حيث تم احتجاز الناقلة بناءً على طلب الولايات المتحدة الأمريكية ضمن نطاق حملة التحريض العسكرية وعملية التخريب الاقتصادي ضد إيران، حيث نزل على السفينة حوالي 30 جندياً بريطانياً ومعهم 42 من قوات الكوماندوس في المنطقة التي تسيطر عليها بريطانيا بموجب معاهدة اوترخت ( وهي معاهدة أبرمت مع نهاية حرب الخلافة على العرش الإسباني عام 1713 كسبت فيها بريطانيا المستعمرات الاسبانية في جبل طارق ومينوركا وكانت تقوم بموجبها بإمداد كل المستعمرات الاسبانية في أمريكا بالعبيد الأفارقة) واستراتيجياً توضعت هناك للسيطرة على المعبر الى البحر المتوسط .
إيران ولغاية نيسان 2018 كانت تصدر 2,5 مليون برميل نفط يومياً ثم تناقصت الكمية الى 300 ألف برميل وبحسب مصادر متعددة فإن إيران تصدر اليوم فقط 200 ألف برميل يومياً في الوقت الذي يجب أن تكون الكمية المصدرة 600 ألف برميل على الأقل كي تتجنب إيران أزمة اقتصادية، المملكة المتحدة أعلنت أنها احتجزت السفينة لمنع إيران من خرق العقوبات ضد سورية ويقول فابيان بيكاردو الوزير المسؤول عن جبل طارق «لدينا أسبابنا للاعتقاد بأن السفينة تنقل حمولة من النفط الخام الى مصفاة بانياس في سورية».
إنها أكاذيب واضحة وبنفس الوقت غباء في التصريحات فمنطقة جبل طارق التي يقطنها حوالي 300 ألف شخص هي أيضاً قادرة على التصرف بشكل مستقل وليس كفأر في قفص، صحيفة البايس الاسبانية نشرت تصريحات وزير الخارجية الاسباني جوزيف موريل بأن الاستخبارات الأمريكية كانت قد تقصدت مكان وجود السفينة في المياه الاقليمية البريطانية حيث كتب جون بولتون مباشرة على تويتر: «خبر ممتاز أن توقف المملكة المتحدة سفينة متجهة إلى سورية».
من الصعب تقدير خطورة النزاع بين بريطانيا واسبانيا بالنظر إلى التوتر المستمر في موضوع جبل طارق وإلى أي مدى ترغب اسبانيا مواجهة الولايات المتحدة يوماً باعتراض مشاريعها، من جانب آخر أعلن مصدر دبلوماسي اسباني أن اسبانيا لا تريد أن تتدخل في الأمر وذلك احتراماً للعقوبات التي يفرضها الاتحاد الأوروبي ولا سيما أن المملكة المتحدة تلعب الدور الذي اختارته كحليف عسكري امبريالي الأكثر إخلاصاً لأمريكا كما أن هذا الوضع يفرضه التاريخ المحدد لانسحاب المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي في تشرين الأول القادم وبالتأكيد هي المرة الأولى التي تحتجز فيها دولة من الاتحاد الأوروبي ناقلة نفط إيرانية في البحر رغم أن دول الاتحاد حتى الآن تحاول بذل جهودها للحفاظ على خطة العمل الشاملة التي أبرمت بين طهران وكل من الولايات المتحدة - الصين - روسيا - بريطانيا - فرنسا وألمانيا التي تنص على تحديد الكمية المسموح العمل بها بـ 300 كيلو غرام من مخزون اليورانيوم منخفض التخصيب بعد انسحاب ترامب العام الماضي من الاتفاق الذي يواجه صعوبات كبرى علماً أن إيران كانت قد حذرت بعد ذلك بأن سترد على أي اعتداء أمريكي قد يدفع الشرق الأوسط الى حافة الحرب .
إن المملكة المتحدة تسعى بوضوح لدعم أي قرار من الاتحاد الأوروبي في مواجهة إيران باسم واشنطن وأياً كان مستوى الخلاف بين الولايات المتحدة وأوروبا فإن خطر الحرب لا يتوقف عن التصاعد وأي قوة امبريالية بين هؤلاء لا يمكن أن ترى نفسها إلا وتعهد بالمهمة ، أما «الحذر» الأوروبي الذي يبدو لنا أحياناً فليس سوى انعكاس لضعف أوروبا العسكري تجاه الولايات المتحدة وخشيتها من إبعادها عن الشرق الأوسط الغني بالنفط .
الولايات المتحدة تريد تحالفاً عسكرياً لحماية المياه في عرض بحر إيران واليمن فهي تريد تجنيد الحلفاء خلال الأسابيع القادمة ضمن نطاق تحالف عسكري هدفه حماية المياه الاستراتيجية في عرض بحر إيران واليمن حيث تُتهم إيران وحلفاؤها بالهجوم على السفن كما جاء في تصريح بعض القادة الأميركيين.
وفي سياق هذه الخطة التي يجري اتمامها في الأيام الأخيرة هذه تقوم الولايات المتحدة بتجهيز سفن قيادة لعمليات المراقبة من أجل التحالف العسكري وما يقوم به الحلفاء هو تسيير دوريات في تلك المياه قرب سفن القيادة الأميركية ولحراسة السفن التجارية هذا ما أعلن عنه الجنرال جوزيف دان فورد رئيس هيئة الأركان الى الصحفيين بالقول:»إننا نشترك الآن مع عدد من الدول لنرى إذا كان بالإمكان تشكيل تحالف يضم لنا حرية الملاحة في مضيق باب المندب ومضيق هرمز وأعتقد أننا خلال أسبوعين نستطيع التحقق من الدول التي ترغب بدعم هذه المبادرة « .
كل ذلك يأتي في سياق حملة الضغط التي تقوم بها حكومة ترامب على إيران، التي هددت بإغلاق مضيق هرمز، لكي يتم إجبارها على التفاوض من أجل الاتفاق بخصوص برنامجها النووي .