أفلام لا تموت ..
مشاكسات سينمائية الاثنين 19-3-2012 فؤاد مسعد مما لا شك فيه أن الفن السابع وجد في الأعمال الأدبية بستاناً خصباً مليئاً بالعوالم الخصبة الغنية, وبالحيوات والتفاصيل والأفكار والأحداث والشخصيات والخيال ..
لا بل الكثير من الروايات العالمية تم اقتباسها وإنتاجها للسينما أكثر من مرة وببطولة نجوم عالميين ، ومنها رواية الكاتبة شارلوت برونتي (جين اير) التي قدمت للسينما اثنتين وأربعين مرة ، ورواية إرنست همنغواي (الشيخ والبحر) ، ورواية ليو تولستوي (آنا كارنينا) .. هي روايات دخلت سجل الخلود عبر أفلام لا تموت ، تحمل قيمتها من خلال عدة عوامل لعل النهل من الأدب أبرزها ، إلا أن هذا النهل دائماً ما كان يثير الجدل ويحرض على الأسئلة التي من الصعب إيجاد جواب شافٍ لها خاصة فيما يتعلق بمعادلة الأمانة والخيانة للنص الأدبي ، والأسئلة التي تُثار تكون من نوع ، أيهما جاء أكثر أهمية الأصل الأدبي أم الفيلم ؟ هل قدم الفيلم رؤيا جديدة وأكثر تطوراً عن الرواية ؟ هل شوهها أم زادها غناً ؟ ما السر الكامن وراء نجاح الكثير من هذه الأفلام وتحولها إلى تحف سينمائية ؟ إلى أي مدى يمكن اعتبار الرواية البستان الخصب للسينما ؟ وهل اللجوء للرواية يعكس شح الأفكار لدى الكتاب أم يعكس غنى الرواية ومدى إغرائها ؟..
هي تساؤلات تنتمي الإجابة عليها إلى أكثر من مدرسة سينمائية ، إذ يعود الإشكال إلى الانتقال من جنس فني إلى جنس فني آخر ، ولكن يبقى الجزء الهام في الموضوع تلك الصلة الحميمة بين الرواية والفن السابع خاصة عندما يُترجم على الشاشة الكبيرة من الرواية روحها وقراءة ما بين سطورها لتتحول إلى محرّض للدخول في عوالمها ونبض شخصياتها وحميمية أماكنها ومفاصل أحداثها . وربما كانت التظاهرة التي أقيمت مؤخراً (الأدب في السينما) وعرضت أفلامها في صالة الكندي بدمشق فرصة لتتبع مجموعة من أهم الأفلام التي تندرج ضمن هذا الإطار والتي تنتمي إلى مدارس سينمائية متنوعة ، ويضاف إليها التوجه الذي سار عليه إنتاج مؤسسة السينما لفترة من خلال تحويل عدد من روايات أدباء سوريين هامين إلى أفلام سينمائية.
|