حتى يمكننا القول إن تعطل الفرد القادر عن العمل بسبب عدم توافر فرص العمل للمؤهلين له هي مأساة اجتماعية واقتصادية وأخلاقية وفعلها يؤثر في شخصية الفرد العاطل وأسرته ومن ثم النسيج الاجتماعي العام ومستوى العلاقة بين الدولة والمجتمع.
لن نعود هنا الى الاحصاءات أو الى وصف وتعداد الآثار السلبية للبطالة، ولكن نريد دائما التفكير بالحلول خاصة مع ارتفاع عدد العاطلين مع الأزمة التي عصفت ببلادنا،صحيح أن الحكومات تتحمل جزءاكبيرامن المسؤولية عن انتشار البطالة والمطلوب تخطي هذه المرحلة واستدراك الوقت، فالبطالة دلالة واضحة على الأداء الاقتصادي للدولة ولكن تحتاج إلى خطوات فعالة وسريعة لحل هذه المشكلة المتفاقمة.
إن الاعلان عن التوظيف في مؤسسات الدولة هنا، أو التشجيع على ريادة الأعمال والاقراض هناك لايوفر حلا، لذلك يجب تشكيل فريق عمل يعمل بجد وإخلاص من أجل مصلحة الوطن وإيجاد الحلول الممكنة والمتاحة لأن لا حلول سحرية للبطالة إلا البدء بوضع الخطط الممنهجة وأعتقد أن لدى الدولة الامكانات إذا وجد القرار باستخدامها. مع التركيز على التعليم ليكون جزءا من الحل فيأتي مناسبا لمتطلبات سوق العمل. ومن الحلول أيضاً التي طرحتها المؤتمرات والتي يتم الحديث عنها بكثرة هذه الأيام، هي إعادة هيكلة الاقتصاد لوسائل الإنتاج وتلبية الحاجات الأساسية للناس خارج نطاق الربح الرأسمالي أي بناء مجتمع لا يكون في نجاح الأقلية في العيش المترف على حساب عجز الأغلبية عن الوصول إلى الحد الأدنى من العيش الكريم.
linadayoub@gmail.com"