و«صفقة القرن» التي أخذ الأعراب على عاتقهم مهمة تنفيذها تمحو بشكل شبه كامل دولة فلسطين، فلا سيادة للشعب الفلسطيني على أراضيه المحتلة بموجب «الصفقة»، أما حدود كيان الاحتلال فهي غير واضحة وغير محددة من أجل مزيد من احتلال الأراضي العربية، كما أن بنود تلك الصفقة المسربة ترمي إلى محاولة فرض أمر واقع جديد بشروط وفرمانات صهيوأميركية ، تشطب فلسطين التاريخية من الخريطة الجغرافية والسياسية، ليحل مكانها الكيان الصهيوني الغاصب.
وفي جديد فصول مؤامرة العصر، أكد جاريد كوشنر مستشار وصهر ترامب أن ما يسمى أمن إسرائيل يشكل أولوية في خطة البيت الأبيض لتصفية القضية الفلسطينية والمعروفة بـ»صفقة القرن».
كلام كوشنر جاء خلال استقباله في البيت الأبيض عشرات المتزعمين لأكبر منظمة مؤيدة للكيان الصهيوني في الولايات المتحدة.
ونقلت صحيفة «هآرتس» عن مصدرين حضرا اللقاء أن صهر ترامب حاول تطمين أولئك المتزعمين وتخفيف مخاوفهم بشأن «صفقة القرن» التي لا يزال الغموض يلف شقها السياسي، وجدد تأكيده على أن الخطة تأخذ في عين الاعتبار «احتياجات إسرائيل الأمنية»، وأن ما يسمى أمن إسرائيل أولوية كبرى بالنسبة للإدارة الأميركية.
هذا وألقى كل من وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، ونائب الرئيس، مايك بينس ومستشار البيت الأبيض للأمن القومي، جون بولتون، كلمة أثناء مؤتمر المنظمة السنوي الذي نظم في واشنطن في وقت سابق من الأسبوع الجاري، مشددين على وقوف واشنطن إلى جانب الكيان الصهيوني.
ويشكل أعضاء المنظمة جزءاً مهما من قاعدة ترامب السياسية، إذ كسب الرئيس الحالي في انتخابات عام 2016 أصوات 80% من الناخبين المنتمين لتلك المنظمة، ولا يزال يحظى بتأييد واسع بينهم، لاسيما في ظل سياساته الداعمة لإسرائيل.
لكن البعض منهم أبدوا في الآونة الأخيرة مخاوفهم إزاء إمكانية أن تضطر حكومة الاحتلال بموجب «صفقة القرن» إلى تقــــــــديم تنـــــازلات فيــــــما يتعلق بمــــــستوطناتها في الأراضي الفلســــــطينية المحتلة.
وكان رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو، قد وعد قبيل الانتخابات التي نظمت في نيسان الماضي بضم المستوطنات في الضفة الغربية إلى كيانه.