|
|
التستري ملحق ثقافي وتلقى تعليمه على أيدي علمائها، وعندما أصبح في الخامسة والعشرين رحل إلى شيراز، ثم أصفهان، وعاد إلى تستر بعد خمسة عشر عاماً من تلقي التعليم، وكان أساتذته مشهورين، من أمثال: الخوانساري، والمجلسي، والفيض، والشولستاني، والعروسي الحويزي. نعمة الله بن عبد الله بن محمد بن حسين، المشهور بالتستري، نسبة إلى مدينة تستر «أو السشتري، والششتري، نسبة إلى مدينة تستر المعروفة أيضاً بجزائر البصرة، ومن هنا لقب بالسيد نعمة الله الجزائري. توفي عام 1701 للميلاد في تستر. قيل عنه إنه محدث نبيل، واحد عصره في العربية والآداب والفقه والحديث والتفسير. وقد دخل في مجادلات عصره الفكرية والعقلية، ووقف موقفاً ناقداً من الأصوليين من جهة والسلفيين من جهة أخرى. رفض الوسائل المنطقية والعقلية في تفسير وتأويل النصوص عند الأصوليين، ورفض رأي المجتهدين الذين قالوا بمبدأ الإباحة لعدم توفر دليل التحريم. لم يكن للعقل والمنطق عنده من دور في فهم النصوص، باعتبار النص يتحدث عن نفسه. وهو بذلك لم يكن من العقليين أبداً، رغم أن مؤلفه «زهر الربيع» قد صودر من قبل السلفيين. وقد تعرّض في نهاية عمره إلى نهب مكتبته ورمي مؤلفاته في البئر. نقل في كتابه «منبع الحياة» الصراعات الفكرية بين الأصوليين والأخباريين، وقال فيه: «اتفق في تأليف هذه الرسالة في زمن غريب ودهر عجيب، ترى كلاً يبكي على حاله، كأنما أوتي كتابه بشماله، خصوصاً طلاب العلوم…» ترك عدداً كبيراً من المؤلفات، من بينها: حواشي على كتاب الاستبصار، شرح تهذيب الحديث، شرح تهذيب النحو، روضة الكافي وغوالي اللآلئ، عيون الأخبار، الانوار النعمانية، المقامات، مسكن الشجون، غرائب الأخبار. كتبت عنه مجموعة من المؤلفات، تناولت حياته وأخباره، وفكره والعصر الذي عاشه، وأهم مواقفه من الفرق المتصارعة آنذاك، وكان أهم من كتب عنه: البحراني في كتابه لؤلؤة البحرين، التنكابني، في كتابه قصص العلماء.
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||
