كلها أجراس تنذر بتعرض الحرم القدسي لأكبر مؤامرة لتقويضه وإقامة الهيكل اليهودي المزعوم على أنقاضه.
ففي ذروة الحديث عن بناء جدران وهدم أنفاق لإطباق الحصار على قطاع غزة الصامد وفي غفلة انشغال العرب بالحصول على ضمانات أميركية لاستئناف عملية السلام، فوجىء الجميع بكارثة جديدة عندما كشف مسؤولون فلسطينيون عن انهيار جنوب المسجد الأقصى المبارك.
إن انهيار الشارع الرئيس في حي وادي حلوة ببلدة سلون جنوب الأقصى والانهيار الذي سبقه بأسابيع في مقطع الشارع الموصل بين وسط البلدة والمسجد، إضافة الى ظهور تشققات في جدران المسجد والمنازل الفلسطينية المجاورة له، كلها مؤشرات واضحة إلى ما يجري في الخفاء من شبكة للأنفاق تقوم بها سلطات الاحتلال والجمعيات اليهودية تحت المسجد وأحياء البلدة القديمة والتي تشكل خطراً حقيقياً على المقدسات الاسلامية والمسيحية على حد سواء.
وتناقلت مصادر صحفية إسرائيلية أن الحفريات متواصلة وأنه ستتم إقامة عدة بنايات في حي وادي حلوة، منها مركز تهويدي، إضافة إلى استكمال حفر نفقين أحدهما يتجه شمالا باتجاه المسجد والآخر باتجاه الجنوب، وذلك وسط تأكيدات «مؤسسة الأقصى للوقف والتراث» أن هذه الأعمال إنما يراد منها تطويق المسجد الأقصى بالأنفاق وجعله عرضة للانهيار عند أول هزة أرضية طبيعية أو مفتعلة.
وأصبح معروفا أن حركة أمناء جبل الهيكل عقدت اجتماعات كثيرة مؤخرا وناشدت اليهود دخول باحات المسجد الأقصى لأداء الشعائر الدينية وجمعت تبرعات لإعادة بناء هيكل سليمان المزعوم مكان المسجد.
وذكرت صحيفة «واشنطن بوست» أن الجماعات اليهودية الماسونية المتطرفة والتي تعمل بشكل سري داخل الولايات المتحدة تدفع بشدة نحو الإسراع في هدم المسجد الأقصى بعد تلقيها ضربات داخل أميركا، حيث تعرضت هذه الجماعات الى اختراقات من قبل أميركيين كشفت طقوسهم الدينية وأدت إلى تسرب ما وصفوه أسرار «ختم سليمان» وفك شفرات رموزهم الدينية.
وما يضاعف من خطورة ما جاء في الصحيفة أن الهيكل المراد بناؤه هو من الأولويات المهمة لعشرات الجماعات اليهودية المتطرفة مثل أمناء «جبل الهيكل» و«معهد الهيكل» ، إضافة إلى جماعات مسيحية يمينية منشقة مثل «منظمة الأغلبية الأخلاقية» و«مؤسسة جبل الهيكل» على عمل اليمين المسيحي في أميركا، دون أن ننسى أن أول نموذج للهيكل المزعوم تم عرضه على الملأ منذ عام 1939 في جناح فلسطين بالمؤتمر العالمي لمعرض نيويورك.
وإذا كان برنامج الحركة الصهيونية لتهويد القدس دشن بزيارة هيرتزل لها فإنه قد تبلور في صيغته النهائية بعبارة واحدة لبن غوريون لامعنى لإسرائيل من دون القدس ولا معنى للقدس من دون الهيكل.
وفي 30 أيلول الماضي ، كشفت مصادر أميركية مطلعة أن جماعات يهودية متطرفة قررت بناء هيكل سليمان محل الحرم القدسي بتاريخ الخميس الموافق 25 آذار 2010 واطلقت على مشروعها اسم مخطط 2010.
ويتأكد يوما بعد يوم أن إسرائيل تسارع الخطا لتنفيذ مخطط 2010 سواء كان ذلك فيما يتعلق بمواصلة الحفريات أسفل المسجد ومحيطه أم فيما يتعلق بالسماح للجماعات اليهودية المتطرفة بتدنيسه على مرأى ومسمع العالم كله.
يضاف إلى ذلك دعوات زعماء الجماعات اليهودية الإرهابية الى تفجير قبة الصخرة المشرفة وتفكيك حجارة المسجد الأقصى ونقلها إلى مكة المكرمة خلال مدة قصيرة.
وقد أكد الشيخ تيسير رجب التميمي رئيس الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات أن الترتيبات بهذا الخصوص تجري بشكل متسارع وأن هناك اجتماعات ستعقد بين كبار مهندسي جيش الاحتلال وزعماء هذه الجماعات ومن بينها لجنة آيباك والملياردير اليهودي ايرين موسكوفيتش.
وأشار التميمي إلى أن هذا الأمر تم الاتفاق عليه في المؤتمر الـ 13 لما يسمى الكونغرس اليهودي العالمي الذي عقد في مدينة القدس بتاريخ 26-27/1/2009، بحضور أكثر من 400 وفد يهودي يمثل أكثر من 80 منظمة إرهابية.
كما تؤكد تصريحات يوفال ديسكين مدير جهاز الأمن العام الإسرائيلي أمام لجنة الدفاع والشؤون الخارجية في الكنيست الخوف من حدوث عمل كبير أو هدم مساجد، إلى حد أنه لم يستبعد تعرض المسجد الأقصى للتفجير.
وإذا كانت إسرائيل التي أغرقت غزة بمياه السيول بشكل متعمد، بررت الانهيار الأخير في القدس بفعل الأمطار والسيول.. فأول الغيث قطرة.