أطلقت محافظة دمشق بالتعاون مع مؤسسة الفنان مصطفى علي ملتقى النحت الوطني حوار بين جيلين في الفترة الواقعة بين الخامس عشر من كانون الجاري وحتى الخامس عشر من شباط القادم على أرض مدينة المعارض القديمة بدمشق.
وقال الفنان مصطفى علي في مؤتمر صحفي إن هذا الملتقى الوطني للنحت جاء كتجربة يملؤها الحماس والنزوع إلى الحوار بين جيلين الأول هو جيل النحاتين السوريين المخضرمين والثاني هو جيل الشباب لافتاً إلى أن الملتقى نشأ من رحم ملتقى دمشق الدولي للنحت حيث اكتسب نحاتونا الشباب خبرة ومعرفة ثرية عبر عملهم كمساعدين للنحاتين العالميين الذين حلوا ضيوفاً على دمشق في العام الماضي. وأوضح علي أن مثل هذه الملتقيات جديرة بإزالة الغبار عن الدماغ وإتاحة الفرصة للجيل الجديد من النحاتين الشباب في المشاركة والتعرف على اتجاهاتهم وفتح شهيتهم لخوض تجربة معالجة الحجر بأنفسهم، مبيناً أنه لا بد من بعض التحدي حين يدور الحديث حول جيل الشباب من أجل صياغة حوار من نوع خاص بين جيل يملك الخبرة وآخر يتطلع إليها.
وبين علي أن هذا الملتقى جاء لتكريس تجربة النحت السورية التي تقدمت في السنوات العشر الأخيرة من ناحية الاهتمام بالجوانب الفنية وتزيين مداخل وساحات حدائق مدينة دمشق مشيراً بأن البادرة هي الأساس لإقامة هذا النوع من الملتقيات التي ازدهرت في سورية في السنوات الأخيرة وكان أهمه ملتقى اللاذقية للنحت وملتقى السويداء وملتقى مشتى حلو الذي ينظمه الفنان فارس الحلو في قرى حمص، وملتقى السنديان في طرطوس.
وأضاف علي أن النحت السوري له تاريخ عريق يرجع إلى آلاف السنين والساحل السوري وجنوب سورية وتدمر شاهد على عراقة هذا الفن وأصالته في نسيج الثقافة السورية ولذلك جاء الملتقى ليكون امتداداً لهذا التاريخ ولتوفير فرصة للنحاتين بتقديم أعمالهم مبيناً أن النحات لا يستطيع مزاولة فنه داخل استوديوهات مغلقة ويحتاج إلى ملتقيات من هذا النوع توفر له ورشة من الأدوات الثقيلة لجلب الحجر ونقله وعرضه.
من جهته قال النحات عادل خضر إنه سيقدم في الملتقى عملاً يشتغله على الحجر التدمري الذي تم اختباره في ملتقيات سابقة وأثبت جدارته لافتاً إلى أن منحوتته عبارة عن شكل تجريدي يتناول العلاقة والتضاد بين شكل الدائرة والمستطيل وسيبلغ ارتفاعه حوالي المترين والسبعين سنتمتراً.