توهموا أنهم بإرهابهم الأعمى سيسقطون سورية..نسوا أن فيها شعباً أبياً يرفض الخنوع والركوع مهما اشتدت الملمات..شعباً مؤمناً بأن الغزاة والمتآمرين حتى وإن مروا إلا أنه محال عليهم إلا أن يكونوا عابرين..فسورية وطننا،أرضنا،أرض الأجداد والأباء والأحفاد..لن نساوم أو نسمح لخائن أن يدنس ترابها الطاهر حتى لو بذلنا الغالي والنفيس.
التفجيران الإجراميان اللذان استهدف العاصمة دمشق لم يكونا بداية حكاية الحرب الكونية المفضوحة على سورية وكذلك لن يكونا نهايتها لطالما أصر السوريون على مواصلة مسيرة الإصلاح والحوار ولطالما أصرت قوى الشر على تدمير سورية وسحق إرادة شعبها الصامد ولذلك فإنها لن توفر فرصة ولا وسيلة قذرة ولن تتوانى عن ارتكاب أي حماقة حتى وإن كان الإفلاس والإخفاق مآلها.
تفجيران وضحايا مدنيون وعسكريون بالعشرات..البعض العربي والغربي غاص في سبات عميق وكأن المشهد لا يعنيه والبعض الآخر أثلجت صدره مناظر الدم والخراب فهذه مخططاته وهذه إنجازات أدواته الرخيصة..ولعل الأفظع من ذلك كله أننا لم نسمع صوتاً يدين أو يطالب باجتماع للجامعة العربية أو لمجلس الأمن لتجريم العصابات المسلحة وردعها عن ما تقترفه من أهوال لأنها وببساطة بيادق صنعتها أيدي البترودولار وجندتها لتعيث شراً على امتداد ساحات الوطن وباتت تحركها كيفما تشاء.
ولكن ما جرى ويجري يؤكد أن الأزمة قاب قوسين أو أدنى توشك على نهايتها حيث أن خيبات الأمل والصفعات المتلاحقة التي تلقفها الغرب وأعوانه أججت من سُعاره وعدوانه على السوريين،فسورية حكاية قديمة جديدة راسخة..رغم إرهابهم تُولد من جديد..فبدماء أبنائها تُزهر وبتضحياتهم تُورق مجدداً..وبعزيمتهم ستنتصر على كل المؤامرات.