تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


لورا أبو أسعد : السينما ابداع وثروة وطنية يجب أن نستثمرها

سينما
الاثنين 19-3-2012
على الرغم من الحجج التي قد يسوقها البعض اليوم لتبرير انكفائهم عن ساحة الإنتاج السينمائية ، إلا أنها آثرت أن تدخل التجربة من خلال إنتاج مشترك مع المؤسسة العامة للسينما في فيلم (صديقي الأخير) للمخرج جود سعيد

وبذلك تحقق مشاركة على صعيد الإنتاج عبر شركة فردوس للإنتاج الفني ، وعلى صعيد التمثيل عبر تأديتها لدور سارة بكل ما تحمل من خصوصية ، إنها الفنانة لورا أبو أسعد التي وجدت في الفيلم الجديد تجربة محسوبة النتائج تستحق الخوض في غمارها ، كما شكلت فرصة لتعود وتقف أمام الكاميرا بعد غياب عامين عن التمثيل .. عن جديدها في الفيلم وما يميز مشاركتها فيه ، وحول شؤون فنية أخرى ، كان لنا معها هذا اللقاء :‏

ـ كيف يمكن فهم الإصرار غير العادي لدى سارة (الشخصية التي تؤدينها في الفيلم) في متابعة قضية حبيبها خالد رغم انتحاره ؟‏

الدكتور خالد شخص استثنائي وكل من عرفه تعلق به وازداد هذا التعلق بموته الغامض ، وبما أن سارة إنسانة عنيدة وتسعى لإظهار الحق بات لديها إصرار أكبر لتفهم سبب موته بهذه الطريقة ، كما أن التفاصيل التي بدأت تتكشف بعد انتحاره جعلتها تتعلق به بشكل أكبر ، أضف إلى ذلك الطفلة التي تركها لها والتي تشعر بها وكأنها ابنتها فباتت تشكل لها الفسحة الوحيدة التي تجعلها تشعر بعاطفتها وأمومتها ، لأنها في المجتمع هي امرأة حديدية .‏

ـ قال المخرج جود سعيد إنه (طالت فترة إقناعك بالدور) .. فلماذا ؟ أهي خشيتك من القول انك شاركت في الإنتاج فمثلت في الفيلم ؟‏

فعلت ذلك كي أتحاشى السؤال الذي سُئِلته كثيراً حول المشاركة في الإنتاج وفي التمثيل ، فشعرت بداية بالحساسية تجاه هذا الموضوع ، ولكن الدور الجميل والنص القوي جعلاني أقتنع ، وقلت في نفسي فليقولوا ما يشاؤون ، سأجسد الشخصية خاصة أنه مرت علي سنتان دون أن أمثل ، وقد شعرت بالسعادة لأن عودتي إلى التمثيل كانت عبر فيلم سينمائي متميز .‏

ـ أكثر من تصريح صدر يؤكد على جماهيرية الفيلم ، فما شروط ومقومات الفيلم الجماهيري ؟‏

ينبغي على الفيلم الجماهيري أن يكون قريباً من الناس ، يحبونه ويتفاعلون معه ، ولكن للأسف لم نعد ننتج إلا أفلام المهرجانات !.. ونطمح أن يكون (صديقي الأخير) فيلماً جماهيرياً ليس فقط في سورية وإنما أن يُفتح له شباك العرض ، بمعنى إن وضع في امتحان شباك التذاكر سيكون له جمهور لأن نص الفيلم غني ومتنوع يدخل إلى تفاصيل حياتنا التي تشبه تفاصيل حياة كل إنسان عربي فهو لم يغرق بالخصوصية السورية وإنما تناول قضايا يمكن أن يتعرض لها أي مجتمع في العالم ، وهناك كركترات مختلفة ومتنوعة للممثلين. وفيه كوميديا على قدر ما فيه مواقف تراجيدية ومؤلمة .‏

ـ في لقاء سابق قلت (الرهان على شباك التذاكر) ، فهل مقياس نجاح الفيلم جماهيريته ؟ .. وإن كان كذلك فأفلام اللمبي في فترة كانت الأكثر جماهيرية ؟‏

نظلم الجمهور عندما نقول ذلك ، والدليل أن فيلم (وهلأ لوين) حقق جماهيرية كبيرة والشباب الصغار الذين يذهبون إلى سينما سيتي ليروا الأفلام الأميركية السخيفة هم أنفسهم من شاهدوا هذا الفيلم أكثر من مرة . وبالتالي المتلقي مهما قدمت له سيشاهد ، وأفلام اللمبي كانت للتنفيس .‏

ـ بعد أن قدم القطاع الخاص مجموعة من الأفلام فجأة انكفأ للخلف ، ولكن بالوقت ذاته نعود لنرى أن هناك شركة في القطاع الخاص تخوض ميدان الشراكة عبر الإنتاج السينمائي .. فما رهانك ؟‏

الحصة الأكبر من الإنتاج لمؤسسة السينما ونحن شركاء بالعمليات الفنية والتوزيع ، وأعتقد أن نص الفيلم يستحق هذه المغامرة . فينبغي أن تعود السينما لسورية ، خاصة أننا نملك كافة الامكانيات والمؤهلات لنكون بلداً رائداً ليس فقط في التلفزيون وإنما في السينما أيضاً ، فعندما كنا ننجز أعمالاً سينمائية ومسرحية لم يكن من حولنا أحد يقدم شيئاً.‏

وهنا أقول لرأس المال : يكفيك جبناً واختباء فلتظهر على الساحة وتقدم أعمالك ، وبالطبع مما لا شك فيه أنه لن تكون الفوائد من المرة الأولى فوائد مادية ولكن الفائدة المعنوية هامة جداً لأنه ينبغي أن تعود السينما فهي واحدة من ثروات البلد شأنها شأن النفط والذهب والزراعة والصناعة . فعندما يكون لديك كل المواد الأولية ينبغي أن تتعاطى مع الموضوع من هذا المنظار .‏

ـ هل المشاركة في إنتاج فيلم يعتبر مجرد تجربة للشركة أم أنه سيشكل مقياساً تقيّمون من خلاله موضوع دخول الشركة ميدان الإنتاج السينمائي بشكل أوسع وأكثر جرأة ؟‏

أتوقع أن هذا الفيلم سيجعل القطاع الخاص يعود ويدخل بقوة في الحقل السينمائي ، إن كان عبر الإنتاج أو الشراكة مع مؤسسة السينما ، لكن المسألة تتطلب نصاً جيداً ومخرجاً جيداً .‏

ـ سبق وعبرت عن أهمية إدارة الفنان لشركات الإنتاج ، فهل استطاع هؤلاء الفنانون تكريس حالة إنتاجية مختلفة عبر عادات وتقاليد مغايرة للسائد فيما قدموا ؟‏

ليس لهذه الدرجة ، ولكن يبقى تعاملهم أفضل فحتى الآن لم أر أي فنان أساء معاملة الممثلين أو بخس عليهم بالأجور أو انتقى نصاً سيئاً جداً ، قد تجد استثناءات صغيرة ولكن عندما نقرأ تجاربهم تجد أنها جيدة بالعموم . ولكن مسألة ترسيخ العادات والتقاليد تحتاج إلى قرار جماعي من جميع الشركات الانتاجية .‏

ـ لكن ما ترسخ من عادات وتقاليد إنتاجية ألم يكن هو المأمول ؟‏

لا .. فحتى الآن غير معروف من هو رأس الهرم في هذه العملية ، مرة يكون المخرج وأخرى الممثل أو المنتج ومرة يكون مدير الإنتاج . في حين أنه من المنطقي أن يكون المنتج هو رأس الهرم تحديداً في التلفزيون ، لأنه هو من يعرف أين سيبيع ، بينما في السينما فغالباً يكون المخرج هو رأس الهرم .‏

كما أن فكرة حضور نجم المسلسل في ثلاثة أو أربعة مسلسلات هو أمر غير موجود إلا عندنا وقليلاً في الخليج فقط ، والأدوار الثانية تخضع للأمر نفسه أيضاً ، لا بل المفارقة أيضاً أن يكون للمخرج مسلسلان أو ثلاثة في العام ومع الممثلين والفنيين ذاتهم من إضاءة وصوت !.. وكأن المخرج ينافس نفسه ، وأرى أن الأمر أصبح أشبه (بمعمل جرابات) وليس إنتاج دراما وإبداع ، قد يُقال أن التلفزيون تجاري وسريع أكثر .. ولكن ليس لهذه الدرجة ، وبالتالي أين التقاليد هنا ؟..‏

ـ هناك من يقول إن شركات سورية تعتمد الدبلجة زاداً لها نقلت نشاطها إلى خارج سورية ، فما مدى صحة هذا الكلام ؟‏

لا تصدق هذا الكلام ، فهناك من تخيلوا هذه المشكلة ونشروا عنها ، ولكن 75% من الشركات السورية الفنية وغير الفنية لديها تراخيص في دول أخرى ، وهذا أمر تقليدي وروتيني و ليس بجديد .‏

fmassad@scs-net.org

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية