وفجأة التفتت السيدة إليه، وقالت: «لا بد أنك تشعر بتعب شديد يا سيدي؟»، ونظر الرجل إليها بعينين متعبتين، ثم هز رأسه في هدوء مؤيداً!
وعادت السيدة تقول: «إذاً، فما عليك إلا أن تعود فوراً إلى غرفتك، وتتناول كأساً من الليمونادة الساخنة مع قرصين من الإسبرين، ثم ترقد في فراشك، وتغطي جسمك بأكبر عدد ممكن من البطاطين الصوفية.. سوف تشعر بالعرق يتصبب من جسمك، وعندئذ فقط سوف تتخلص من البرد!».
وسكتت السيدة قليلاً، ثم أردفت: «إنني أعني ما أقول، فأنا أدرى بمصلحتك منك، وما عليك الآن إلا أن تفعل ما أشرت به عليك».
ويبدو أنها تذكرت شيئاً، فعادت تقول: «نسيت أن أقدم لك نفسي، أنا بيلي بيرك، ممثلة الكوميديا الشهيرة في هوليوود!».
وهنا نظرت إلى الرجل المريض فوجدته يبتسم ابتسامة عريضة، ثم ما لبث أن ترك مقعده، ونهض واقفاً، ومدّ إليها يده مصافحاً، وقال: «أشكرك يا سيدتي، أما أنا فأدعى الدكتور مايو صاحب مستشفى مايو (المستشفى العالمي الشهير)! وسوف أنفذ ما نصحتني به فوراً، بشرط أن تقبلي العمل معي في المستشفى، وسأدفع لك ثلاثة أضعاف دخلك في التمثيل!».
وقبلت السيدة بيلي بيرك هذا العرض المغري، وجاءت لتعمل في المستشفى.. يقول الدكتور مايو: «لقد كانت السيدة بيلي أول وأحسن ممرضة لم تتعلم فن التمريض، فقد كانت تعرف كيف تنتزع الضحكات من قلوب المرضى..»
إن الضحك خير دواء.. فالقوة العلاجية للفكاهة والضحك يمكن أن تقلص من درجات الألم، وتحسن أداء جهاز المناعة وتبدد التوتر العصبي.. لذلك باشر المرشدون الصحيون في الولايات المتحدة الأميركية وصف الضحك كمنشط لمرضاهم. وقد بدأت برامج التمريض الضاحك تغزو المستشفيات، وبعضها يعرض الأشرطة المسلية والفكاهية على شاشات التلفزيون داخل غرف المرضى، وبعض المستشفيات يلقن الممرضات الطرائف والنوادر لروايتها على المرضى يومياً.