تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


المتآمرون على سورية ... وآمالهم الضائعة

شؤون سياسية
الثلاثاء 20-3-2012
محمد عبد الكريم مصطفى

منذ بداية الأزمة في سورية ، وحتى اليوم لم توفر القوى المعادية لسورية ولخطها المقاوم أية وسيلة من وسائل الخداع والكذب إلا واستخدمتها إضافة إلى الدعم اللامحدود الذي قدمته للمجموعات الإرهابية ابتداءً من الأسلحة المتطورة وصولا إلى مقاتلي القاعدة ومدربيهم من الدول المتشدقة بدعم الحرية ،

وصلت معها جرائمهم الوحشية إلى كل بيت في أرجاء الوطن ، والتي شارك بها - للأسف الشديد – من يدّعون أنهم ينتمون إلى أمة العرب وهي منهم براء ، إلى أن وصلت بهم الوقاحة للإعلان عن دعم المجموعات الإرهابية بالسلاح والمال علانية متناسين الحكمة القائلة : “ وإذا ارتكبتم المعاصي فاستتروا “! وبدون أدنى درجات الخجل أعلنوا مشاركتهم بسفك الدم السوري من على المنابر العربية والدولية عبر تأجيج الحرب الإرهابية على سورية وتصويرها على أنها أزمة داخلية سببها حراك شعبي ناتج عن تقصير إدارات الدولة ومؤسساتها بمستوياتهم المختلفة في أداء واجباتهم تجاه المواطنين ، في محاولة مكشوفة لاستبعاد عنصر المؤامرة الذي أُعد بخبث لتحميله على موجة ما يُسمى«بالربيع العربي» مستغلين بذلك مُتناقضات المجتمع وحاجاته المتباينة لتمرير ضربة من العيار الثقيل لتدمير أسس ثبات سورية البلد العربي الوحيد الذي لم يزل يؤمن بالعروبة ويُدافع عن الحقوق العربية وفي مقدمتها قضية فلسطين المحتلة ، خدمة لأعداء العروبة الأساسيين وفي مقدمتهم إسرائيل ومن يدعمها عالمياً وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأميركية ، في خطة غبية رسمتها سيدة «الفوضى الخلاقة» ونفذها غربان السعودية وقطر في محاولة يائسة لتحويل حركة التاريخ التحرري والنهضوي عن طريقها الصحيح الذي من المفترض أن تكون وجهته بكل تأكيد دولهم التي تفتقر لأدنى الحقوق الإنسانية الحضارية ، لذلك كان عليهم تسخير كل إمكانياتهم المالية والإعلامية لاستبعاد حركة الشعوب إلى المكان الآخر المناقض لهياكلهم الكرتونية من خلال الحرب الإعلامية الكبرى التي سخروا لها أكثر من نصف وسائل الإعلام العالمية في حرب عالمية مزيفة على سورية عبر تغيير صورة الواقع الحقيقية وفبركة الأحداث واختلاق واقع افتراضي يُلبي طموحات أعداء الشعوب المستقلة .‏

لكن آمالهم الشيطانية ضاعت وتلاشت على صخرة صمود الشعب السوري الذي ملأ الساحات السورية يوم ذكرى مرور عام على الأزمة في مسيرات دولية ضخمة عمت كافة المحافظات والمدن السورية والدول الحرة معلناً تصديه للمؤامرة بوحدته القوية الصلبة مؤيداً لمسيرة الإصلاح التي يقودها السيد الرئيس بشار الأسد وداعماً للجيش العربي السوري الباسل الذي يقف بالمرصاد في وجه كل من يُريد النيل من سيادة سورية واستقلالها ، متسلحاً بإرادة النصر التي يستمدها من عقيدته الراسخة في الذود عن تراب الوطن .‏

نجحت سورية بكل مكوناتها الوطنية بتطويق المؤامرة وتخفيف آثار الأزمة على الرغم من ضخامتها بفضل حكمة قيادتها أولاً، وصحة موقفها السياسي ودقة قراءتها للمشهد الجيوسياسي في المنطقة والعالم تُساندها بذلك قوى الخير والعدل في العالم وفي مقدمتها روسيا والصين اللتان وضعتا حداً نهائياً للمسرحية الهزلية التي تلعبها الولايات المتحدة الأميركية والدول الحليفة لها مستخدمةً الأمم المتحدة منصة للإعتداء على الدول والشعوب الفقيرة كما فعلت في ليبيا والعراق وغيرها ، مُعلنين في الوقت ذاته انتهاء حقبة القطب الواحد في قيادة العالم وإعادة التوازن للسياسة الدولية وتذكير دول الناتو التائهة بوجود قانون دولي وميثاق للأمم المتحدة على الجميع احترامهما والتقيد بهما ، وهكذا أعاد الفيتو الروسي الصيني المشترك في مجلس الأمن الدولي للشعوب الفقيرة أملها بوجود قوى مساندة للعدل والحق في العالم .‏

وما التفجيرات الإرهابية الأخيرة في مدينة دمشق إلا حالة من التعبير عن الفشل والضياع الذي تواجهه المجموعات المجرمة في الداخل وأسيادهم غربان الخليج العربي في ظل الصدر المفتوح التي تُقابل به سورية وقيادتها كل من يحمل مبادرة صادقة لحل الأزمة السورية ووقف الدم السوري التي حرصت عليه الحكومة السورية منذ اللحظات الأولى للأزمة ، ولكن مهما تماهوا في طغيانهم فإن إرادة الحسم عند السوريين تسير بوتائر عالية للقضاء على الإرهاب وحفظ أمن الوطن من جهة ، وإنجاح مسيرة الإصلاح بكل متطلباتها من جهة أخرى .‏

Email:m.a.mustafa@mail.sy

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية