادتها للمتصهين حمد بن جاسم آل ثاني تجلى ذلك بوضوح من خلال تعاطي الجامعة العربية مع الأزمة السورية وتساوقها مع المخطط الأجنبي تحت ذريعة الحرص على حياة السوريين وحقهم في الديمقراطية التي تعتبرها السعودية ومشيخات الخليج كفرا في بلادهم فالملك او الامير هو من يعين المجالس البلدية وهو من يقيل متسلحا بعدم جواز خروج الرعية على الحاكم حتى لو كان ظالما مستقوياً بالوجود الاميركي الذي يحتل بلاده عن القواعد والعمالة والارتباطات الخيانية مقابل البقاء في الحكم ومواصلة سرقة اموال الشعب الجامعة العربية باتت مكتباً ملحقاً بالخارجية الاميركية تقرر لها عملها وما ينبغي القيام به لجلد الذات وضرب التضامن العربي وإقامة الحكومات وإسقاط الانظمة واستبدالها بأنظمة تكسب رضا الاميركي والاسرائيلي وتكون متجانسة على الاقل في سياستها الخارجية منسجمة مع انظمة الخليج الفاسدة والمرتهنة للخارج .
من يتابع انجازات الجامعة العربية منذ نشأتها وحتى اليوم لن يجد في سجلها موقفا مشرفا بدأ من فلسطين مرورا بالعراق وليبيا وصولا الى سورية حيث تشارك في سفك الدم السوري بكل وقاحة .
وقد سجلت هذه الجامعة المسماة عربية ( سابقة خطيرة) في تاريخها من خلال العمل على استدعاء التدخل العسكري الاميركي في العراق وأمنت الغطاء العربي لغزوه وتدمير جيشه وبناه التحتية وقتل وتشريد الملايين من ابنائه داخل البلاد وخارجها وما زالت حتى هذه اللحظة تتآمر عليه رغم الانسحاب الاميركي منه لم تكتف هذه الجامعة بما اقدمت عليه فشاركت بقلب نظام الحكم في ليبيا بالقوة العسكرية بالتعاون والتنسيق مع حلف الاطلسي وهي تحاول اليوم تكرار التجربة في سورية واستصدار قرار من مجلس الامن يبيح ضرب سورية واحتلالها بعد ان جاء امر العمليات من واشنطن هل تريد الجامعة العربية المختطفة من قبل السعودية وقطر ومشيخات النفط حروبا عربية عربية مقنعة تحت مزاعم قوات عربية في سورية لحفظ السلام والتي يحاربونها نيابة عن اسرائيل وهل يضمنون بقاء عروشهم وكروشهم بعيدا عن الاعمال الارهابية التي يغذونها بالمال ويمدونها بالسلاح ويدعمونها بالإعلام المزيف والكاذب اذا ما خرج الوضع عن السيطرة .
الجامعة لم تعد عربية بعد اخراج منها وبعد معاقبة شعبها وتجويعه واجازة التدخل الاجنبي في شؤونه بدلا من التوقف عن دعم المسلحين حقنا للدماء والارواح .
قرارات الجامعة العربية باتت منسجمة مع الرؤية الاسرائيلية والتوجه الاسرائيلي الذي لم يستطع إخفاء سعادته والتي جاءت على لسان اكثر من مسؤول صهيوني معتبرين خطوات الجامعة العدائية ضد سورية منسجمة مع الاهداف الاسرائيلية ما يسمى ( ربيعا عربيا ) ليس سوى الاسم البديل للفوضى الخلاقة التي بشرتنا بها كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الأميركية السابقة الهادفة الى ايصال حكام لا يمتلكون رؤى استراتيجية ولا خطة عمل ولا نظرة للمستقبل لأن المطلوب اشغال الناس بقضاياهم الداخلية ومشاكلهم الاقتصادية والسياسية وزرع الفتنة بين ابناء الوطن الواحد ليقاتلوا بعضهم بعضا تحت راية الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان التي هي مطلب حق يراد بها باطل
انها الفوضى التي تؤدي الى تفتيت البلدان وتقسيمها لصالح العدو الصهيوني حتى لا يكون للشعوب العربية اي دور في القضايا الجوهرية وعلى رأسها القضية الفلسطينية
ما يجري في سورية اليوم هو نتيجة لهذه الفوضى الخلاقة التي توعدت بها رايس في الامس وها هي خليفتها هيلاري كلينتون تنفذها اليوم بجامعة الجامعة العربية بالتعاون مع بعض العملاء المأجورين من الحكام العرب خدمة لإسرائيل التي ما زالت تعيث فسادا في الارض منذ تأسيسها في العام 1948 وحتى اليوم .
اسرائيل التي تنشط اليوم في الفوضى الخلاقة تروج لمقولة الوطن البديل وتعمل على هدم المسجد الاقصى وتحرص على ضرب المنشآت النووية الايرانية وعلى تدمير سورية من الداخل عبر الفتن والحروب بين ابناء الشعب الواحد .
الفوضى الخلاقة لها مقومات وأدوات كثيرة باتت مكشوفة في بلادنا كاعتمادها على الخلافات العربيةالعربية والتي تحاول التدخل من خلال زبائنها وجواسيسها المنتشرين في كل البلدان العالم العربي خصوصا في بلدان اتفاقيات كامب ديفد ووادي عربة واوسلو تلك الاتفاقيات التي اتاحت لهم الفرص الكافية والآمنة للتدخل كيفما يشاؤون من اسرائيل الى اي بلد اخر وبالعكس وخصوصا أن معظمهم يحملون جوازات سفر مزدوجة تتيح لهم التنقل بحرية والعبث في اي قطر عربي كما حدث في العراق وكما يحدث الان في سورية
بالفوضى الخلاقة تستطيع اسرائيل الوصول الى اهدافها القائمة على استبدال الدول الحالية بدويلات اصغر تتسم باحادية الطابع العرقي وتحييد هذه الدويلات يجعل كل واحدة منها ضد الأخرى على نحو مستمر ما يعني تدمير الدول القائمة من اجل انشاء كيانات ضعيفة يسهل توجيهها والتلاعب بثرواتها ومقدراتها وهو ما يحصل تماماً في مشيخات الخليج وانظمتها المهترئة والتي لم يشهد لها التاريخ انها احترمت شعوبها واحترمت الديمقراطية فكيف لها الدفاع عن الديمقراطية وحقوق الانسان في سورية ؟