تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الوردة الزئبقية

ملحق ثقافي
26/1/2010
المؤلف:عصام ترشحاني:1 .. وصباحاً.. – في طقس وثنيٍّ يشبهها -

قبل استيقاظ الغيم ِ،‏

وقبل حلول النرجس في الضوء ِ‏

وقبل جفاف المُهْل ِ المجنون ِ‏

عن الظَّهْـر ِ.. وَجسـْم ِ ملابسـها‏

تسـعى سيدة الطُّهْـر،‏

إلى سُلطان ِ الدّنس ِ الضالع ِ‏

بالأمراض ِ...‏

لتشجير براريها‏

بزفير النار ِ.. وبالعُرْي ِ..‏

وآهات الماء ْ..‏

هذا العَرّاب بليغ ٌ‏

في تسويق الأوهام ِ‏

وتسويق النص ِّ المُدهش ِ للآ خَرِ باسْمِهْ..‏

هل كان بليغاً‏

بالعَفَن ِ المُعْدي.. فَأَحبّتْهُ... ؟‏

2‏

في الحريق ِ إلى ما يُسمّـى زؤام العَسَلْ‏

في الخبايا الكثيرة للقلعة الشاهدة‏

كان وَعْلُ خرائطها..‏

يختفي ما وراء َ الدّجل ْ‏

ثم ّ يبدو..‏

كَمنْ لوّثَ البحر َ حيناً‏

وحيناً.. كمن أنْهكتْهُ الفريسـة ُ‏

قَبْلَ جُروح ِ القُبَلْ..‏

في الطريق إلى «المُسـْلِمِيّة ِ «‏

كان زُعاف ُ جحيم الوباء ِ،‏

يُقلّبُ مازَيّفوه ُ..‏

وما ارتكبوه ُ سوياً‏

بدون خجل ْ...‏

3‏

ما شاهدت ُ امرأة ً مِثْلك ِ‏

تلهث خلف «رجال ٍ جوف ٍ»‏

وفقاقيع ظلام ْ‏

أَعرفُ أنّكِ صُرْت ِ الأزهار َ الملعونة َ ،‏

في الحقل ِ الواطئِ للعصيان ْ...‏

أَعرف ُ أنّ الماءَ اسـتَنْقَعَ فيك ِ‏

وغطّاك ِ من القدمين ِ‏

إلى رأس ِ الغَثَيان ْ..‏

لكن ما لا أعرفُـهُ..‏

كيف قَتَلْت ِ الحالم َ والصوفيَّ،‏

وأَوْغَلْتِ مديداً‏

في النُّقصان ْ...‏

4‏

حينما تسـتخفُّ الطحالب ُ‏

بالوردة الزئبقية كانتْ‏

تعود إلى الظل ِّ.. ظلّي..‏

لكي تستردَّ به ِ الأرضَ،‏

مِنْ حارِثيها... الحُواةْ..‏

قالت الأرض حين اختلت روحها بالسماء..‏

كم حزينٌ عليها... دمـي...‏

فالإلهُ ابتلاها مراراً‏

لتعلو.. إلى رُشْدِها‏

هل تتوبُ التي قد رأت‏

في الشذوذ الخرافيِّ حرية الانتماء‏

وترى في الشروق الالهي «سبحانهُ»‏

والغروب البعيد المشجر وقتاً مكيناً‏

لمجد البغاء‏

إنني الأرض مني أتتْ‏

و إلي تعود سأدعو لها‏

كلما اسودّت الروح فيها‏

سأدعو لها بالشفاء‏

5‏

أهْدَتْهُ كتاباً‏

ولكي تمنح‏

عطر قراءته ِ‏

من فتنتها...‏

تركت ْ رقم الهاتف والعنوان كعادتها‏

تركت ْ..‏

نبض َ قُصاصات ِ الشهوة ِ،‏

بين الأسـطر ِ‏

وانتظرت ْ‏

باللهفة ِ،‏

حُمّى الموعد..‏

يا للدهـشة ِ..‏

ما إنْ طرق َ الرّعويُّ‏

خلائطها..‏

حتى انحلّتْ‏

كالرعشـة في الهذيان ْ..‏

يا روّاد النار،‏

أعيدوا..‏

قلق الشعر ِ‏

إلى الناصع من جذوته ِ‏

فالشــعر ُ..‏

ومنذ كتاب ٍ..‏

لم يهدأ بين يديها‏

صار.. يُكَنّى.. بالبهتان ْ‏

تعليقات الزوار

هاني عماد ( عاشق شعر عصام ترشحاني) |  superhnoi@hotmail.com | 10/02/2010 00:31

هذه القصيدة مشغولة ب لغة شفافة في معظم جملها تصطاد المدهش و المحيًر القابل للتأويل و التعددية حيث حامل القصيدة يضيء اللغة من جهة القلب المحطًم و يسعف أدواته باللغة المجروحة و المفتوحة على جهات الحدس فيها قابل للتخييل وللازاحة . في النهاية القصيدة لعمل شاعر محترف , يعرف كيف يوظف أدواته بلغة ايقاعية قادرة على الامساك بالغائب من الالفاظ المجهولة .

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية