تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


حكومــــة أردوغــان تحوّل تركيــا إلى أداة لتنفيــــذ مشــاريـــــع الغرب

سانا - الثورة
الصفحة الاولى
الاثنين 19-3-2012
في الوقت الذي تواصل فيه حكومة حزب العدالة والتنمية التركية سياساتها العدائية ضد سورية لخدمة مصالح واشنطن وإسرائيل وعواصم الاستعمار القديم المعروفة بعدائها للشعوب الحرة المستقلة

تؤكد شرائح الشعب التركي والأقلام التركية الشريفة رفضها لهذه السياسات التي تضر بالشعبين السوري والتركي وتدعم الإرهاب وتنتهك المبادئ الدبلوماسية والقوانين الدولية وعلاقات الجوار ومبادئ الإسلام.‏

التصريحات الصادرة عن حكومة أردوغان والتي تزداد حدة عدائيتها للشعب السوري في أعقاب كل لقاء تركي أمريكي تؤكد بشكل قاطع أن هذه الحكومة هي مجرد بيدق وبوق وأداة بيد واشنطن لتنفيذ سياستها الاستعمارية الرامية لتفتيت المنطقة وتقويض استقرارها وهو ما ظهر بوضوح في تصريحات أردوغان العدائية الأخيرة وسحب سفيره من سورية في خطوة تحاكي الخطوات التي اتخذتها واشنطن ومشيخات الخليج في وقت سابق وذلك بعد يوم واحد من مباحثات أجراها مع ديفيد بترايوس مدير المخابرات المركزية الأمريكية سي أي ايه الأمر الذي لاقى استنكارا من مختلف أطياف الشعب والمعارضة التركية حيث دعا كمال كليجدار أوغلو زعيم حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض أردوغان إلى الكف عن وضع البلاد كأداة لتنفيذ خطط ومشاريع القوى والدول الغربية الاستعمارية.‏

وإذا كان من المسلم به أن تكثيف زيارات المسؤولين الأمريكيين إلى أنقرة وفي مقدمتها زيارات رؤساء ال سي أي ايه ترمي إلى إعطاء أوامر جديدة لحكومة أردوغان في العدوان الذي تتعرض له سورية فإن الكاتب صباح الدين أونكيبار يرى أن زيارات المسؤولين الأمريكيين ترمي إلى خلق المشاكل لتركيا وشعبها الذي يرتبط بالشعب السوري بعلاقات تاريخية ومتجذرة إضافة إلى تحويل تركيا إلى إدارة مطيعة لتنفيذ المخططات الأمريكية الرامية إلى تغيير خريطة الشرق الأوسط وتحويل الجيش التركي إلى أداة بيد واشنطن، في حين رأى الصحفي التركي ارسلان بولوت في مقال له تحت بعنوان تركيا ترتكب جريمة بتدخلها في شؤون سورية الداخلية أن تركيا أصبحت في عهد حكومة أردوغان الناطقة الرسمية لسياسات الولايات المتحدة وورطت عناصرها الأمنية بهذه الجريمة من خلال تدريب مرتزقة من جنسيات مختلفة قبل إرسالهم لتنفيذ عمليات قتل وتخريب في الأراضي السورية.‏

بدوره تساءل الكاتب التركي احمد تاكان في مقال له نشرته صحيفة يني تشاغ التركية عن المبررات التي يمكن أن تقدمها حكومة أردوغان حول إنفاقها من ميزانية الدولة لتكاليف إقامة ليبيين وسوريين في أفخم فنادق أنقرة والذين يزيد عددهم على 13 ألفا بحسب تقرير لجنة حقوق الإنسان في مجلس الأمة التركي وذلك بالتزامن مع عشرات التقارير التي تتحدث عن تشكيل واشنطن وإسرائيل وعواصم الغرب الاستعماري لمعسكرات تجنيد وتدريب مرتزقة ومجرمين دوليين بتمويل خليجي على الأراضي التركية.‏

وحكومة أردوغان التي حولت تركيا إلى دولة أزمة في المنطقة وتنصلت من تعهداتها للشعب التركي بتصفير المشاكل مع الجيران دفعت العديد من الصحفيين والكتاب الأتراك إلى التساؤل عن سر هذا الانقلاب الخطير في السياسة التركية لدرجة الإضرار بمصالح الأتراك وانتهاك الدستور حيث أكد التركي باريش دوستر في مقال نشره موقع ايلك كورشون أن حكومة أردوغان تحولت إلى أداة تضر بمصالح شعبها لخدمة المصالح الأمريكية وتنتهك الدستور التركي الذي يعتبر التدخل في صراعات الدول الداخلية جريمة يعاقب عليها إضافة إلى انتهاك المبادئ الدبلوماسية والقوانين الدولية وعلاقات الجوار ومبادئ الإسلام ومفهوم السياسة الخارجية التركية التي أصبحت لا تحترم سيادة وحرية الدول الأخرى ولا تحافظ على وحدة أراضيها الأمر الذي يؤكد أنها أصبحت فعليا أداة بيد المراكز الامبريالية لتحقق مخططاتهم.‏

ويرى مختصون بالقانون الدولي أن حكومة حزب العدالة والتنمية تنتهك القوانين الدولية من خلال تدريبها للمعارضة السورية المسلحة وفي هذا السياق يتساءل الصحفي التركي شاهين منكوان:‏

ألا تعتبر القوات المسلحة التي تسمى بالقوى المعارضة ويتم تدريبها في تركيا منظمة إرهابية بالنسبة لسورية ولاسيما إنها تقوم بأعمال إرهابية ضد الشعب السوري مؤكدا أن تركيا ليس لها أي مصلحة حيوية في تغيير النظام العلماني في سورية وأنها تتصرف بحسب أوامر إسرائيل وواشنطن والسعودية التي تريد تحقيق مصالحها الحيوية في المنطقة لإيصال الإخوان المسلمين والتيارات الإسلامية المتشددة إلى الحكم كما حدث في دول عربية أخرى.‏

وفي المحصلة يرى المراقبون أن سياسة حكومة حزب العدالة والتنمية المعادية لسورية وما فرضته من عقوبات وإجراءات أضرت بمختلف فئات الشعبين السوري والتركي لا يمكن أن تنال من العلاقات الوطيدة والتاريخية المتجذرة بين شعبي البلدين وهذا ما ظهر جليا في الأصوات التركية المعارضة للسياسات التركية ضد سورية.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية